[الحدس ... وكيفية تنميته لديك؟ ]►╚
..
.
.
.
.هل فكرت يوماً فى أن شيئاً جيد أو سئ سيحدث وحدث بالفعل؟.. أو ألغيت مشروعاًأو أمراً ما بدون سبب محدد لشعورك بخطب فيه، وأكتشفت بعد ذلك أن آثاره علىحياتك إذا نفذ كانت ستكون وخيمةً؟.. أو قررت قراراً لا يستند على قناعاتكلإحساسك الشديد بالراحة تجاهه ووجدت بعد ذلك أن قرارك كان صائباً وفي محله؟..إذا حدث ذلك لك ، فأنت بالفعل قد أختبرت الحدس ...إن الحدس معرفة غريزية أو فطرية تأتينا بشكل تلقائي وعفوى أى طبقاً للسليقة ،فنحن لا نعرف كيف نتعرف على الأشياء أننا نتعرف عليها فحسب ، فهو نورالبصيرة والإلهام الإلهى بداخلنا، هذا النور يشع من أرواحنا الرقيقة وتنطلق أشعتهبالتعاطف القوى والرقيق مع الأشياء وتجنيب العقل والتفكير المنطقى، وإستجابة لأمر المرور لدخول هبات الرحمن وكملكه من عنده سبحانه.ماهية الحدس intuition:الحدس هو الإحساس الذي ينتابك تجاه أمر ما وكأن منبهاً يخبرك بشيء ما، مثل أنيأتيك حدس بأنك ستفوز بجائزة ويكون كذلك، فالحدس لديك بالفطرة، وهي صفةأولية لا تتطلب صفات أخرى لتكونها أو تبنيها.الحدس ما هو إلا إتصال بوعينا الداخلى .. ويتشكل هذا الوعى من فطرتنا السليمةوخبراتنا ومعلوماتنا المتراكمة والمخزنة فى الذاكرة وفى العقل الباطن، فكلنا لهحدسه بلا تفرقة، ولكن الكثيرين منا إهملوا إستخدامه وذلك لعدم إيمانهم بوجوده أوبقدرتهم على إستدعائه.كيف نستدعى الحدس؟نستدعى الحدس بشكل باطنى وعفوى فى حالة الوعى "اليقظة" أو فى حالة الحلم ،وذلك عندما تقف الأسئلة بداخلنا دون إجابات ، فنسئل وعينا وبصيرتنا الداخلية -دون أن نلاحظ - عن الإجابة الصحيحة – وفجأة – تظهر الإجابة الصحيحة ، والتىنظن أنها أتتنا دون سؤال لكننا بالفعل سئلنا وعينا الداخلى عن الإجابة برغبتناالقوية فى إيجاد حل للخروج من حالة الجهل أو حالة اللامعرفة.فكل ما نحتاجه فى وعينا منذ ولدنا والحدس ما هو إلا ظهور هذا الوعى على السطحعبر إستدعائنا له ، فنحن نعرف أكثر بكثير مما ندرك ، فالله تعالى قد وضع كل مانحتاجه من إجابات فى وعينا وفطرتنا الداخلية السليمة، وكل ما يحدث عند ظهورالحدس أننا نرجع بشكل مؤقت لهذا الوعى و لفطرتنا السليمة، والتى حجبناها فىالسابق بالشك والتردد فى قدرتنا على إستدعاء الإجابات الصحيحة .. هذا الرجوع قديكون نتيجة لتعاطف قوى مع الأحداث من حولنا، أو لرغبة ضاغطة وملحة فىالمعرفة.كيف نطور الحدس لدينا؟وقد يتسائل بعضكم ولماذا نرغب فى تطوير الحدس لدينا .. نحن بخير هكذا؟! ..والإجابة أننا كبشر محتاجون لهذه الملكه بشدة للنجاح فى حياتنا، فإذ لم نقومبتطوير حدسنا سنضطر لإتخاذ قراراتنا بناء على تفكيرنا المحدود والذى لا يستطيعإعطائنا الحقائق الكاملة عن الواقع الذى نعيشه.. أن حدسنا هو إستماع لتوجيه اللهبداخلنا "لمرشدنا الخفى" الذى يأخذ بأيدينا، ولكى نستمع لهذا التوجيه الإلهى يجبأن نطور حدسنا بكل ما نملك من وسائل.