الدكتور جيلالي بوبكر
إستراتيجية التجديد الحضاري والأمة في فكر بن نبي
لقد انتبه "مالك بن نبي" إلى المشكلات التي يعاني منها الإنسان في عصره، ولاحظ أن المشكلة الكبرى في حياة الإنسان هي مشكلة حضارية، فدعا إلى البحث في الحضارة لمعرفة شروط قيامها وعوامل انهيارها، وقام بهذه المهمة الشاقة فانكب على دراسة التاريخ الإنساني بشكل عام والتاريخ الإسلامي بشكل خاص، كما درس واقع الشعوب والأمم المعاصرة المتحضرة والمتخلفة مركزا على واقع الشعوب العربية والإسلامية ومسلطا الضوء على واقع الجزائر وتاريخها بشكل خاص، وقد ساعده في ذلك إسلامه وإيمانه بقضيته ورسالته وتكوينه العلمي، فكان يحلل الوقائع والأحداث الماضية والحاضرة ويستخلص النتائج، كما كان يضع الفرضيات ثم يستدل عليها بالشواهد التاريخية والواقعية وتحليلها بأسلوب علمي فيه الدقة والضبط والإحكام والموضوعية والصرامة العلمية والمنطقية.
إنّ العمل الذي قام به "مالك بن نبي" في حقل البحث تميّز بطابعه العلمي من جهة وبطابعه الفلسفي من جهة أخرى، فهو استطاع أن يضع نظرية في الحضارة ويقدم التجديد الحضاري في استراتيجية لم يعرفها أحد قبله، إنّ نظريته في الحضارة تمثل إيداعا فكريا وفلسفيا وعلميا لا نظير له في عصرنا بما تميزت به هذه النظرية من دقة في طرح المشكلات وحصرها وعمق في التحليل وموضوعية في التصورات والتفسيرات وتنوع في المناهج والأساليب، فجاءت نظريته فلسفية وعلمية أخذت من الفلسفة القدرة على المشكلة والتحكم في التصورات والمفاهيم والقدرة على الاستشهاد وتبرير النتائج، وأخذت من العلم الدقة في الطرح والموضوعية في التحليل وانتهاج مختلف مناهج البحث العلمي وتميزت بحوثه بالنزاهة فلم يكن يطلب سوى الحقيقة لذاتها.
تعرّف "مالك بن نبي" على حركة الإصلاح والتجديد في عصره وانتقدها وبيّن ما لها وما عليها ولم يكن من ذوي التطرف في فكره في تعامله مع مختلف التيارات الفكرية في العالم الإسلامي، فكان همّه الوحيد هو الوصول إلى الحقيقة في حل مشكلة الحضارة، استطاع أن يضع نظرية هي بمثابة إستراتيجية شاملة تحدد أسباب قيام الحضارة وشروط البناء الحضاري كما بيّن عوامل ردّة النهضة وأسباب التخلف والانحطاط.
إستراتيجية التجديد الحضاري عند فيلسوف الحضارة "مالك بن نبي" تحددها جملة من المفاهيم تمثل معجمية فلسفة الحضارة عنده، وكان قد أطلع على فلسفة التاريخ في الفكر الخلدوني كما اطلع على فلسفة الحضارة والتاريخ في الفكر الحديث وعند أقطابها أمثال "توينبي" و"كارل ماركس" و"سبنجلر" وغيرهم، واستطاع بذلك أن يُلمّ بجوانب النقص وجوانب القوة في فلسفات هؤلاء وفي اتجاهاتهم.
تعرف "مالك بن نبي" على حركة الإصلاح والتجديد في عصره وانتقدها وبيّن مالها وما عليها، ولم يكن من أصحاب التطرف في فكره وفي تعامله مع مختلف التيارات الفكرية في العالم الإسلامي، فكان همّه الوحيد هو الوصول إلى الحقيقة في حل مشكلة الحضارة، استطاع أن يضع نظرية هي بمثابة إستراتيجية شاملة تحدد أسباب قيام الحضارة وشروط البناء الحضاري كما تبيّن عوامل ردّة النهضة وأسباب التخلف والانحطاط.
