أ ما لجُرْحٍ تناهى يومَ تطبيبِ
غيض التَّصَبُّرُ من مَطْلِ الأكاذيبِ
أ ما لنفسٍ بأنْ تحْيا حميّتها
و الحقُّ مُنْدثِرٌ بين الدواليبِ
أ ما لذاتٍ بأن تلقى السلام و قد
مالتْ إلى الأرض مِنْ لَسْعِ النشاشيبِ
كيف السكون و دينُ الثكل منتصر
بالغُسْلِ أو دونَه.. وَيْلُ العراقيبِ
يُهَوّدُ القدس غدرا و العراق بها
من غيلةٍ ذهبت شرُّ التراتيبِ
في كل شبر ترى للحرب دائرة
تأبى نوازعها غزْلَ التخاريبِ
تُعَلِّمُ الدهر مَنْ في الناس مسكنه
صَرْحٌ و من بيته بيت العناكيبِ
حَدِّثْ على صحوتي حدِّثْ بلا حرج
هامَتْ على وجهها مثل المجاذيبِ
هامَتْ و في فمها للغرب أغنية
و بين أحضانها أشقى الحواسيبِ
و ما اعتراها الأسى من سوء ما اكتسبت
أو بان عن عَيِّها جهل التراكيبِ
تعيش فوضى بلا خلق و لا أملٍ
و الخلق يبعث من جوف الأنابيبِ
جَنَتْ لها ثُقْبَها المُسْوَدَّ غفلَتُها
على مقاسِ الرؤى السودِ الغرابيبِ
لكي تحورَ لغيْبِ الفقد منْقصَةً
في الخزيِ تغْتَمُّ مِنْ جَذْبِ التلابيبِ