والآن أتخذ قرارك ..هل تريد أن تطور الحدس لديك ؟! .. حاول إذاً من اليوم أن تستمع لمشاعرك بشكلاًصحيح ولا تتجاهل الرسائل الخفية التى تشعر بها بداخلك .. تعلم الإستماع لذاتكالداخلية (هدئ ذهنك) بإستخدام التأمل، وبعد الإستماع لتلك الرسائل عليك إستيعابالمعلومات التي تصلك بشكلاً جيد وإلا ذهبت تلك المعلومات منك وطارت في الهواءولم تستطع الإستفادة منها، أجعل معك نوتة صغيرة سجل فيها إحاسيسك القويةتجاه أى شئ، وكلما شعرت بفكرة ملحة تخترق مجال عقلك وتفرض نفسها سجلهافي مفكرتك، وكأنك تبني بيتاً من المكعبات ولكي ترى الشكل النهائي لهذا البيتعليك أن تجمع تلك المكعبات مع بعضها البعض وتحاول رصدها بشكل صحيحلتحصل على النتيجة المطلوبة.وأعلم أن أصحاب الحدس الجيد بارعون فى قراءة مشاعرهم ويستشعرون تردداتأفكارهم بحساسية عالية ، فإذا صادفهم تردد مضطرب إنتبهوا لوجود مشكلة أو خللاًما، وإذا صادفهم تردد هادئ لم يهملوا الإحساس بالراحة تجاهه.يقول د. ياسر العيتي: "الحدس شعور.. والذين لا يتقنون قراءة مشاعرهملايستطيعون استخدام حدسهم بشكل صحيح".كما أن أصحاب الحدس الجيد يتميزون أيضاً بحدة وقوة الذهن ، فعند بحثهم عننتيجة أو "حقيقة ما" ينظرون للمعلومات والخبرات السابقة لديهم ككتلة واحدة"ككل" ويستعرضونها بسرعة إذا أرادها الذهن ولكن بشكل غير تحليلى أو منطقى،أى يمكن أن تقول أنهم يكونون إنطباع واحد برؤيتهم الصورة ككل.يقول ألكسي كاريل Alexis Carrel : (جميع الرجال العظماء لديهم هبة الحدس..انهم يعرفون دون برهان أو تحليل ما هم بحاجة إلى معرفته).(All great men are gifted with intuition.They knowwithout reasoning or analysis, what they need to know.)ولكي تصبح حدسي جيد يجب عليك كذلك أن لا تفقد الإتصال بروحك وماهيتكالحقيقية ، فالحدس هبة من الله تعالى لا يتقنها إلا المتصلون به .. فأنت لكى تتقنالحدس يجب أن تتواصل مع فطرتك وماهيتك الحقيقية ووعيك وإدراكك السليمتواصلاً جيداً، تواصل يخلو من العوائق فى مجال الإتصال، فلا تدع مجالاً لتذبذبقيمك ومفاهيمك ومبادئك، أو ترتدى أقنعة مشوهة لفكرك السليم وشخصيتك المؤمنةبربها.. فالروح تعرف ربها وتعرف طريقها القويم إليه، "فهي نفحة منه سبحانه"فلا تقف فى طريق إستنارتها وأتبعها دائماً حتى ترشدك للصواب.نريد كلنا أن نكون "حدسيين" أليس كذلك ؟! .. ليس هناك بعد ما ذكرت فى السابقمن قرائتك لمشاعرك والنظر للأمور ككل والرجوع لماهيتك آى قوانين أو قواعد أوآليات تستطيع أن تمشى عليها حتى تكون حدسى متى تشاء ووقتما تشاء، فهو قدرةإلهامية وومضات نورانية مستمدة من الوعى الإلهى، فالله تعالى قد يخص أحد عبادهبمعرفة ما ينفرد بها عمن سواه وفقاً لمشيئته سبحانه ولحكمة لا يعلمها إلا هو،تبارك الله علام الغيوب.