منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16
  1. #1

    دلالة الأسماء الحسنى في الكتاب المنزل/الحسن محمد ماديك

    دلالة الأسماء الحسنى في الكتاب المنزل "مجلد من تفسيري أبدأ اليوم بنشره يوميا إن شاء الله
    الأسماء الحسنى
    إن قوله:
    ـ ﴿ولله السماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون﴾ الأعراف
    ـ ﴿قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان أيّا مّا تدعو فله الأسماء الحسنى﴾ الإسراء
    ـ ﴿الله لا إلـه إلا هو له الأسماء الحسنى﴾ طـه
    ـ ﴿هو الله الذي لا إلـه إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم هو الله الذي لا إلـه إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى﴾ الحشر
    ليعني أن الله قد كلّف عباده أن يدعوه بأسمائه الحسنى وحذّر في سورة الأعراف من الإلحاد فيها ووعد بحساب الملحدين فيها على إلحادهم، وتضمنت سورة الحشر نماذج منها تقاربت دلالاتها ومعانيها مما يهدي إلى ترتيبها.
    أما إحصاؤها فلهو الحمل الثقيل والعمل الصالح الذي تقاصرت قبل إتمامه الجهود رغم الجائزة الكبرى التي أعلنها النبي الأمي صلى الله عليه وسلم في حديثه المتفق عليه عن أبي هريرة مرفوعا: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة".
    وإن عدم تبيان النبي صلى الله عليه وسلم الأسماء الحسنى واحدا تلو الآخر حتى يكمل إحصاء تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا ليذكرنا بمثل صنيعه بالقرآن إذ بيّن للناس ما نزّل إليهم وهو القرآن وترك الأمة مكلفة بتدبره وبالاهتداء به وكما هي دلالة قوله:
    ـ ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾ محمد
    ـ ﴿أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا﴾ النساء
    ـ ﴿كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكر أولوا الألباب﴾ ص
    ـ ﴿أفلم يدّبّروا القول﴾ قد أفلح
    ـ ﴿لتبين للناس ما نزّل إليهم ولعلهم يتفكرون﴾ النحل
    ـ ﴿فاقصص القصص لعلهم يتفكرون﴾ الأعراف
    ـ ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون﴾ الحشر
    ـ ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾ العنكبوت
    وحسب الناس قديما وحديثا عبر التاريخ الإسلامي أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن معاني ودلالات القرآن كلها ويستشهدون بقوله تعالى ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نُزِّلَ إليهم ولعلهم يتفكرون﴾ النحل
    وإنما بيّن النبي الأمي رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس ما نزّل إليهم وهو القرآن فكان كلما أنزل عليه بعض من القرآن قرأه عليهم وأمر بكتابته وأن يجعل في السورة كذا بعد الآية كذا ونهي أن يكتب عنه شيء غير القرآن لئلا يختلط بالقرآن، وتلا عليهم القرآن وسمعوه منه وأقرأهم إياه فذلك ما كلّف به النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، وكلفت الأمة كلها بعد ذلك بالتفكر في القرآن كما هي دلالة قوله ﴿ولعلهم يتفكرون﴾ النحل، وكلفوا بتدبر القرآن العظيم.
    ومن زعم أن خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم قد بيّن القرآن أي فسّره كله فليأتنا على سبيل المثال لا الحصر بما بيّن به النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الفواتح وهي مما نزّل إلى الناس من القرآن ومما كلفوا أن يتدبروه.
    إن تدبر القرآن واستنباط ما فيه من معاني ودلالات وهداية إلى الرشد وإلى التي هي أقوم لهو المسابقة إلى الخيرات المأمور بها في القرآن كما في قوله تعالى ﴿ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون﴾ المائدة.
    وهنيئا للذي يسبق الناس إلى الكشف عن كنز القرآن ليفتح على الناس فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم، ذلكم السابق ليرفعنّه رفيع الدرجات ذو العرش ولهو الأحسن عملا ـ منذ فتح باب المسابقة بموت النبي صلى الله عليه وسلم أي بانقضاء تنزل القرآن ـ ذلكم الأحسن عملا الموعود في القرآن بحسنة في الأولى وفي الأخرى كما في سورة الملك وهود والكهف وكما بينت في مقدمة التفسير "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن".
