تهنئة بالألـــوان ... بقلم : نزار صباغ
مساهمات القراء
رائعة هي الألوان ... تهب الجمال للطبيعة، وللحياة ... والله جميل محب للجمال.
منها الصفراء والخضراء والبرتقالية والبنفسجية والزرقاء .. الحمراء والصفراء، السوداء والبيضاء والرمادية ... منعشة، مفرحة، هادئة .. مزعجة ونافرة وموترة.
منها ألوان ضبابية، ومنها ألوان واضحة، كالبيضاء والحمراء .... صافية ونقية، أو حادة، باهرة، فاقعة، حميمية ودموية...
كـُـثرٌ من يتعامل مع الألوان، منهم يعبر بها عن الإحساس ويرسم أفكاره ورؤاه، ومنهم يصمم بواسطتها الجمال على جمال، ومنهم من يستخدمها حدود وخطوط حمراء ... حادة ، مرهفة، جازمة، قاطعة .. كالسيف البتار .
يحتار المرء فيما سيخوض ويعلن من أفكار، فالخطوط متداخلة ومتبدلة الألوان باستمرار، فما قد يكون برتقالياً أو أصفراً في وقت وبرأي أحد ما، تراه يتغير نحو الأحمر الفاقع الدموي في وقت آخر ولدى أحد آخر، وما يكون وردياً كلون برعم الورد الجوري الشامي ، تراه أحمراً دموياً لنفس البرعم عند آخر ...
أهي العين تخدع أم هو ازدياد في الإحساس ..؟
مزعجة أحياناً ... تلك الألوان.
.................................................. ..
كتبنا عن حكومتنا الموقرة، وكتب الكثير من المهتمين والباحثين، المؤيدين لها المعارضين، المدافعين والشامتين، الداخليين والخارجيين ... وتم تصنيف جميع الكتابات بخطوط بالألوان .
وكتبنا أيضاً عن العلمانية، والمفهوم الديني، والسيطرة باسم الدين، والتحكم باسم الدين، والثروة باسم الدين، وتجهيل "المؤمنين" و "المؤمنات" باسم الدين، والحكم والتحكم بالمجموع باسم الدين ... وعن المجتمع والبيئة، التقدم والنهضة، الوطن والأمة وثقافة الوهم والقطيع ... وكتب غيرنا عن الأمة العربية والأمة الإسلامية ...
وكتابات أخرى عن الاقتصاد والثقافة والعلوم والتعليم، عن الحب والكره والنفاق والتصفيق والتضليل ...
عن البغض والود .. عن الصفاء والجمال والكره .. عن الجنة والنار والثواب والعقاب ... وعن الله.
حتى الحياة الزوجية، والمرأة والرجل والجنس والمحرمات الكلامية ... وحتى الشعر ببحوره وحداثته وفلسفته.
جميعها صُنـِّفـَتْ بالألوان .... تراها رمادية على زرقاء على خضراء، برتقالية على اسوداد، وحمراء فاقعة، صفراء تحذيرية ، فوسفورية عاكسة .... جميعها ألوان إنما، لا أبيض بينها.
.................................................. ......
إن خرجنا عن الأمور الداخلية وكتبنا عن ذكرى "ثورة الفاتح" و "ملك ملوك أفريقيا"، أو عن طالبان وأفغانستان وباكستان والقنبلة النووية الإسلامية، وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية وزيارة رئيس جمهورية فنزويلا، والشراكة السورية الأوروبية، وإيران والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وحماس .... تكون أيضاً الزوايا والخطوط الملونة.
وإن "التزمنا" بالأمور الداخلية من تخطيط وإدارة وتنفيذ وفساد، وتديّن شكلي وتيارات دينية سياسية .. قد تبدأ الخطوط رمادية أو مائلة للصفار، ثم تتحول بقدرة قادر إلى حمراء حمراء، وبخاصة لمن أدرجه السيد رئيس الوزراء في خانة المحبطين والعملاء.
.................................................. ....
