رسالة المثقف العربي في حمل هموم الأمة العربية القائدة والتي أصبحت مقودة.
أس العلم والثقافة أن تتعامل بإريحية ورحابة صدر، بعيدا عن التشنج والشوشرة والتخبيص الغيرمجدي!! والمفضي إلى عكس صورة مشوشة وغيرواقعية عنا، كأمة تركت بصماتهاعلى التاريخ الإنساني والبشري.
وعيناالكامل بإن أمة العرب، بانية حضارة، وحاملة رسالة إنسانية للعالم كافة، يلقي عليناكثيرامن المسؤولية، ويضعناأمام محاسبة للنفس قبل محاسبة الغير، في رمي مشاكلناعليه بحجج واهية وإتهامات فاضية. وبنفس الدرجة التي نعي فيهاأمجادنا الخالدة التي حملتناإلى إندنوسيا شرقا، كماأوصلتناللمغرب غربا، عليناالوعي بإن دورة الزمن الصاعدة إلان ليست لنا، لكنها ليست بعيدة عنا!! إن أحسناتصورها، ووعينانقاط ضعفنا، ومستلزمات نهوضنا.
عليناإن نعي جيدا بإننافي آخرالسلم، من دون الشعوربالدونية، وفقدان الشهية، لكل ناضج ولذيذ، وطازج وطيب، وبمايتوافق ويتماشى مع أعرافناوتقاليدنا.
الوعي بالسلالم وصعودالسلالم سبقتناإليه الأمم المتحضرة بحضارة المادة والتكنولوجيا. وهم أبتدأوادرجة درجة ونحن طامحين للقفزإلى أعلى السلم!!
ومادام القفزعلى المراحل غيرمتيسروغير واقعي، لذلك جاءت إنتكاساتنا،وفشلنافي التدرج والصعود، للوصول لماوصلت له الأمم الباقية.
لكن الله حبانابالثروة التي تفتقرلهابقية الأمم، وأنزل عندنا كل الأديان السماوية، التي نزلت لخيرالأنسان ونفعه، وليس لخنق الإنسان ودمغه، بكل مايثبط عزمه للسعي فالوصول إلى أعلى القمم.
متى ماعرفنا كيف نستفيد مماعندنا من ثروة، وفهمنا واقعية دينناالحنيف المنمي للحياة!! وليس القاتل لها، والموقف لسيرتطورها!!عرفنا قيمة ماعندنا وجدارة من حمل تلك المبادئ السامية والرحيمة.
وإلا هل حرمة الخمرة في الإسلام!! وقفت سدا عائقا في وجه أجدادناالذين إخترعوا وأكتشفوا، وأجرواالتجارب الكيميائية ليعطوا للكحول إسمه العربي!!
أم إن كلامنا عن فكرة الحساب الأخروي أوقفتنا عند هذاالحد، فلم نتوسع في علم الحساب، لنكتشف علم الجبرومبادئ اللوغاريتمات في علم الحساب والهندسة؟؟ فكلمة اللوغاريتم مأخوذة من خوارزم.
رحم الله أبوالكيمياء العربية جابربن حيان ومحمدبن موسى الخوارزمي مكتشف علم الجبروالمقابلة وكلاهما من تلامذة الإمام جعفربن محمد الصادق(ع) إستاذالمذاهب الأسلامية، وغيرهم الكثيرالكثيرممن أثرواالمسيرة العلمية في خدمة البشرية.
فالعلم والأبداع ليس غريبا علينا، بل نحن أهله وبناته، تشهد لذلك أمجادناالتليدة على مرالتاريخ، وإكتشافاتنا العديدة وفي مختلف العلوم!! وكل ماينقصناهوأن نبحث عن الأبداع، عندأبناءنافنحفه بالتشجيع والتنمية والدعم، ومن ثم نبقى رعاته وحماته.
مشاكلناعديدة وهي نفس المشاكل التي مرت بهاالأمم سابقا، فنحن وحدة من ذلك النسيج البشري، فإذاكنا متحاربين مع بعضنا!! فقدمرت أوربابنفس المصير، وكذلك القارة الجديدة أمريكا وحربهاالأهلية وبنفس الشدة والتدمير.
مقتلنا في عاطفتنا الفوارة، وطغيانهاعلى عقولنا!! فلوكانت أنفعالاتنا بنفس هدوء تفكيرنا، وتفكيرناالجدي بنفس ثورة عواطفنا!! لكناعلى خير ولسلكناطريق التقدم والإزدهار، ولمابقينا نجاهد ونحن بإنحدار!!
وكنتيجة لشطط العواطف، والتشبث بالسوالف من عنجهية فارغة، وتغني ببعض البالي من التراث!! بقينا نرواح في محلنا. وأولى بوادرالتحرك للأحسن هوالوعي بحالتناالحالية ومايجب عمله من توجه جديد، يستبعد العاطفة، ويركزعلى العقل وتحكيمه في كل تصرف، وبمايضمن الوصول للأحسن فالرقي.
المواطن الصالح بذرة خيرفي المجتمع، كماالأريحي الطيب في ساحة حوارية، والبعيد عن المشاكسات والمماحكات والتعنت ومحاولة فرض الأراء بإلسخرية من الرأي المخالف وإقصاءا للرأي آلاخر.
أعرف قد يكون هذاصعبامع الجميع لكن بذرة الخيركفيلة بنشرإريجهاالفواح ليعم الجميع فيعطرالجوبروائحه الزكية.
لنستأنس بالرأي المخالف، ونعطيه بعضا من التفكير، ونوعامن التقدير!! فرب ضارة نافعة، فالنسيج الواحد لايضفي رونقا وبهاءا إن لم تتخلله ألواناأخرى لتظهره محبرا كلون الفراش الذي ينقل الرحيق من زهرة لزهرة، لتتلون أجنحته بمختلف ألوان الزهور التي يحط عليها ويمتص رحيقها.
الكل يحمل الحكام وأنظمة الحكم عندنا!! فقسوة الحاكم وتعسفه ومحسوبيه، وتكبيله للحريات و..و... خلقت عندنا كل هذه المعوقات والأرهاصات، فالأنتكاسات التي نعاني منها!! وكماجاء في القول المأثور، عن إبن خلدون: الناس على دين ملوكها.
وكمافي الحديث الشريف:
فلوصلح الحاكم صلحت الرعية.
صحيح الحاكم فرض نفسه علينا فرضا، إمابإنقلاب، أووراثة حكم، أوبإي وسيلة أخرى، ولكن لايزال الحاكم منا وفينا!! ولازالت أدوات حكمه بأيدينا، ولازال رجاله إبناءنا وآباءنا.
وعينابهذه الحقيقة، يضعناعلى صعيد التفتيش والبحث عن كيفية التعامل الواقعي مع الحالة التي نحن فيها !! إمابتشخيص أقل الضررفي تحمل عنجهية وظلم الحاكم، أو في البحث عن أنجع الوسائل لإيصال صوتناللحاكم بعرض مظلمتناله، وتطلعنا للتغير الأحسن وبإسلم الطرق وأأمنها للجميع.
مصدرعزنا في مبادئ ديننا القويم إن عرضناها بشكل يتوافق مع الرسالة الإنسانية في دعم مسيرة البشرية وثروتنا إن أحسنا التصرف بها بنشرالعدالة ومحوالفقر والجهل من وعيناوثقتنا بإمتنا.
وآخردعواناأن ألحمد لله رب العالمين.