    وكذلك مسابقة إحصاء الأسماء الحسنى هي مسابقة أخرى كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "من أحصاها دخل الجنة" أي غفر الله له وزحزحه عن النار وأدخله الجنة أي فاز فوزا عظيما.
    ولقد كان إحصاء الأسماء الحسنى ودرايتها والدعاء بها قبل هذا الحديث النبوي مما كلفت به الأمة في القرآن ولكن النبي الأمي صلى الله عليه وسلم حريص على المؤمنين وبهم رءوف رحيم دفعهم دفعا وشجعهم ليأخذوا بالكتاب بقوة ليستنبطوا منه الأسماء الحسنى.
    ولقد تكلف بعض رواة الحديث إحصاءها دون استقراء مؤصل أو ضابط متفق عليه فأدرجوا فيها ما لا يسلم من الملاحظات.
    ولا خلاف في أن إدراج الأسماء في الحديث النبوي إنما هو من اجتهاد وتأويل الرواة.
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2
    الأخت ريمة
    جزاك الله خيرا وبارك فيك
    وصباح الفل

  3. #3
    ملحوظة: تتمة نشر مجلد الأسماء الحسنى من تفسيري

    دلالة الاسم
    الاسم: كما في قوله تعالى ﴿يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبلُ سَمِيًّا﴾ مريم، واستثقل الواو بعد الكسر فقلب ياءً، فاشتق الاسم من السموّ، ويسمو الاسم بالإنسان إلى المعرفة والتميّز بدل النكارة والجهالة يؤهّله للنداء للخطاب ولِيَشرعَ في المسابقة في أولى مراحل شعوره بوجوده، وسما المشركون بأصنامهم فجعلوا لها أسماء كالَّاتِ والعزّى ومناةِ تُعرف بها ينادونها يبتغون عندها الرزق والنصر وأن تُقرّبهم إلى الله زلْفَى كما يدّعون، ولا يُحتمل اشتقاق الاسم من السِّمة كما في قوله تعالى ﴿سَنسِمه على الخرطوم﴾ القلم، وقوله ﴿سِيماهم في وجوههم من أثر السجود﴾ الفتح، لدلالتها على علامة بأثر ملموس كالتي يُميِّزُ به أهل البادية دوابّهم وكالعَوَر في العين وكالقِصر والطول علامات فارقة مميّزة.
    أما الاسم فليس بماديّ ولا ملموس وليس هو المسمّى بذاته إذ يقع إحراق كتاب حوى أسماء عديدة ولم يشعر المسمَّوْنَ بالنار ولا بالدخان، ويهلك المسمّى وينقلب ترابا وعظاما ويظل اسمه حيّا بعده، وبينته في مواضعه من المعجم.
    وأكرم ربُّــــنا عبادَه المخلَصِين وعلى رأسهم أنبياءَه ورسلَه فعلّمَ آدمَ أسماءَهم وعرضَ صورهم على الملائكة وعلى من دونهم من المخلوقات ومنهم الجنُّ وإلا فأنّى لإبليس يومئذ العِلمُ أن لا سلطان له على عباد الله المخلَصينَ، وبينته في مادة خليفة وغيرها.
    وإنما يهتدي المكلّفون إلى الله رب العالمين بإحصاء أسمائه الحسنى وبتبَيُّـــنٍ دلالتها ومعانيها، وكذلك وقع الشرك من المشْرك حسب جهله أو كفرِه وجحوده من أسماء الله الحسنى، ذلكم بأنما الشرك بحسَب الكفر ومقداره، ودعا المقرَّبون اللهَ ربَّـــهم متوسِّلين بما أنعم عليهم به من العلم بأسمائه التي تضمن كل منها وعدا حسنا غير مكذوب.
    ووقع التكليف في الكتاب المنزل بعبادة الله ربِّــنا وأن ندعوَه ونتّقيَه ونسبّحه ونَذكرَه ذِكرا كثيرا وأن نذكر اسم الله ربنا في بعض التكاليف وأن نسبّح اسم ربنا ولكل من الصيغتين دلالة يأتي تفصيلها والله المستعان:
    وإن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن اسم ﴿الله﴾ حيث ورد بيانه في الكتاب المنزل فإنما:
    ـ لبيان عبادة وتكليف من الله المعبود يسع جميع المخاطبين به الطاعة والعصيان.