يختلف فلاسفة الحضارة عن "مالك بن نبي" في تفسيرهم للتاريخ في المنطلق والمنهج والمسار والمصب، حيث تعلق المنطلق بالذاتي والموضوعي معا، وتعلق المسار والمنهج بالروحي الديني والمادي الحسي معا، وتمثل المآل فيما هو دنيوي وأخروي معا، هذا التصور غاب لدى كل من تفلسف حول التاريخ وحول الحضارة قديما أو حديثا.
إنّ التجديد الحضاري ليس مرتبطا بأرض ما أو جنس ما أو لغة ما بل هو ظاهرة إنسانية تقوم حيث يعيش الإنسان وإذا غابت موانعها وتوفرت لوازمها وشروطها، هذه الظاهرة تتكون عندما يشرع الإنسان في تغيير ما بداخل نفسه ليغير ما في خارجها بعد ذلك، بحيث تتغير أفكاره وأخلاقه ومشاعره وعاداته وآماله وغاياته، فالظاهرة تنشأ عن تحول في حياة الإنسان النفسية ثم الاجتماعية بعد ذلك، وهي تقوم أساسا على تغير تصورات وفهوم الإنسان ونظراته إلى ذاته وإلى محيطه، كما يتصور المعنى من وجوده والرسالة الملقاة على عاتقه، وفي هذا الإطار يتصور المبادئ التي يتقيد بها والغايات التي يصبو إليها والوسائل والسبل التي تمكنه من ذلك في كل نشاط يقوم به، هذا التغير يكون أولا في المجال الفردي ثم يشق طريقه نحو المجال الاجتماعي.
ارتباط التجديد الحضاري بعامل التغيير يؤكده القرآن الكريم في الآية الكريمة: ﴿إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم﴾.[1] وهو مبدأ ينسجم مع السنن الكونية إذ لا يمكن لمجتمع أن يتغير نحو الاستواء ونحو الأفضل ما لم يتغير أفراده، ولا يتغير أفراده ما لم يبدأ هذا التغيير في نفس كل فرد الذي هو جزء من المجتمع، والمجتمع ليس هو مجرد حاصل جمع أفراد بل هو نظام وشبكة من العلاقات لا حصر لها ولا عد تمثل شبكة العلاقات الاجتماعية التي تتجلى في نسق اجتماعي قوانينه متماسكة في وحدة عضوية لا تقبل التفكك والانقسام، وتفككها يعني تفكك شبكة العلاقات الاجتماعية وبالتالي تفكك المجتمع.
إنّ عنصر التغيير الذي يحدث في نفس الفرد ثم يتحول إلى المجتمع يدل على العلاقة العضوية بين الفرد والمجتمع حتى أن بعض العلماء أرجعوا كل ما هو فردي إلى المجتمع واعتبروا الفرد مرآة عاكسة لكل ما هو اجتماعي، انتبه "مالك بن نبي" لهذه المسألة واعتبر الفرد عنصرا أساسيا وفعّالا في المجتمع، والمجتمع يؤثر تأثيرا كبيرا في أفراده في حالة نمائه وازدهاره وفي حالة فساده وانحطاطه، فالفرد "يدفع ضريبة عن اندماجه الاجتماعي إلى الطبيعة وإلى المجتمع، وكلـما كان المجتمع مختلا في نموه ارتفعت الضريبة".[2]فالتغير الذي يمثل جوهر التجديد الحضاري هو الذي يضمن التوازن بين الجانب الروحي والجانب المادي في الفرد كما يضمن التأثير المتبادل بين الفرد والمجتمع ضمن إطار تتحدد فيه حاجيات الفرد ومطالب المجتمع بعيدا عن الإفراط الأحادي في تلبية الحاجيات الفردية والاجتماعية.