يقول الأمام الغزالي رحمه الله عن الحدس : "هو نور يقذفه الله في القلب فتصفوالنفس ويدق الحس ويرق القلب وتنقشع الغمامة وحينئذ يحدث الإشراق" .وأقول بفكري المتواضع : "هو نور وعينا الذى حجبناه، بقطع الإتصال مع أرواحناوجذورنا الطيبة والتى كانت تصلنا بقبس من الوعى الإلهى ورضى الرحمان ".فكيف نتوقع الإشراق مالم تشرق بداخلنا مفاهيم الجمال والحسن والصدق والأمانةومكارم الأخلاق؟! ، وكيف نتوقع أن يرق القلب إذا كانت قلوبنا قد تحجرت بينناوبين أقرب الناس إلينا؟! ، وكيف تصفو النفس وهى مليئة بأدران المشاعر من غلوحقد وضغائن؟!.أننا لكى نكون "حدسيين" يجب أن نرجع لماهيتنا ووعينا الصحيح وفطرتنا السليمةونثق بها ونتعاون معها ليحدث الإشراق .. وليلتفت لنورنا الرحمن فيزيدنا نوراًوأشراقا.وبالنقاط التالية بإمكانك تطويره :أولاً: كن مرنًا ومنفتحًا لكل الأفكار والاحتمالات واتجاهات التفكير. إن المحرومينمن الاستفادة من حدسهم هم أولئك الذين يعتقدون أنهم وصلوا إلى الحل النهائيوالفكرة النهائية والقرار النهائي الصائب الذي لا يتخلله أي شك، وبالتالي لن يلقواأي بال لأي فكرة أو خاطرة جيدة.ثانيًا: اصرف انتباهك دائمًا إلى تلك الإشارات التي يرسلها حدسك عندما تكون قريبًامن اتخاذ قرار ما أو حدث جديد أو عند التعرف على شخص ما.. راقب أفكاركوخواطرك حتى أحلامك حول هذا الأمر.. لا تهمل أي عرض جسدي طارئ مهما كانخفيفًا. هذه بعض العبارات التي يعبر بها بعض الناس عن الحدس الذي يأتيهم:- «فجأة برقت صورة كبيرة أمام عيني».- «سمعت صوتًا داخليًا يخبرني بـ».- «شعرت بارتياح داخلي ويقين حول هذا الأمر».- «لا أدري لكني شعرت نفسي مدفوعًا في هذا الاتجاه».وهكذا العشرات من العبارات التي تعبر عن الحدس والتي تتطلب منا في البداية أننعطيها انتباهنا.ثالثًا: اطلب من حدسك المساعدة: فمن الخطأ أن نعتقد أن الحدس يأتي بشكل عفوي،والواقع أن طلب المساعدة قد تمدك بالمزيد من البصيرة التي تحتاجها.كرر على نفسك: (ما الذي يجب أن أفعله في هذه الوضعية؟)، (ماذا أحتاج أن أعرفهأكثر؟ وأقوم به أكثر؟). لاحظ أنك قد لا تجد الإجابة بشكل مباشر بل قد تأتي علىشكل فكرة أو خاطرة بعد فترة وأنت منخرط بعمل آخر بعيد تمامًا عن ذلك الحدث..وقد يأتي كما هو معروف في الحلم أثناء نومك..!ثالثًا: عندما تكون على أبواب قرار مهم وبعد أن طلبت من حدسك المدد، خصصملفًا على كمبيوترك أو دفترًا صغيرًا واكتب فيه كل ما يأتيك من صوت داخلي علىشكل أفكار، وخواطر، وصور ذهنية، وأعراض جسدية خفيفة، ومشاعر مختلفة تجاههذا الحدث أو هذا القرار، واحرص على العودة إليها بين حين وآخر.صدقني أنك ستندهش من الأفكار التي ستكشف لك أثناء هذه الكتابة وكيف ستحدثفرقًا في فهمك للحدث وبالتالي اتخاذك للقرار الصحيح بعون الله وفضله.