السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمثل الإعاقة السمعية عند الأطفال حاجزاً يؤثر علي النمو اللغوي والنفسي والاجتماعي والتحصيل الأكاديمي
لديهم, بالإضافة إلي ان وجود طفل معاق سمعيا يترتب عليه الكثير من التحديات التي علي الأسرة أن تواجهها
والضغوط النفسية التي عليها أن تتعامل معهاوحول كيفية التعامل مع الطفل المصاب بالصمم يؤكد الدكتور محمد
أحمد صالح أستاذ التربية الخاصة بكلية الدراسات التربوية العليا ـ جامعة عمان العربية للدراسات العليا ـ أن
الصمم أو صعوبة السمع يضع الفرد المصاب به في مواقف صعبة فالإصابة بالصمم تؤدي إلي العزلة
والانسحاب الاجتماعي وانخفاض التحصيل بالنسبة للتلاميذ وضعف المهارات اللغوية ومحدودية العلاقات
الاجتماعية
كما يشير عالم النفس الأمريكي التمان إلي أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر علي حياة وأنشطة الطفل
المعاق سمعياً منها العمر عند الإصابة بالإعاقة السمعية ونوع ودرجة الفقدان السمعي
ومدي إدراك المعاقين سمعيا لفوائد استخدام السماعات الطبية في الحياة اليومية وردود الآباء الانفعالية,
ومستوي تعليمهم والبيئة السمعية المحيطة وذلك لأن الأفراد الصم يعانون من مفهوم ذات متدن مقارنة
بأقرانهم السامعين وأكدالعالم النفسي الأمريكي كلارك أن تحسين مستوي التوافق الاجتماعي لدي المعاقين
سمعيا يعتمد بشكل رئيسي علي البيئة الاجتماعية والثقافية, لأن إصابة أحد أفراد الأسرة بالصم يحدث صدمة
لدي الآباء.. لذلك أوصت الدراسات الحديثة بضرورة أن تستعيد هذه الأسر توازنها بتعلم أسلوب التواصل
المشترك الذي يمكنهم ويسهل لهم إقامة أشكال مختلفة من التفاعلات الأسرية مع الطفل الأصم فالنجاح في
إقامة نظام تواصل مشترك مع الطفل الأصم في الأسرة وخارجها ـ يساعد علي نموه ويشعره بالأمل والطمأنينة,
في حين أن الفشل في إقامة هذا النظام يؤدي إلي إعاقة تطور نموه ويقوده إلي الشعور بالعزلة وعدم الأمان
ومن جهة أخري يوصي د. محمد في بحثه بضرورة وضع برامج خاصة بالتدخل المبكر لتعليم مهارات التواصل
للطالب المعاق سمعيا وأسرته ومعلميه وأيضا وضع برامج علاجية للمشكلات السلوكية والانفعالية للأطفال
المعاقين سمعيا لمساعدتهم على التكيف بشكل أفضل