    ـ أو لبيان أسباب العبادة التي أمدّ الله بها المكلفين.
    ـ أو لبيان أثر الإيمان والطاعة على المكلفين في الدنيا.
    ـ أو لبيان أثر الكفر والمعصية على المكلفين في الدنيا.
    ـ أو لبيان الحساب والجزاء في الآخرة.
    فأما بيان ما كلف الله به من العبادة فكما في قوله ﴿اعبدوا الله﴾ وقوله ﴿اتقوا الله﴾.
    وأما بيان أسباب العبادة التي أمدّ الله بها المكلفين وأعانهم بها ليعبدوه فكما في قوله ﴿فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له﴾ العنكبوت، من قول إبراهيم يعني اسألوا الله أن يرزقكم لتقوى أجسامكم على الطاعة والعبادة، وقوله ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾ الذاريات، يعني أن الله يرزق الإنس والجن ليتمكنوا بالرزق والقوت من العبادة وقوله ﴿وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا وشربوا من رزق الله﴾ البقرة، وقوله ﴿وكفّلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هـذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب﴾ آل عمران.
    وأما أثر الطاعة على المكلفين في الدنيا فكما في قوله ﴿ويزيد الله الذين اهتدوا هدى﴾ مريم، وقوله ﴿هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين﴾ يونس، فكانت نجاتهم بسبب أثر طاعتهم في دعوتهم الله مخلصين له الدين.
    وأما بيان أثر المعصية على المكلفين في الدنيا فكما في قوله ﴿إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم﴾ البقرة، أي بسبب كفرهم وإعراضهم عن النذير عوقبوا بذلك ، وقوله ﴿كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب﴾ الأنفال، والمعنى أنهم بسبب كفرهم بنعم الله التي أنعم عليهم بها ليعبدوه ويطيعوه عذبهم في الدنيا.
    وأما بيان الحساب بعد البعث فكما في قوله ﴿ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب﴾ النور، وقوله ﴿يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين﴾ النور.
    وأما بيان الجزاء فكما في قوله ﴿فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين﴾ المائدة، وقوله ﴿ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون﴾ فصلت.
    إن قوله ﴿باسم الله﴾ حيث وقع في الكتاب فإنما هو للدلالة على عبادة وتكليف من الله يجب أن يقوم به المكلف العابد مستعينا ومبتدئا باسم الله الذي شرع له ذلك الفعل ومخلصا له فيه من غير إشراك معه وكما بدأ طاعته بإعلان أنها باسم الله المعبود الذي شرعها له، وهكذا ركب نوح ومن معه في السفينة كما في قوله ﴿وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها﴾ هود، فأطاع أمر الله حين أوحي إليه قوله ﴿قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن﴾ هود.
    ولم يحل من الذبائح والصيد البري إلا ما ذكر اسم الله عليه كما في المائدة أربعة الأنعام وثلاثة الحج، ويعني حرف الأنعام ﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق﴾ أن إزهاق الحياة في الطير والدواب إنما يجب أن يكون باسم الله الذي شرع لنا أكلها لنحيى ونقوى على العبادة، أما ما لم يذكر اسم الله عليه منها فتجرد من هذا القصد والنية فهو فسق خرج به الإنسان عن الوحي الذي جاء به النبيون وعن مقتضى العبودية إلى المعصية والعبث فحرم على المسلمين أكله، ولئن كان النهي عن الأكل من المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذُكِّيِ منها بـإنهار دمه وذَكِرَ اسم الله عليه فما ظنك بقتل الصحيح من الطير والأنعام عبثا وما ظنك بقتل الإنسان إذا لم يكن من المكلف به طاعة لله ورسوله.
    إن الذي يقول "باسم الله" قبل طعامه وشرابه المباح قد أطاع الله في تكليفه ﴿وكلوا واشربوا ولا تسرفوا﴾ الأعراف.
    وإن الذي يقول "باسم الله" ويأكل الخنزير والميتة والدم غير مضطر فقد افترى على الله كذبا وادعى أن الله قد شرع ذلك.