للحضارة عمر وعمرها ثلاثة أطوار، طور الروح وطور الأوج أو العقل وطور الغريزة أو الأفول، تلك هي مراحل الدورة الحضارية في التاريخ والمجتمع الذي يعرف الحضارة يعيش ثلاثة مراحل هو الآخر، مرحلة ما قبل الحضارة ومرحلة الحضارة ومرحلة ما بعد الحضارة، هذا التصور نجده عند "ابن خلدون" لكنه يخص الدولة لا الحضارة مما جعل "مالك بن نبي" يعتبر المصطلح ضيق في نظرية "ابن خلدون" ولم يسمح لها بامتلاك الشمول والعموم الذي تتسم الحضارة، ويتسم به التاريخ، والتجديد الحضاري في مدلوله ووظيفته يتصل بإنسان الحضارة والتاريخ كما يتصل بإنسان المجتمع والتاريخ.
يمثل التجديد الحضاري في ارتباطه بإنسان المجتمع والتاريخ قوة فعّالة أساسها التغيير، تقوم هذه القوة بدفع الإنسان إلى الحركة داخل التاريخ ليبني الحضارة فينتقل الإنسان على أثر الدفعة الصادرة عن القوة من مرحلة ما قبل الحضارة إلى مرحلة الحضارة، يوجد فرق كبير بين إنسان ما قبل الحضارة والإنسان المتحضر، فالأول يعيش على الطبيعة في تصوراته وأخلاقه وسائر أعماله، تحركه حاجاته البيولوجية ومعطيات بيئته الجغرافية والبشرية التي تتميز بالبساطة لا التعقيد، وهو حال الإنسان في المجتمعات البدائية وحال العرب في الجاهلية، أما إنسان الحضارة يعيش على الطبيعة وعلى ما تبدعه عبقريته في الجانب الفكري والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي، استطاع أن يسخر طاقاته لإضافة عالم جديد إلى عالم الطبيعة الموهوب بالفطرة، هو عالم الحضارة، وعندما يقف الشخص على قمّة جبل ينظر نحو الأسفل يرى المدينة بمبانيها وشوارعها والبحر في شمالها والسماء فوقها والجبال والغابات من حولها فهو يرى العالم الجديد عالم الحضارة الذي هو امتداد للطبيعة أضافه الإنسان إلى عالم الطبيعة.
يتضح مما سبق أن التجديد الحضاري هو إستراتيجية البناء الحضاري، والحضارات التي شهدها تاريخ الإنسانية هي تجسيد لهذه الإستراتيجية وتنفيذ لهذه الخطة الموسومة فيها والتي تحدد المبادئ والغايات كما تعيّن الوسائل والسبل انطلاقا من حركة تغيير مضبوطة وذات فعالية تسمح للإرادة الحضارية بالإقلاع في عملية البناء والتجديد وتحطيم كل ما يعيق التحضر ويمنع النهضة، ففي مرحلة ما قبل الحضارة يقوم التجديد الحضاري بعملية تجمع فيها سائر الشروط والعوامل النفسية والاجتماعية للانطلاق وبعد الانطلاق يواصل التجديد سيره لضمان أهداف وغايات حضارية تاريخية.
يبقى التغيير دوما يمثل جوهر التجديد في حياة أية أمة دخلت التاريخ وشرعت في البناء الحضاري، هذا البناء يحتاج إلى قوة ومتانة ليدوم ويستمر، وعامل الحصول على هذه القوة التي تضمن الاستمرار والدوام للحضارة هو تجديد الأفكار وتجديد الأشياء وتطوير سائر المنجزات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ففي كثير من الأحيان نجد شعوبا ضعيفة وتعاني مشكلة الجمود الفكري والركود الاجتماعي بسبب غرورها واعتقادها بأنها قد بلغت قمّة الرقي وذروة التحضر، فكلما أخذت الأمة بشروط وبعوامل التجديد كلما حافظت على منجزاتها الحضارية وكلما غابت فيها الفعالية انحدرت وفقدت قوتها واتجهت نحو الانحطاط والتدهور، هذه الحقائق تثبتها دروس التاريخ وفلسفة الحضارة، وكل الحضارات التي عرفتها الإنسانية القديمة والمعاصرة لا تفلت من هذا القانون.