رابعًا: درب حدسك بأن تكرر استخدامه في الحكم على الأشخاص والأحداث، ثمتحقق من صحته، كأن تطلب من شخص لديه اطلاع على الحدث أو معرفة بالشخصبأن يعطيك رأيه حول حدسك (تغذية راجعة) أو اختبر صدق حدسك بما يتكشف لكمن نتائج فيما بعد. (شعرت بأن ما يقوله فلان ليس صحيحًا، وهذا ما تبين لي فيمابعد ومن ذلك أيضًا توقع الأحداث مهما كانت صغيرة (من سيكون المتصل الآن علىالهاتف؟) أو كبيرة ثم انظر ما مدى صحة توقعك هذا، وابتسم في داخلك عندماتخطئ!خامسًا: تعرف على نمط حدسك المعتاد والوقت الذي يأتي فيه. إذ إن لكل منا نمطًاخاصًا للحدس كأن يأتيه على شكل صور أو خواطر أو أفكار أو أحلام أو غير ذلك.سادسًا: اطلب من الله المعونة في حدسك.. الجأ إليه أن يلهمك القرار الصائبوالموقف الصحيح. ولست أرى صلاة الاستخارة التي نقوم بها قبل اتخاذ قرار هام أوالدخول في مشروع ما إلا ضربًا من الحدس بمعونة ربانية..!سابعًا: اقتطع من وقتك أو كل أسبوع ساعة لممارسة الرياضات والنشاطات التيتأخذ طابع التكرار والإيقاعية كالسباحة والمشي ووقت مخصص للتأمل والتفكرحيث تحرر عقلك من التفكير والتحليل فيما يشغل بالك.. وللأسف فإن التأمل والتفكرعبادة مهجورة رغم حث القرآن عليها. مثل هذه الأوقات هي أوقات ذهبية للتواصلمع الذات والاستفادة من الحدس.ثامنًا: تذكر أن جزءًا من الحدس قد يكون له دوافع خفية ستؤثر حتمًا على صحة هذاالحدس كما شرحت سابقًا.. تأكد وأنت تتفحص حدسك أنه ليس متأثرًا بتجربةسابقة أو بانحياز طبقي أو عرقي أو ديني أو بتجربة عاطفية فهذه العوامل قد تقودكإلى حدس خاطئ.تاسعا: تذكر أن الحدس هو إشارة أو إنذار كي تقف للحظة وتراجع نفسك أو بريقفكرة تلمع في ذهنك قد تدلك على طريق جديد أو وسيلة مبدعة لكنه في كثير منالأحيان لا يكفي وحده لاتخاذ قرار أو موقف.تمرين بسيط لتطوير الحدس لديك:- إجلس فى مكان هادئ واسترخى لمدة من الزمن كما يروق لك.- دع الأفكار جانباً ومشاغل الحياة اليومية، وحاول أن تلتزم الهدوء مع نفسكوتتنفس بعمق.- غوص فى أعماق ذاتك وراقب تنفسك حتى لا تستطيع سماع صوته ، فأنت الآنتذهب لمنطقة ما وراء الصوت وماوراء الشعور، أنها منطقة "اللاشئ".- حاول الآن أن تسأل نفسك سؤال واحد، وقم بتخيل مرشدك الداخلى يتحدث إليكوأطلب إستشارته، وأنتظر منه الإجابة.- تقمص الشخصية الحدسية ، وأقنع عقلك أنك الآن تفكر بشكل حدسى فى سؤالكوأخبره أنك سوف تتلقى الآن إن شاء الله إجابة مبهرة وقوية على سؤالك.- لاتلح فى طلب إجابتك ، بل أشعر بالراحة والأمان وأن العون قادم فى طريقه إليكبمشيئة الله.- كرر هذه الجلسة مع نفسك عدة مرات حتى تتعود الدخول لنفسك وسؤالها وتلقى الإجابات.ملاحظه : الحدس ليس له علاقه بالعلم بالغيب
https://www.facebook.com/laa3lam/posts/604922249536370