كثير من الناس يرددون العبارة الآتية ( الزواج كالقفص , الداخل فيه يتمنى الهرب منه , والخاج عنه يتمنى الدخول فيه ) فهل هذه المقالة صحيحة ؟ وإلى أي حد يمكن تصديقها . لنقرأ مقالة الأستاذة لمياء التي تحدثنا حول مشكلات العزوبة فتقول :
في ظل المشكلات العديدة التي باتت تؤرِّق الشباب، لم يعُد الزواجُ ذلك الحلمَ الورديَّ الذي يداعب خيالَ الشاب والفتاة، وينتظرانه لتحقيق أمنية العمر، وأصبحت العزوبية ظاهرةً ونتيجةً طبيعيةً لما يعانيه الشباب من ظروف يصعُب معها- بل يكاد يستحيل- على الكثير منهم توفير مسكن مستقل بعد سنوات طويلة من العمل.
وقد أكد استطلاع حديث للرأي أن 10 % من الأزواج يتمنون العودة إلى حياة العزوبية التي كانوا يتمتعون بها قبل دخول قفص الزوجية ، وقال 42% في استطلاع إن الزواج كان مفيدا لهم عندما سئلوا عن مدى رضاهم عن الحياة الزوجية .
في الوقت نفسه أكد 44% من أفراد الاستطلاع أن لكل مرحلة مزاياها فيما قال 2% إنهم يجدون فرقاً بين الحياة الزوجية والعزوبية.
من جانبها أكدت هناء عواد استشارى علم الاجتماع بجامعة الازهر أن العزوبية ترتبط بالتغيير الاجتماعي الذي يحدث في المجتمع، وقد ساهمت عوامل عديدة مثل التعليم والعمل واستقلال المرأة ماديا في تأخر سن الزواج ، وهو نوع من التمسك بالعزوبية إلى آخر مدى، فإن حدث الزواج يصطدم هؤلاء بالمسؤوليات والالتزامات التي تفرضها الحياة الجديدة، وإما أن يكون المرء مهيأ للتعامل مع أعباء هذه الحياة الجديدة وإما ينتابه الندم والحنين إلى حياة العزوبية الخالية من الالتزامات والمسؤوليات.
وأضافت استشارى علم الاجتماع ، المشكلة أن بعض من شبابنا يدخلون تجربة الزواج وهم غير مهيئين لها ولا يدرون شيئا عن مسؤوليات الزواج والخلافات التي قد تنتج بعده بل إن البعض يعزف عن الزواج تفاديا لهذه الخلافات التي يسمعون عنها من الأصدقاء والصديقات، وأول شيء يجب أن يعرفه هؤلاء الشباب أن وجود خلافات بعض الزواج لا يعني أن يفضلوا حياة العزوبية أو يتمنوا لو أنهم لم يتزوجوا وبقوا عزابا، فهذا تفكير سطحي وغير ناضج فكل الدراسات والأبحاث التي درست موضوع العزوبية تؤكد أن مشاكل العزوبية أكبر وأخطر من مشاكل وخلافات الحياة الزوجية، فليست العزوبية ولا الحنين إليها إلا وهما، ويمكن النظر إلى ذلك على أنه نوع من الهروب وعدم تحمل المسؤولية