إنّ مرحلة ما قبل التاريخ تشترط التجديد الحضاري لنقل الإنسان إلى عالم الحضارة، وفي مرحلة الحضارة يحتاج الإنسان إلى التجديد الحضاري لتقوية البناء الحضاري وتطويره وتحصينه والمحافظة على بقائه واستمراره لأن عوامل الفساد وأسباب الهرم كثيرا ما تدخل المجتمع لتنال منه ومن أفراده، والصراع بين قوى الخير وبين قوى الشر أي بين قوى البناء وقوى الهدم طبيعي في البشر وفي المجتمع، وفي حالة تغلب معاول الهدم على شروط البناء يضعف المجتمع وينتكس ويتراجع بسبب انتشار الفساد فيه اختلال، نظمه وتفكك شبكة العلاقات الاجتماعية فلم تعد القيمة الثقافية خلقية في جوهرها و تعود في أصلها إلى عامل روحي، بل نسجل انفصال هذه القيّم عن بعضها البعض وانصراف الناس عن القيّم العليا للانشغال بالقيّم الحيوية التي تزكي الشهوات والغرائز ولا تعير أدنى عناية بمكارم الأخلاق.
أمام هذه الحالة من الفساد تقوم الحاجة الماسة إلى التجديد الحضاري باعتباره استراتيجية يحددها المجتمع حسب معطياته ومطالبه تمثل منهج إصلاح وأسلوب إعادة البناء، هذه الإستراتيجية تأخذ في الاهتمام الجانب الفردي والجانب الاجتماعي، خصوصيات المجتمع التاريخية والفكرية والروحية والطبيعية والاقتصادية عند تحديد مبادئ وشروط الإصلاح ووسائل وأساليب إعادة البناء وهو أمر يسمح للمجتمع بنهضة إصلاحية شاملة يكون الدور فيها لحركة التجديد الحضاري، فشعوب أوروبا في العصر الحديث عرفت نهضة علمية وتقنية رائدة انبثقت عنها الحضارة الأوربية .
هذه النهضة قامت على إصلاح مختلف الأوضاع وتجديد الأفكار والأشياء وكان ذلك وفق خطة عناصرها ومراحلها ومبادئها وغاياتها متكاملة، وإصلاح النفوس والعقيدة والتربية والتعليم في العالم الإسلامي الحديث هو هدف الحركة الإصلاحية، وكل ذلك يدخل ضمن خطة إصلاحية تحارب المفاسد وتطلب الجديد وتسعى إلى إعادة الأمة إلى مكانتها في التاريخ وفي رحاب الحضارة والمدنية.
قد يعتمد أفراد الأمة المتحضرة التي شهدت اختلال في حياتها الفكرية والاجتماعية أو تلك التي انهارت حضارتها على أسلوب الإحياء والبعث ،إحياء تراث الأولين وأمجادهم، وفي هذه الحالة تحتاج الغاية إلى منهج وأسلوب يتماشى مع خصوصيات الأمة ومع أوضاعها القائمة وظروفها المعاشة من جهة ومع المحيط الذي يعيش فيه وتعيش فيه الأمم الأخرى لها تأثير مباشر أو غير مباشر على هذه الأمة صاحبة البعث والإحياء.
إنّ منهج العملية ومبادئها ووسائلها وغاياتها تحددها إستراتيجية هي إستراتيجية التجديد الحضاري، ونجاح الأمة أو فشلها في عملية البعث والإحياء مرهون بطبيعة إستراتيجية التجديد الحضاري من جهة وبمدى قدرة الأمة على تنفيذ خطة تلك الإستراتيجية، توجد أمم اعتمدت استراتيجية وضعتها في حالة انغلاق وتقوقع فازدادت انعزالا وتخلفا أمام الصراع والتقدم الحضاريين، وأخرى فقدت هويتها لأنها انغمست في ما ليس لها، وأخرى نجحت إلى حد كبير في محاولة التوفيق بين تراثها وتطورات عصرها وأخرى لازالت تحاول وهي تنجح تارة وتفشل تارة أخرى.