    وإن الذي يقول "باسم الله" ويطأ زوجته قد أطاع الله في قوله ﴿وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين﴾ النساء، فهي كلمة الله التي استحللنا بها فروج النساء.
    وإن الذي يقول "باسم الله" ويزنـي قد افترى على الله وادّعى أن الله شرع له الزنا وكلّفه به وما أشبهه بسلفه من القرامطة الذين كانوا يقرأون القرآن لابتداء الليالي الحمراء فإذا سكت القارئ أطفئت المصابيح ووقع كل رجل على من تقع يده عليها ولو كانت أخته أو أمه كما سنّه عليِّ ابن الفضل الجدني القرمطي في آخر القرن الثالث الهجري في اليمن.
    إن قوله ﴿باسم الله الرحمن الرحيم﴾ ليعني أن قائلها ككاتبها يشهد على نفسه ويقر بأنه يبتدئ فعلا هو من تكليف الله تماما كما تعني رسالة سليمان إلى ملكة سبإ والملإ معها من قومها ﴿إنه من سليمان وإنه باسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين﴾ النمل، أن سليمان رسول الله إلى الناس وأن كتابه هذا هو من رسالته إليهم وهم أعم من بني إسرائيل فزيادة التكليف بقدر زيادة التمكين.
    وإن اسم ﴿رب العالمين﴾ حيث ورد بيانه في الكتاب المنزل فإنما:
    ـ ليقوم به أمر أو فعل خارق يعجز العالمون عن مثله وإيقاعه كما يعجزون عن دفعه.
    ـ أو لبيان نعمه التي لا كسب للمخلوق فيها وما يجب له من العبادة والشكر.
    ـ أو لاستعانته ليهب لنا في الدنيا ما لا نبلغه بجهدنا ولا نستحقه بعملنا القاصر.
    وأما بيان أن كل فعل أو أمر أسند إلى ربنا فإنما هو أمر خارق يعجز العالمون عن مثله فكما في قوله ﴿قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر﴾ الإسراء، من قول موسى في وصف الآيات المعجزة التي أرسله ربه بها وكما في قوله ﴿قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم﴾ فصلت، ولا يخفى أن عاقلا من العالمين لا يستطيع ادعاء مثل هذا.
    وأما بيان أمر ربِّــنا الذي يعجز العالمون عن دفعه فكما في قوله ﴿يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربِّـك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود﴾ هود، من قول رسل ربِّــنا من الملائكة الذين أرسلوا بعذاب قوم لوط وكما في قوله ﴿وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر﴾ القمر.
    وأما بيان نعم ربِّنا التي لا كسب للمخلوق فيها فكما في قوله ﴿ربُّكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله﴾ الإسراء.
    وأما بيان ما يجب لربِّـــنا من العبادة والشكر على نعمه فكما في قوله ﴿ثم تذكروا نعمة ربَّكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربِّـــنا لمنقلبون﴾ الزخرف، وقوله ﴿لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربِّكم واشكروا له بلدة طيبة وربٌّ غفور﴾ سبأ، وقوله ﴿يأيها الناس اعبدوا ربَّكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم﴾ البقرة.
    وأما بيان ما يجب علينا من استعانته ليهب لنا في الدنيا والآخرة من نعمه ويصرف عنا من الضر والكرب ما لا نستطيعه بجهدنا ولا نستحقه بعملنا القاصر القليل فكما في دعاء النبيين وضراعتهم ربَّـهم حيث وقعت في القرآن كما في قوله ﴿وأيوب إذ نادى ربَّــــه أنِّـي مسَّنيَ الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم﴾ الأنبياء.

  4. #4
    إن القرآن لمنزل من عند الله وإنما محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله به وخاتم النبيين بلغ وحي الله ولم يزده حرفا أو ينقصه منه رغم أنه كان أميا لا علم له بالكتاب والإيمان قبل نزول الوحي عليه كما في قوله ﴿بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين﴾ يوسف، ومن المثاني معه قوله ﴿وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان﴾ الشورى، فوقعتْ وتـمَّـتْ قراءة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم باسم ربه لأنها خارقة معجزة، وكانت قراءة القرآن بعدها غير خارقة فابتدئت الفاتحة كما السور بقوله ﴿باسم الله الرحمن الرحيم﴾ وتعني أنها كسائر العبادات يسع كلا طاعتها وعصيانها.
