قرأت قصيدة أستاذنا الشاعر الشلال محمد الحريري
وكانت بعنوان غربة مالحة
فتضوعتها كاملة فكانت هذه القصيدة
/
/
فَرَاشَةُ حُلْمٍ
/
/
/
رُدَّ النِّداءُ ، فَعَاوَدَتْ أَرْجَاؤُهُ = وَصَدَاهُ فِي سَمْعِ الْغَبَاءِ عُواؤُهُ
نَثَرَ الدِّماءَ عَلَى بُسَاطِ مَحَبَّةٍ = وَطَنًا يَخَيطُ الْمَجْدَ مِنْهُ شَقَاؤُهُ
غنَّي السَّلامَ بِعَذْبِ صَوتٍ صَادِحٍ = وَ مَشَى عَلَى هَامِ الزَّمَانِ حَيَاؤُهُ
حِيْنَ اسْتَجَارَ بِقَلْبِهِ مَحْبُوبُهُ = لبَّى عَلَى جُنْحِ الْجَلَالِ وَفَاؤُهُ
فَتَرَنَّحَ الصَّنَمُ الذَّلِيلُ تَكَسُّرًا = بِعَزيِمَةٍ ، أَوْرَى الَّلهِيبَ نَقَاؤُهُ
وَ تَرَنَّحَتْ سُكْرًا قُلُوبٌ كمَْ قَسَتْ = بَلْ عَاوَدَتْهُ فَكَّرَّ عَنْهُ مِِضَاؤُهُ
قُتِلَتْ فَرَاشةُ حُلْمِهِ بِبِنَادِقٍ = فَتَنَاسَلَتْ كِسَفًا لَهَا أَضْوَاؤُهُ
فَهَمَى بِقَطْرٍ مِنْ شُعَاعِ رُسُومِهِ= فَتَجَاوَبَتْ لِِلْقَطْرِ مِنْهُ سَمَاؤُهُ
غَسَلَتْ بِأَطْهَرِ مُزْنِهَا أَوْزَارَهُمْ = تَوْقِيعَهُ لِلْحُبِّ أَبْرَمَ مَاؤُهُ
وَ تَشتَّتْ أَشْلَاءُ أَوْثَانٍ عَتَتْ = مِنْ كُلِّ نُورٍ شَعْشَعَتْ أَشْلَاؤُهُ
كُهَّانُهُمْ في حَوْمَةٍ مَحْمُومَةٍ = يَرْجُونَهُمْ جَمْعًا فَعَزَّ طِلَاؤُه
يَا أيُّهَا الْكُهَّانُ مَعْبَدُكُمْ هَوَى = شَاءَ الْإِلَهُ بـ(كنْـ)ـهُ فِيمَ يَشَاؤُه
فِرْعونُكُمْ هَامَانُكُمْ أَوْ جَمْعُكُمْ = حَطَبُ التَّحَرُّرِ قَدْ حَبَاهُ نِدَاؤُهُ
ذِي قُوَّةِ الْحَقِّ الْمُبِينِ بِصَوْتِهِ = ذَا حَتْفُكُمْ ثُقْبٌ بَرَاهُ ذَكَاؤُهُ
فِي ضُعْفِ سَاعِدِهُ كَوَامِنُ قوةٍ = فَجْرٌ يُضِيئُ بِلَيْلِكُمْ آَنَاؤُهُ
مَا يَسْطَعُ الذِّئْبُ الْخَُوؤن إِذَا ارْتَمَى=بِعَمِيقِ حَفْرٍ قَدْ بَنَاهُ غَبَاؤُهُ
وَ شِبَاكُهُ بِسِهَامِهِ قَدْ مَزِّقَتْ =قَلْبًا وَ عَظْمًا كَفَّنَتْهُ ظِبَاؤُهُ
لَنْ يُوقِفَ الشَّلَالُ ضَعْفُ خُيُوطِكُمْ = زَبَدُ الْبَقَايَا يَصْطَفِيهِ غُثَاؤُهُ
النُّورُ قُوَّتُهُ حَقِيقَةُ مَنْبَعٍ = وَ ظَلَامُكُمْ وَهَجُ السِّلَاحِ عَنَاؤُهُ
لَا تَرْتَقُوُا شَرَكَ الدَّمَارِ بِغَدْرَةٍ = قَدْ يَحْتَوِيكُمْ صِدْقُهُ وَ بَهَاؤُهُ
لَا تَسْتَهِينُوا بِالنَّقَاءِ بِثَوْرَةٍ = أَوْ إِنْ أَزَاحَتْ دَائَكُمْ عَنْقَاؤُهُ
هُو كَالدُّعَاءِ يَشُقُّ أَطْبَاقَ السَّمَا = وَ يَحِيكُ أَثْوَابَ الْخَلَاصِ رَجَاؤُهُ
وَ يَمُدُّ طَيْفَ الْحَقِّ فِي أَرْجَائِنَا = مِصْبَاحُهُ وَ سِرَاجُهُ وَ جَلَاؤُهُ
دمتم أحرارا مبدعين