أحياناً , تكون الأزمات كالنار التي تحول الفحم إلى ماس ، ففي قلب المعاناة تجد أناساً يظهرون و يبدعون و يتفوقون ، و تُظهر المصاعب أجمل ما بهم ، و أناس آخرون تجرٍدهم صعوبة ظروفهم من تلك الطبقة الرقيقة التي كانت تستر ذلك الوحش الشرير، فيصبح شيطاناً يبني جهنم خاصة به ليرمي بها من يشاء من الناس ، و يصب غضبه على كل من يستفز ذلك الوحش الذي في داخله.
أنا لا أؤيد من يقول أن كل إنسان خلق طيباً في طبيعته ، فإذا كشفت الشدة عن جوهره الذهبي ، فهو طيب في طبيعته "معدنه طيب" أما إذا كشفت عن شيطان ، فذلك يدل على أن الشيطان موجود أصلاً في داخله. المصاعب ما هي إلا عملية تقشير مؤلمة ، إما تكشف عن ثمرة طيبة أو تكشف عن ثمرة خبيثة سامة.