سوريا على مائدة بيرس أوباما
د. فايز أبو شمالة
صَعّدالمسئولون الإسرائيليون تصريحاتهم النارية ضد نظام بشار الأسد، وبشكل مفاجئ، وهمالذين تعاهدوا فيما بينهم على الالتزام بالصمت تجاه ثورة الشعب السوري، فما الذيتغير؟ ما المستجد في الأحداث داخل سوريا، والتي جعلت قادة إسرائيل يحرِّضون ضدنظام الأسد، بل ويستعدون لما هو أسوأ؟!.
التقاريرالسرية التي سربها الإعلام الإسرائيلي عن امتلاك سوريا أكبر مخازن للسلاح الكيماويفي المنطقة، هذه التقارير قد تكون الذريعة التي تلجأ إليها إسرائيل للتحريض علىنظام بشار الأسد، وحض الغرب على التدخل، بهدف ضمان الاستقرار للمنطقة، ولاسيما أن"يائير نافيه" نائب رئيس الأركان الإسرائيلي اعتبر أن المخاطر التيتشكلها سورية على إسرائيل قد تضاعف مع تزايد مخزون الأسلحة الكيماوية في دمشق، وأدعىأن لدى سورية صواريخ متطورة وحديثة قادرة على إصابة أي منطقة في إسرائيل.
لقدراهن الإسرائيليون على مدار عام ونصف على قدرة نظام الأسد في البقاء، فالتزمواالصمت، وهم يراقبون التطورات بكل اهتمام، ولم يفشوا الحلم اليهودي في إطالة زمنالحرب الأهلية، وفي مواصلة التدمير والقتل داخل سوريا، وحرصوا على حض دول الغرب علىالاكتفاء بالدعم اللفظي لثوار سوريا الذين تميز غالبيتهم بعقيدته الإسلامية.
لقدجاءت التطورات الميدانية الأخيرة في سوريا، والتي تشير إلى بداية الحسم، واتجاهالأمور إلى الزاوية التي لا تتمناها إسرائيل، هذه التطورات المتلاحقة حركت القادةالإسرائيليين لتدارك الأمر، وحث الغرب وأمريكا للتدخل المباشر، وذلك لهدفين:
أولاً:حرف مسار الثورة، واختطاف النصر من خلال نسج تحالفات سياسية في أوساط الثوارالسوريين، لا تخزن العداء العقائدي لإسرائيل.
ثانياً:عدم إعطاء بشار الأسد أي فرصة لتوجيه ضربة عسكرية ضد إسرائيل، ضربة قد يوجههاالأسد في اللحظة التي يتأكد له استحالة المحافظة على نظامه، ضربة تحرج الثوارالسوريين، وتخلط الأوراق في المنطقة، ليبدو نظام الأسد رأس حربة ضد إسرائيل.
ضمنهذا النشاط الإسرائيلي المحموم لترتيب الأوضاع في سوريا، وحتى لا يلحقبالإسرائيليين أفدح الخسائر من نجاح الكامل للثورة السورية، تأتي زيارة الرئيسالإسرائيلي شمعون بيرس الراهنة لأمريكا، ولقائه المطول مع الرئيس"أوباما"، لمناقشة أوجه التدخل الأمريكي المباشر في الأحداث السورية،رغم أن واجه الحديث المعلن لزيارة شمعون بيرس هي المساعي الإنسانية لإطلاق سراحالجاسوس اليهودي جونثان بولارد!.