حواء ...... وأنا !!!
جاءت تسألني
وزهورُ الأمل ِ
تعطرُ سناها
جاءت تسألني
ورحيق ُ الزهر ِ
يجرى فى ثناياها
تسألنى بلا خجلٍ
بلا إحمرار
تسألنى عن الحبِ
فى وضح ِ النهار!
فهمست لها :
ألا تخافينَ من الجارة ِ و الجار
ألا تخافينَ من حرقةِ النار؟ !
فقالت :
عندما أحببتكَ أنتَ
عرفتُ الأمل َ
فى نشوة ِ الإحساس
فلا تسلنى عن الهوى
ولا عنِ كلام ِ الناس
كم بحثتُ عن الحبِ
فى الدروب ِ والسير
والعمرُ يجرى كالرؤا
كالصور
فإذا أنتَ الهوى
وأنتَ الأمل
خذنى معك
للحبِ والأحلام !
فقلتُ والجرحُ الأحمق ُ يقتلني
ويذكرني بما مضى :
أفيقي يا حلوة َ َالعينين ِ
فالأرضُ أمست
كالعشِِ ِ الخرب
من سنين
نسامرُ الملل
فى أرض ِ الأنين
كم ْ ضاع َ الحبُُ منا
وكم ْ ضاع َ الحنين !
فقالت :
يا شاعرَ الحبِ
اخلع منظاركَ الأسود
وأطل على الوجود
ها هو الحسن
يمتدُ هنا وهناكَ
بلا حدود
فغرد للحبِ للجمال ِ
لتعودَ أحلى الليالى
وينبضُ بالفرحةِ قلبي
وأعانقُ فجرَ الأماني
فهيا على الدربِ سوياً
نشدو للغرام !
فقلتُ :
مهلاً مهلاً
يا نضيرةَ الرواءِ
فأنى ودعتُ الحبَ من زمن
وكم قالوا فيهِ دوائي
فما ذقتُ منه ُ سوى الشجن
فعودى ولا تسأليَ عن السبب
فالحبُ دنيا كلها العجب
وكفاكِ سخفاً وأوهام !
فقالت والعيون بها لهيبٌ أزرق
والصدرُ يعلو ويهبط
كالجبل ِ الأحمق
وارتعشت الشفتان
وحارت العينان ُ فى كل ِ اتجاه :
أتيتك َ والمنى والأحلام ُ
كالبدرِ على الطريق
وقلت ُ أنت َ الهوى
أنتَ الصاحب ُ
وأنت َ الصديق
أتيتكَ والمنى
فواحةٌ كالورود
لكنني أتيتُ
بعدما مضى الربيع
ولعبت بكَ الوعود
أيها النرجسي المجنون
على الأرضِ ِ حائرٌ
وفى السماءِ لمغبون
........
أفق !!
فإنى وهبتك َ فؤادى وروحى
بعدما هدمتُ ما هدمتُ
من صروحي
ووهبتك َ حلاوة َ الوجدِ
ولذة َ البوحِ
ألا فخبرني :
لِمَن هذا الجمال
ولِمَن هذا الربيع ؟
إليكَ أنتَ يا سيدَ القطيع !
أعطيتها يدي
وبين يديها البضتين ِ سكنت
كالطير الوديع
لمسة ً ننسى البردَ فيها
وأعاصيرَ الخريف
لمسة ٌ أحسست ُ فيها بالحياةِ
بالربيع
يا لهُ من عالم ٍ يتوهُ العقل ُ فيهِ
ويضيع !
نظرتُ إليها فقالت :
وا فرحتاه يا سيدَ القوافي
إليك َ عمري
إليكَ روحي
فانتَ حبيبى
وانتَ روحي !
فنظرتُ إليها وهى تتبختر ُ جوارى
كزهرةٍ شابة
وقلتُ فى نفسى :
أفضل ُ من الوحدةِ والسهر
رفيقة ٌ هيفاءُ تسر ُ النظر
لكن ما يعزينى أنها أنزلت قبلي
آدم َ من الجنة ِ
وكان َ فى الخلدِ سعيداً
يا آدمُ
كلنا فى الهوى سواءُ
فالمرأة ُ كانت هنا
وكانت هناك
غيرَ أننى أذكرُ البداية
وشجرة ُ التفاح ِ
والأمل ُ الكاذب ِ فى قطفها
ولهفة ُ حواء وشوقها
لدنيا الفناءِ ِ وغيها
وهمس ِ الشيطان ِ
وعقاب ِ السماء ِ
ولطفها
وأنتَ يا أدم بينهم
حائر ٌ تائه ٌ
غريبٌ وملوم
حقا ً إنك َ على الأرض ِ حائر ٌ
وفى السماء ِ لمظلوم !
حقا ً إنك َ يا آدم
مظلوم ٌ مظلوم ٌ
مظلوم !