    دلالة وصف الأسماء بالحسنى
    إن الوعد غير المكذوب كما في قوله ﴿فقال تمتّعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب﴾ هود، هو الوعد الحسن كما في قوله ﴿أفمن وعدناه وعدا حسَنا فهو لاقيه﴾ القصص، وكما في قوله ﴿قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعْدا حسَنا﴾ طه.
    وإن قوله ﴿ونريد أن نـمُنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلَهم أئمةً ونجعلَهم الوارثين ونمكِّنَ لهم في الأرض ونريَ فرعونَ وهامانَ وجنودَهما منهم ما كانوا يحذرون﴾ القصص، لمن الوعد الحسن أي غير المكذوب، وقد وقع لما وافق الأجل الذي جعل الله له كما في قوله ﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتـمَّت كلمةُ ربك الحسْنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون﴾ الأعراف، ويعني أن كلمة ربنا الحسنى التي تمت أي نفذت هي وعده المذكور في سورة القصص.
    وتضمن الكتاب المنزل التكليف بذكر الله بأسمائه الحسنى ودعائه بها ومنه ﴿في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه﴾ النور، ومن المثاني معه قوله ﴿ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها﴾ البقرة،، ومنه ما تضمنت سورة الأعراف والإسراء وطه والحشر من التكليف والخطاب بدعاء الله بأسمائه الحسنى.
    وفي كل واحد من أسماء الله بيانُ وعْد وعَده الله سيتمُّ إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد، ولو عقل الناس لانتظروا الميعاد وسيلاقون وعد الله ويجدونه وعدا حسَنا غير مكذوب كما هي دلالة وصف الأسماء بالحسنة ووصف كلمة ربنا بالحسنى ووصف الوعد بالحسَن كذلك، ولم يتضمن تفصيل الكتاب المنزل إيراد أسماء الله الحسنى في سياق ما مضى وانقضى من القدر وإنما في سياق المنتظر منه، وما وجدته كذلك في سياق الماضي المنقضي كما في قوله ﴿وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكان الله قويا عزيزا﴾ الأحزاب، فهو وعد أن يقع مثله بعد نزول القرآن.

  5. #5
    ولم يتضمن تفصيل الكتاب المنزل إيراد أسماء الله الحسنى في سياق ما مضى وانقضى من القدر وإنما في سياق المنتظر منه، وما وجدته كذلك في سياق الماضي المنقضي كما في قوله ﴿وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكان الله قويا عزيزا﴾ الأحزاب، فهو وعد أن يقع مثله بعد نزول القرآن.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    هلا فسرت لنا أستاذ الحسن عن هذه الفقرة المزيد عنها وكيف ستفعل؟.
    وجزاك الله خيرا على هذا المجهود الكبير.
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  6. #6
    الله
    هو الله لا إلـــه إلا هو الحيّ القيُّوم بيده ملكوت كلِّ شيء خالقُ كلِّ شيءٍ ربُّ العالمين ولا تدركه الأبصار بل هو غيب في الدنيا وكذلك دلالة تعدية الإيمان بالباء خاصة، لم يلد، ولو يولد، وهو أحدٌ واحدٌ لا سميَّ له ولا شريك وهو على كل شيء وعد به قدير، وبكل شيء من الغيب عليم، فعّال لما يريد، اصطفى من بني آدم رسلا وأنبياء فأنزل عليهم الكتاب والميزان ليحكم بين الناس بالحق وليهتدوا إلى صراط مستقيم ووعد بإعدام الكون وبإعادة نشأته مرة أخرى وبالبعث بعد الموت والحساب والجزاء بالنار أو الجنة.
    ويعني أن ليس كمثله شيء أن قدرة كل ذي قدرة من الخلق ليست كقدرة الله وهكذا لا يماثل علمه علم عليم ولا قوته قوة قويّ وهو السميع البصير، ولن يبلغ غيرُه من خلقه مثل أسمائه الحسنى، رغم ثبوت الرحمة والقوة والسمع والبصر والخلق في المخلوقات ولا يجحده إلا المغفلون، كما لا يتأوّل أسماء الله وصفاته إلا المعطلون بما ألحدوا، وأما قولنا "ليس مثله شيء" فيعني أن ليس شيء مثله ويشمل الذاتَ والصفاتِ ولا يقول به إلا المشبّهون بما أشركوا.
