سم الله الرحمن الرحيم
(مـَلـْحَمـَةُ غـَزّة)
يا أيـــُّها التــَاريخُ سَجـِّلْ بالقـــَلــَمْ && أحـْدَاثَ غزَّةَ مِثـْلَما أنتَ الحـَكــَمْ
فالعَـقْلُ أصْبَحَ قاصِراً عَنْ فَهْمهـَا && فمِنَ الضَّراوةِ والشنـَاعَةِ ما صــَدَمْ
بـَطَشَ اليَهودُ بشَعْبِ غزَّةَ بـَطْشةً && غَضبتْ لهَا كُلُّ الخَلائـِقِ والأمــَمْ
عَزلُوا قِطاعـَاً فيهِ شَعـْبٌ صامـِدٌ && مُسْتَصْرخـَاً (ياإخْوَتي, أبــْنـَاءَ عــَمْ !)
قــَفـَلـُوا المــَعـَابرَ دُونَ فــَتـْحٍ مُطلَقاً && أمَروا جِواراً وقْـفَ أنـْواعِ الدَّعَـمْ
رَفعُوا الغِطــَاءَ عَلى حِمايـَةِ غزَّةٍ && بَلْ شارَكوا في ذبـْحهَا مَنْ قَدْ ظَلَمْ
فـَرِحَ العـَدُوُّ لضعِــْفــِنا وشَتــَاتـِنا && ولصَمْتِ عُرْبٍ أُخْرِسَتْ لا مِنْ بُكَـمْ
وبدَعْمِ بـُوشٍ أخـْرَقٍ يـُعـْطيهُمُو && كُلَّ القُوَى عَنْ رَغْبَةٍ كَيْ يَنـْتــَقــِمْ
قــَبلَ انـْتــِخابٍ في قــِيادةِ حُكْمِهمْ && ظنُّـوا بـفــَوزٍ قَدْ ينــَالوا كالحــُلـُمْ
خدَعـُوا ضَلالاً أنـَّهمْ قـَدْ أُرْهــِبــُوا && مِنْ فـِعــْلِ قـَوْمٍ أمـْطَروهُمْ بالحِمَـمْ
بدأوا بقَــصْفٍ منْ سِلاحٍ طـَائـِرٍ && والشعْبُ أضْحى تحْتَ رحـْمَةِ مـُنتَــقِــمْ
سَالــَتْ دِمَاءٌ في شــَوارعِ غَزَّةٍ && أشْلاءُ قــَتـْلَى بَينَ أنقاضِ الحُطَـــمْ
أطْفَالُ غـَزَّةَ لا مــَؤونـَةَ تـَكــْفِـهـِمْ && جرْحاهُمُو, ثكْلاهُمُو, ذاقـُوا الألـَمْ
قَحـَمَ العـَدوُّ بجَيشهِ في رَكـْبـِهِ && في خيفَةٍ مِنْ نُخـْبَةٍ لذَوي الهــِمَمْ
فتـَصَدَّتِ الأبـْطَالُ في أجْسَامِهمْ && والطفْلُ منـْهمْ للشَّهادَةِ قـَدْ هَجـَمْ
حـَتـَّى الحِجَارةُ شارَكَتْ في دَعْمهمْ && قالتْ لَهم: هيـَّا لقــَذْفٍ بالرّجـمْ
وبَدَتْ تَلينُ عَلى مَشاهدَ بالبُكا && يا لَيـــتَ مَنْ مَنَعَ المَشافِيَ قدْ عَلـِمْ
رَبـَّاهُ إنـَّا جَمـْعُ شَعـْــــبٍ كالحَصَى && أخـْلاقــُنا تَحــْتاجُ حـَقــْنــَاً بالقـِيـَمْ
أدْعــُوكَ ربــِّي يا مــُغيثاً واحــِدَاً && أنــْتَ الرحيــــمُ واللّطيــــفُ والحَكـــَمْ
وَلـْيـَلـْعَنِ التـّاريـخُ كُلَّ خـَوَّانٍ بــَغَى && خَافَ العِدَا , مِنْ جُبــْنــِهِ أضْحَى صَنَمْ
فادي سعيد