وئد

[عبدالله الطليان]

الحلم مصفد بقيود العمل الشاق الذي يبدأ مع بزوغ النهار ترعرعت عليه منذ الطفولة ، تلاحقها أوامر الزجر والنهي تطغى عليها أحيانا كلمات التقريع في صرامة وحدة من قبل أبيها ذو الصوت الجهوري يتردد صداه في الحقل على نحو مخيف حتى أن قطعان الماشيه تفزع احيانا من الصوت فتهرب في كل اتجاه ، اما هي فتقع في الارتباك فتسارع في قطف الثمار على نحو سريع محتملة لسعات الشوك التىآثارها تغطي كافة يديها ممزقة جزء من لباسها المهتري والمتسخ مع انحسار الضوء وقدوم والمساء يطلق الصراح فتعود خائرة القوى تسير ببط وكسل تتعثر أحيانا في الحشائش بجانب الطريق وهي ترمق أبيها بين لحظة وأخرى ترصد قسمات وجهه العابس .

تدلف إلى غرفتها بسرعة وتغلق الباب وترمي بجسدها الهزيل على سريرها مستسلمه للكرى الذي يخطف قواها فترحل إلى السكون هكذا إعتادة عند رجوعها من الحقل كانت احيانا تقاوم اﻻرهاق والتعب لكي ترم جوفها ببعض الطعام ولكن النعاس يتغلب عليها فتغط بعمق وترسل شخيرها في غرفتها الضيقة ذات المتاع القليل سرير في الزاوية ومرآة صغيرة ملصقة على الجدار مكسورة من اسفلها بجوارها طاولة متسخه تحوى على بعض من أدوات التجميل البسيطة المنتثره لم تستعمل منذ فترة ، كان آخر مرة شاهدت وجهها في المرآة منذ شهر وذلك بسبب بعض الخدوش التي أصابتها بعد وقوعها على شجرة مليئة بل الأشواك أثناء عودتها من الحقل مازالت اثارها باقية فوق حاجبها الأيمن ، كانت تحدث نفسها وفي جوفها شي من الحرقه والكمد هل سوف تتخلص من هذا العمل القاسي الذي دمر معالم انوثتها وتنتقل إلى بيت الزوجيه ؟ تدقق في شعرها الاجعد الجاف ثم تنظر إلى يديها وتقول من يرضى بهاتين اليدين المتشققة ، ازداد شعور الخيبة و الهزيمة في داخلها وانغرس بقوة مع تردد صدى كلمات التحقير واﻻستهزاءالمتكررة من ابيها في انك سوف تبقين تعملين في هذا الحقل حتى الموت انك مثل هذه الماشية ، فحطم حلم الرسو الى مرفئ الفرح الذي سوف يبقى مع الزمن يلاحق التمني .

[رياض محمد سليم حلايقه]

سرد جميل وكثيرا ما يقسو الوالدين على الابناء فيحطمواااا امنياتهم ومستقبلهم

[زهير أبو حذيفه]

أعجبني هذا السرد , ونرجو لك التوفيق أخي رياض ,