قصة قصيرة
من قلم غالب أحمد الغول
أمام شرفة المنزل ,يجلس تاجر ثري وبجانبه زوجته وأولادة , ينظرون يمنة ويسرة على ما وهب الله للطبيعة من جمال وأشجار وأزهار , منظر ساحر , وطبيعة تكتسي بأثواب الجمال في شهر نيسان وكأنها عروس ليلة دخلتها , ينظر الثري وإذ بشاب يركض خلف دجاجة , ولم يستطع اللحاق بها ليمسكها , فوقف أمام بيت العجوز الثري لاهثاً , ثم جلس ً ووضع يده تحت لحيته مرهقاً ,
انتبه الثري إليه وقال له .
مالي أراك تلهث خلف الدجاجة أيها الشاب ؟
الشاب : أريد أن أذبحها لتكون وجبة الغداء ,
الثري : وكم دجاجة عندك ؟
الشاب أكثر من عشرين دجاجة وديكين , وكل يوم نحصل على 10 بيضات على الأقل . ونبيع جزء منه ويكفينا المصروف اليومي , والحمد لله على نعمة الله في الخير والبركة وجمال الطبيعة من حولي .والتمتع بالراحة والهدوء .
الثري : وهل أنت متفرغ لهذا العدد من الدجاج :
الشاب نعم ,
الثري: وباقي يومك ؟ وسهرتك أين تقضيهما ؟
الشاب : أزور بعض الأصدقاء , ونلعب الشطرنج , وفي النهاية اذهب للنوم .
الثري : يا للخسارة , ولماذا لا تستعمل فكرك لتصير من كبار الأثرياء؟
سمع الشاب هذه الكلمة , وانفتحت شهيته للأموال وسأل الثري متلهفاً قائلاً . وكيف ؟
الثري : اجمع هذا البيض وضعه تحت الدجاج للتفقيس , فيصير عندك أكثر من مائة كتكوت , لتصير هذه الكتاكيت دجاجاً بعد قليل من الأشهر , ثم تبيع هذا الدجاج , وتشتري ماعز , ثم تلد الماعز فتبيعها وإبنها لتشتري بقرة , فتلد البقرة , فتبيعها وعجلها لتشتري جملاً , ثم تتاجر ببضاعة على ظهر الجمل , وتشتري أرضاً فتبيعها وتربح , فتصير من الأثرياء .
فرد عليه الشاب قائلاً , وكم من الوقت أحتاج لأصير ثرياً ؟
فرد عليه الثري : إنك تحتاج إلى 30 سنة تقريباً .
الشاب وبعد أن أصير ثرياً ماذا أعمل :
الثري : ترتاح إلى نهاية عمرك .
فقال الشاب , أتريدني أن أتعب وأشقي ثلاثين سنة بعيداً عن زوجتي وأولادي لأرتاح كما أنا عليه الآن من الراحة والطمأنينة
شكراً أيها الثري