إنّ كل تجديد حضاري في أي مجتمع وفي أي مرحلة من مراحل التاريخ هو استراتيجية تغير أوضاع وظروف الفرد النفسية والاجتماعية نحو الأفضل وبما يضمن تطوير تفكيره وسلوكه وأعماله وتطوير كل ما يتصل بالأعمال من وسائل وطرق ونتائج، هذه الإستراتيجية تربط بين المبادئ والغايات ضمن نظرة شاملة وخطة عامة يتبناها المجتمع ويحرص على تنفيذها، هذه الخطة ذات أبعاد كثيرة ومختلفة ومتداخلة وهي إنسانية، تاريخية ، اجتماعية ، أخلاقية ، جمالية ودينية روحية، ولها شروط هي شروط كل نهضة وعوامل بناء الحضارة وتجديد منجزاتها، ويظهر التجديد الحضاري في منتجات الحضارة التي يعرفها ميدان الفكر والثقافة وميدان الاقتصاد، ففي ميدان الثقافة نجد التجديد الحضاري في الحضارة المعاصرة قد فجّر تقدما كبيرا في المجال العلمي من حيث المناهج والوسائل والنتائج وفي المجال الاقتصادي نشاهد تطور ملحوظا في وسائل العمل وأساليبه وتقنيته ناهيك عن التطور المدهش الذي عرفته وسائل النقل والاتصال.
إنّ دور التجديد الحضاري تحدده مراحل المجتمع المتحضر كما يحدده عمر الحضارة ومن خلال أطوارها الثلاثة، ففي مرحلة ما قبل الحضارة يقوم بتوفير الشروط اللازمة للبناء الحضاري إذ ينقل الفرد والمجتمع من مرحلة اللاحضارة إلى مرحلة الحضارة وخلال مرحلة الحضارة يقوم بتطوير الحضارة في الجانب الفكري والاقتصادي ضمانا لاستقرارها واستمرارها، واستمرار الحضارة يعني استمرار الأمة المتحضرة، كما يقوم التجديد الحضاري بعلاج الوضع الناتج عن اختلال الحضارة أو انهيارها وأفولها.
حركة الإصلاح والتجديد التي شهدها العالم الإسلامي في العصر الحديث وفي أيامنا هي محاولات للتجدد الحضاري قام بها العديد من المفكرين "كجمال الدين الأفغاني" و"محمد عبده" و"ابن باديس" وغيرهم لإصلاح النفوس من الجهل والأوهام والخرافات وتنقية العقول من الأوثان وإصلاح العقيدة وإزالة الاستعمار والقابلية للاستعمار، وكان "مالك بن نبي" واحدا من هؤلاء الذين نالوا شرف القيام بهذه المهمة النبيلة التي لا تؤتى لأي أحد.
كان "مالك بن نبي" صاحب كلمة طيبة حرة هي عنده أمانة ومسؤوليـة، كان صاحب فكرة بناءة هي درّة وجوهرة، وكان فيلسوفا ومصلحا مبدعا، لقد قال فيه الأستاذ راشد الغنوشي:"مدرسة في الفكر الإسلامي الحديث لم ينصب فكره على النص الإسلامي وإنما على مناط تطبيقه على المجتمع من أجل إعادة بناء الحقيقة الموضوعية في نظر العقل المسلم بالكشف عن سنن البناء الحضاري وتطوره في اتجاه القوة والضعف".[3]
[1] - قرآن كريم: سورة الرعد، الآية11.
[2] - مالك بن نبي: مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي، ص34.
[3] - نقلا عن الطيب برغوث: موقع المسألة الثقافية من استراتيجية التجديد الحضاري عند مالك بن نبي، ص3.