الأخت الفاضلة أم فراس , حياك الله ,
بحر الرمل يحمل بيته كاملاً 6 تفعيلات , لكل شطر منه 3 تفعيلات , هذا هو الأصل , ويجوز أن يكون مجزوءاً أي أن الشطر الواحد يحمل تفعيلتين ,
أما إن شئت أن تجعلي البيت كله 3 تفعيلات جملة واحدة ليأتي البيت الثاني بعده ويحمل أيضاً 3 تفعيلات بقافية البيت الأول , فإن هذا الوضع وإن لم نشاهده في الكتب العروضية القديمة , إلا أنه لم يخالف ما جاء به العروض وزناً أو زحافاً فهو جائز باعتقادي أنا , ولا غبار عليه .
وأنت فعلت أكثر من ذلك , فقد جعلتِ البيت الواحد في قصيدتك يحمل8 تفاعيل , أي أن لكل شطر 4 تفعيلات , فهذا الوضع لم نألفه في كتب العروض , ولكن التوسع في علم العروض لا يمنع من ذلك ما دام الشاعر له رغبة في خلق الإيقاع المناسب لقصيدته , وهذا أيضاً لا يخالف علم العروض , لا بالوزن , ولا بالقافية , ولا بالزحافات , لكنه خالفه بعدد التفعيلات , وهذا النوع لم يستقرئه الخليل من أشعار العرب , لكن لا يمنعنا مانع من استعماله .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
أما عملية التشطير , فلا يستحسنه بعض الشعراء , ومنهم الشاعر عبد الحسين الجواهري , لكن استحسنه بعض الشعراء , وإن رغبت شرح التشطير ووضعه , فأقول:
التشطير هو أن تأخذ بيتاً من الشعر وتقسمه إلى قسمين ( شطرين ) ليكون صدره شطراً , ثم تضيف له من عندك عجزاً يتماشى مع معنى البيت الأصلي , وبعد ذلك , تأخذ عجز البيت الأول لتجعله صدراً للبيت الثاني , ثم تضيف له من عندك عجزاً يحمل المعنى نفسه للبيت الأصلي , وبهذا تكون قد شطرت البيت الشعري إلى شطرين , ليصير نصفه للشاعر , والنصف الثاني من عندك , هكذا :
قال الشاعر :
الناس إما عالم ما أبدعهْ *** أو جاهلٌ ضرّ به حبّ الدعهْ
الخطوة الأول: نأخذ الصدر للبيت ونجعله صدراً لبيت شعري جديد وعجزه من تأليفنا هكذا :
(الناس إما عالم ما أبدعهْ )*** أنى اغتدى فعلمه يغدو معه
الخطوة الثانية :
نضع من عندنا صدراً للبيت الثاني , يحمل المعنى نفسه للبيت الأول , ثم نضيف له عجز البيت الأول كما هو, هكذا:
سهر الليالي العلمُ قد أودعه ُ*** ( أو جاهلٌ ضر به حبّ الدعه ْ )
وصارت الأبيات كما يلي , مع ملاحظة أن البيت الأصلي , وضع كل شطر منه ما بين قوسين :
(الناس إما عالم ما أبدعهْ )*** أنى اغتدى فعلمه يغدو معه
سهر الليالي العلمُ قد أودعه ُ** ( أو جاهلٌ ضر به حبّ الدعه)
@@@@@@@@@
د/ غالب أحمد الغول