من مذكرات رجل تائه
سأحاول أن أكتب ما لم أكتبه –قديما وحديثا -لأنني بالأمس فقط خلعت اللثام عن ذاك الفرس – بينما كان الصهيل يبتكر الأعذار –وكل المسافات التي تبدد بها – ما أسعفته أن يقول شيئا أو دلته على درب الرحيل – وتاه مع الريح ذاك الصهيل ...............
ما افتقدت شيئا أعز من ذلك الحرف الذي شكل كلمات رقصت عليها الكائنات – وطرب عليها العشاق – وصفقت لها أكف المجانين والأصحاء – وارتوت منها أفواه المساكين والبسطاء – وغرق بعمقها الأغنياء – وكان يسمعها الصم وينطق بها البكم ...............
وما رأت عيني أكثر حزنا على رجل كانت أمنيته أن ينحتوا من هيئته تمثالا – ولا أكثر حزنا من طفل جائع ضائع يمشي خلف امرأة يعتقد أنها أمه – أو إنسان ولد في وطن هاجر إليه والداه سرا معتقدا انه وطنه .................
وعلى الرغم من ذلك كان أشد فرحا عندي يوم علمت ان تاريخ ميلادي كان مزورا – وأن أمي هي التي أنجبتني وليست زوجة أبي – وأن تاريخ موتي لا يمكن أن يزور ........
نشأت حداد