أهدي هذه القصيدة لوالدي الكريم
بمناسبة عيد ميلاده
شهقة
شهقة .. أثملتْ بيادرَ العتمة
بإمتلاء فجر النهار
من أقداح حنطة الذهب
نسجتْ خيوط الوديان قميص
علَّقَتهُ على حبل الجنين
في بذرة خمر الجبال
عزفَتهُ على أوتار السهول
فوق راحتي الشروق
رقصات السنديان
*
من فجرها...
ينسكب العوسج في صفعات الرمال
تكسير العماد ..تحطيم جدران
بقيتْ تغريدة الأغصان..
في كل صبح جديد
*
تسقي لون العشب لمعة الجبين
تمد الظل من أرض الجبهة ثبات غابات النخيل
تُساقط الرطب على الأكتاف عباءةً..
وشتها لمساتِ العبير
ذرفتْ الخطى صفحاتٍ.. بالوجنتين
توقد في دروبها مشعل ألف فأس
يحطم أسوار الأيام
تضم رعشة السوسن
في برية العينين
بارتواء قبلة النسيم ..
لا تترك...
ظلمة الصفوف تخنق جيوش الكلام
ترسم باسمها بياض الهواء
تمهرُ الحلقاتِ إحكاماً..
بخاتم الثغر الوثيق
*
من سويداء نهر ..محمد ..
تشعل الضفاف أشجارا
تترقرق...ببخور العبير
في دموع ..علي..
بكل عام في نيسانه
تغرقُ بسمةً.. في امتدادات المدى
على شفاه الأقحوان
تغفو بفراش الحقول.. عطر لهجة الريحان
تحلقُ في قاعات أرض السماء
ترنيم آي الذكر الحكيم
*
تلقي بين يدي الصلاة
غطاء الطفولة على سرير القِبلة
...تتهجدُ أفراخَ النسمات..
في أعشاش الخشوع ..
.. تلاوة حفيف غابات القبول
تكتم الصيحة على محيط العمر..
حتى كلَّ الصبرُ جلد الجرح
تلقفتْ سوطه باليدين
*
شهقة ...
بسمرة سواعد بندقية
رفعتْ الزيتون بالأغصان
على جناح لهيب الرصاص
طيرتْ الحمام هديل
*
أظلم ضياء نظراتها
كل بهرج ..حتى اللب
رمته قشوراً...
في انكفاءات الإتيان
*
وحيدة عاشت ..شهقة
تهطل على بساط الليل الأقمار
قطفتها عناقيداً ..
من كروم ظلمة الآلام
أدونيــ إبراهيم ــــــس
حــــــــــــــــسن