إنما ... من حق حكومتنا علينا أن لا نبخسها حقها عند أي إنجاز حقيقي لها، وبخاصة إن كان يصب في مصلحة هموم المواطنين أو ما تطلق عليه – حكومتنا – الشعب السوري، هذا لا يعني أننا من المرضى عنهم لدى السيد رئيس حكومتنا العتيدة بل هي كلمة حق ، أو كلمة توضيحية، يتوجب إعلانها .
ولأننا لم نجد ما يستحق الذكر لكثرة ما يكتبه أولئك الإعلاميين غير الملتزمين والمعادين والذين تسببوا لنا بعملية "غسل دماغ" ممنهجة تحاول حكومتنا جاهدة تنفيذ عملية "غسل دماغ" مناهضة لها. فقد اعتمدنا على ما يصلنا من معلومات من مصادر خارجية حتى لا يتم حسباننا على جهة داخلية محددة بذاتها ونقع ضمن التصنيف الشهير للإعلاميين.
وحتى لا يقع المحظور، ابتعدنا عن كل ما هو قديم من تقارير وأخبار مغرضة "مغرضة" واعتمدنا منها واحداً قديماً فقط، وهو اعتبارنا "الشعب السوري السعيد" كإنجاز عالمي أول لحكومتنا العتيدة.... فلها خالص التهنئة.
وضمن ما تستحق حكومتنا التهنئة عليه فعلاً، هو انتقالنا من حالة العجز في توليد الطاقة الكهربائية إلى حالة الاكتفاء الذاتي بل والتصدير أيضاً إلى دولة مصر العربية الشقيقة تلبية من حكومتنا لطلب وردها من مصر، كما هو إعلان السيد وزير الكهرباء في حكومة العطري بتاريخ 27/8/2009 كما نقل موقع "كلنا شركاء في الوطن" أن وضع الكهرباء في سورية "مستقر وجيد" منذ بداية شهر رمضان وأن سوريا لبت طلباً مصرياً للمؤازرة في موضوع الكهرباء وصدّرت ما بلغ 140 ميغا واط ساعي.
وضمن ذلك أيضاً، تستحق حكومتنا التهنئة بانتقالنا الفجائي من عجز يقارب 700 ألف طن من القمح إلى وفر فجائي وتحقيق للمخزون الاستراتيجي بعد تصريح السيد رئيس الوزراء لصحيفة الحياة اللندنية في 28 / 8 / 2009 بأن المتوافر من القمح يكفي حاجة البلاد حتى النصف الأول من عام 2011 مهما كانت الظروف المناخية، رغم التقارير الإعلامية "الرسمية الملتزمة" عن زيادة التصحر والجفاف والعجز في محصول القمح.
لا نعلم إن كانت هذه الجملة من التهاني ستسبب تحريكاً للألوان، وتبدأ الخطوط الملونة وفقاً لزاوية الرؤية.... فقد يعتبرها البعض بمثابة "سخرية"، أو قد يعتبره البعض "تهنئة صادقة".
ترى، ما سيكون قول السيدة "أم جوزيف" إن كانت بيننا في هذا العصر وتابعت مثلنا "إنجازات" حكومتنا .. !
نعلم أنها واضحة الرؤى، ذات ألوان واضحة صفية ونقية وثابتة، لا تتغير وتتبدل بتبدل الأهواء... ونعلم أنها قوية بكلمة الحق، لم تخف من المستعمر بكامل سلاحه وعتاده فهل ستخاف من ابن البلد، وهي ابنة البلد ...؟
أم جوزيف تعارض مع كثيرين كل ما هو خطأ، وتطالب بالصدق والصراحة والعمل لخير البلد، فكم منها يوجد بيننا .. ؟
اللون الأبيض نقي واضح لا تخطئه العين، واللون الأسود واضح أيضاً ... إنما نعلم تماماً من منهما رمز الصدق والنقاء، من دون أية خطوط بالألوان.
2009-09-11 23:00:43
http://syria-news.com/readnews.php?sy_seq=101029