    وإن ابن آدم لحقيق بدراية افتقاره وأنه ليس قائما على نفسه ليشكر فاطر السماوات والأرض على نعمه الظاهرة والباطنة وإذ خلقه فجعله شيئا مذكورا بعد أن لم يكن، وفضّله على كثير من العالمين كالجن والأنعام والدوابّ والطير ...
    والله أنزل الكتاب أي كلّف المخاطبين بدرايته واتباعه وأرسل الرسل وأرسل النبيين أي كلّف بالاهتداء بهم وكذلك حيث ورد بيان اسم الله في الكتاب المنزل فإنما:
    ـ لبيان عبادة وتكليف من الله المعبود يسع جميع المخاطبين به الطاعة والعصيان.
    ـ أو لبيان أسباب العبادة التي أمدّ الله بها المكلفين.
    ـ أو لبيان أثر الإيمان والطاعة على المكلفين في الدنيا.
    ـ أو لبيان أثر الكفر والمعصية على المكلفين في الدنيا.
    ـ أو لبيان الحساب والجزاء في الآخرة.
    ويأتي تفصيل الأسماء الحسنى ودلالتها عقب اسم الله وعقب اسم رب العالمين وبيان الفرق بين الدلالتين كما في قوله ﴿والله غفور رحيم﴾ وقوله ﴿فإن ربك غفور رحيم﴾ وكذا تفصيل ما يميِّز بين المضاف إلى الله أو إلى رب العالمين في تفصيل الكتاب المنزل، وما أسند إلى الله أو إلى رب العالمين من فعل أو قول أو خطاب وتكليف، ذلكم الفقه الكبير الذي خلا منه التراث العريض والله المستعان.

  7. #7
    أهلا بك أستاذنا الحسن ،ومازلنا بانتظار الرد المسهب الكافي الوافي على تساؤل الاستاذ أسامة،ولك التحية والتبجيل.
    المتميزون حقا ...
    - هم أفراد بدؤوا بمشاريعهم من الصفر .
    - انطلقوا بأفكار جديدة .
    - نجحوا في ظروف صعبة .
    - نجحوا في وقت قياسي .
    - صاغوا اسلوبا مبتكرا وخطوا طريقا مستحدثا في النهوض باي مشروع .
    - تركوا أثرا واضحا على حياة الكثير من الناس .
    هم مبدعون مبتكرون بهم تنهض الهمم وتبنى الامم ....كن أنت وتميز ... ضع بصمتك في رسالتك.

  8. #8
    الأخ الأستاذ أسامة الحموي
    لن أتمكن من تسريع الجواب إلا كما يتم نشره في تفسير دلالة كل واحد من الأسماء الحسنى تضمنت مثل تلك الإشكالية كقوله تعالى (وأوثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطأوها وكان الله على كل شيء قديرا) الأحزاب، ويأتي بيانه في اسم الله القدير ويعني أن مثل ذلك قد وقع قبل نزول القرآن وسيقع كذلك مثله بعد نزول القرآن وننتظر نفاذ الوعد به أن يورث الله أمّة القرآن أرض اليهود وديارهم وأموالهم وأرضا لم يطأها المسلمون الذين سيعاصرون زوال دولة اليهود القائمة

  9. #9
    أما تفصيل أسماء الله الحسنى فلم يتضمنه حديث أبي هريرة المرفوع إلى النبي الأميِّ صلى الله عليه وسلم وأخرجه البخاري ومسلم وغيرهما ومنه الرواية التالية "إن لله تسعةً وتسعين اسما مائةً إلا واحدا من أحصاها دخل الجنّـةَ" اهـــ
    وإنما أدرج فيها أحد رجال الترمذي هو الوليد بن مسلم القرشي (ت195هـ) أسماء منها: الخافضُ الرَّافِعُ المعزُّ المذِل العَدْلُ الجَلِيلُ البَاعِثُ الـمُـحْصِي الـمُبْدِئ الـمُـعِيدُ الـمُحْيِي الــمُمِيتُ الوَاجِدُ الـماجِدُ الوَالِي الـمـنتَقِمُ الـمُقْسِط الجَامِعُ الـمُغْنِي الـمانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الرَّشِيدُ الصَّبُور.
