أنا وقانا والإنترنت
إلى السيدة الخليجية التي رأيناها على الإنترنت وهي تندفع من محلها التجاري، مهرولة نحو شمعون بيريز (سفاح قانا)، تعانقه بعينيها وكفيها، وتهاديه من مشغولات الدوحة الشعبية في جولته الخليجية الأخيرة، محملا -وياللأسف- بالتحايا والهدايا.
أرأيتِها؟؟!!
وتأملتْكِ
لم تصدقْ ما ترى
وتطلعتْ نحوي
تتمتمُ ذاهلهْ
عربيةٌ هذي تُرى
أم قينةٌ مستعربهْ؟!
أو مِنْ بلوشِ السندِ
أم من هِنْدها مُستَجْلَبهْ؟!
وتجسّم الرسم الهزيلْ
تُحِدُّ في بِلّور شاشتها النظرْ
بدويةٌ هذي اللعينةُ يا تُرى
أم من حثالات الحضرْ؟!
بنتُ الهوى
قد باعها نخّاسها
ما أغنى عنه ما كسبْ
أين العجبْ ؟!
لا ظلَّ في وحلِ السياسةِ
والنخاسةِ
للحياءِ وللأدبْ
كم مرةً سقط النصيفُ
وبان منَّا المنكرُ
* * *
يا قبّحَ اللهُ الأكف الآثمهْ
في السر من خلف الستارْ
تحركُ الأزلامَ
تستحكي الدمى
من أي صنف أنتِ
من بين النساءْ ؟!
من أي فخذٍ أنتِ
من أي قبيلْ؟!
أنَمتْكِ قيسٌ
أم تميمْ؟!
أم نبتُ شيطانٍ رجيمْ ؟!
أسجاحُ تخطرُ
في شراكِ مسيلمهْ ؟!!
قد غافلتني
هتكتْ عنكِ الحجابْ
بصقتْ دماً
وشَفتْ غليلاً
مرّغتْ ليلَ العباءةِ
بالترابْ
تبَّاً لها من مهزلة
* * *
وألوذ بالكيبوردِ دامعةً
أدقُّ مفاتحَ السخطِ المرير
في التوِّ تنهمرُ الصورْ
عربٌ تنزَّى في الحديدِ الصلبِ
في ثلاجةِ الموتى
وأعرابٌ تبيعُ جلودَها
وتُريقُ من ماء الوجوهْ
نذْرَ الحياءْ
الخمرُ والخنزيرُ واللبنُ المبسترُ
والثراءُ على الخواءِ
تُمَيِّعُ الغصاتِ
تمنعُ نخوةَ القلبِ الحيي
أسفاً وتنتحرُ الدموعُ
يجفُّ في الأعراقِ
محلول الدماءْ
كم مرةً سقطَ النصيفُ
وبان منا المنكرُ
* * *
شُدّي على الكفين
يا أختَ العربْ
لحللتَ أهلاً سيدي
ونزلتَ سهلاً في الخليجْ
حقُ الضيافةِ
قد وجبْ
ماذا تُهاديك الإماءْ؟!
في كلِ أفقٍ نجمةٌ
نهرانِ من دمعٌ تلظى ودماءْ
تحتَ العقال قلنسوهْ
عبريّة هذي الربى
من نسج إبرتكَ الصناعْ
والدوحُ والشطآنُ
ترطنُ والمِدى
سعفُ النخيلْ
والرأيُ والرأيُ المغايرُ
والمخاتلُ
والعميلْ
بوحُ الصدى
كم مرةً سقط النصيفُ
وبان منَّا المنكرُ
* * *
مصغٍ إليكِ بقلبه
الحاني الكبير
فتفرّسي في وجهه
السمحِ الصبورْ
وتَنَسَّمي من نفحِ
ديمونا العطورْ
وسَلِيهِ من حِنّائِهِ
بعضَ الخضابْ
حُرَّاً تعتَّقَ
في أديمِ الجرحِ
في جمرِ العيونْ
من نفثِ مصدورٍ
قضى خلف المعابرِ
والسجونْ
من كحل غزةَ
من جنينَ
مقاومٌ للمخرزِ
للغدرِ
للزمنِ الهجينْ
* * *
يا قلبهُ نبضُ الحمامْ
غصنُ السلامْ
لو ذقتِ بعضَ
شمائلِ العنقودِ
من كرمِ الغضبْ
نَفْحَ الشواءْ
هذا كبيرُ طهاتِنا
وِلْدُ العمومةِ
تاجُ تاجِ رؤوسنا
متخصصٌ في لحمِ
حملانِ الجنوبْ
سلخاً وشيَّاً
بالبهارِ وبالطيوبْ
ومنضّباً ومخصّباً
فإذا رحلْ
ترك الهدايا
للصغارِِ
على عجلْ
تحت الحجارةِ
في الحنايا
والمقلْ
لعبٌ عجبْ
في كل كوخٍ
من سخائك نعمةٌ
كفٌّ أشلْ
رِجْلٌ تدبُّ على قصبْ
شُدي على الكفين
ضميهِ إلى الصدرِ الحنونْ
وتقبّلي منه الخلاخلَ
والسوارْ
قد قالها يوما نزارْ
عاش العربْ
مات العربْ.
(نائلة الإمام- دمشق)
(ألقيت في أمسية فرسان الثقافة الثالثة 29/12-2010.)