    وأدرج فيها الترمذي أسماء منها: القَابِضُ البَاسِطُ الحَكَمُ الحَفِيظُ الـمُقِيتُ الحَسِيبُ الرَّقِيبُ الْوَاسِعُ الشَّهِيدُ الوَكِيلُ الـمُـبدِئ الـمُقَدِّمُ الــمُؤَخِّرُ.
    وأدرج فيها أحد رجال ابن ماجه هو عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ أسماء منها: الْبَارُّ الْجَلِيلُ الْمَاجِدُ الْوَاجِدُ الْوَالِي الرَّاشِدُ الْبُرْهَانُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْبَاعِثُ الشَّدِيدُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الْوَاقِي الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الْمُقْسِطُ ذُو الْقُوَّةِ الْقَائِمُ الدَّائِمُ الْحَافِظُ الْفَاطِرُ السَّامِعُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْمَانِعُ الْجَامِعُ الْهَادِي الْكَافِي الأَبَدُ الْعَالِمُ الصَّادِقُ النُّورُ الْمُنِيرُ التَّامُّ الْقَدِيمُ .
    وأدرج فيها عبد العزيز بن حصين بن الترجمان أحد سلسلة الحاكم أسماء منها: الحنّان البديع المبدئ المعيد النور الكافي الباقي المغيث الدائم ذو الجلال والإكرام الباعث المحيي المميت الصادق القديم الفاطر العلام المدبِّر الهادي الرفيع ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الكفيل الجليل البادي المحيط.
    وأدرج فيها الحاكم أسماء منها: الإله الربّ الواسع الحنان المنان البديع المجيد المبدئ المعيد النور الكافي الباقي الوكيل المغيث الدائم المولى النصير الباعث المجيب المحيي المميت الجميل الصادق الحفيظ القريب الرقيب القديم الوتر الفاطر المليك المدبر المالك الهادي الشاكر الرفيع الشهيد ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الكفيل الجليل.
    وقد أكمل البيهقي بأربعة أسماء خمسة وتسعين اسما اقتصر عليها الحاكم ومما أدرجه البيهقي من الأسماء: البادي المحيط.
    وكذلك كان للمتأخرين كابن عثيمين والعباد والغصن محاولات كالتي حاولها من تقدمهم.
    قال طالب العلم/ الحسن ولد ماديك: ولا تأصيل لهذا التعداد والتفصيل والإحصاء وإنما هو اجتهاد محض غير مؤصَّلٍ، وأسأل الله أن يجزيهم أجر السَّعْيِ والاجتهاد، وإنما العلم عند الله.
    ولقد استنبطت بالاستقراء من الكتاب المنزل تأصيلا جديدا هو كالتالي:
    أولا: الأسماء الحسنى التي سمّى الله بها نفسَه في الكتاب المنزل وجميعها مسبوق بـ ﴿أنا﴾ في سياق كلام الله رسلَه من الملائكة ومن الناس كما في قوله:
    ـ ﴿إنني أنا الله﴾ طـه
    ـ ﴿إنه أنا الله العزيز الحكيم﴾ النمل
    ثانيا: أن يتضمنها الكتاب المنزل وصفا للرب أو لله متصلا بالموصوف في سياق إخبار الله عن نفسه كما في قوله:
    ـ ﴿يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم﴾ الجمعة
    ـ ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ الأعلى
    ـ ﴿والله الغني وأنتم الفقراء﴾ محمد
    ثالثا: أن يتضمنها الكتاب المنزل وصفا للرب أو لله مفصولا بضمير الغيب ﴿هو﴾ في سياق إخبار الله عن نفسه كما في قوله:
    ـ ﴿ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور﴾ الملك
    ـ ﴿وهو الغفور الودود﴾ البروج
    ـ ﴿إن الله هو الرزاق﴾ الذاريات
    رابعا: أن يتضمنها الكتاب المنزل وصفا للرب أو الله في سياق إخبار الملائكة عن ربهم كما في قوله:
    ـ ﴿قالوا ما ذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير﴾ سبأ
    ـ ﴿قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنك أنت العليم الحكيم﴾
    خامسا: أن يتضمنها الكتاب المنزل وصفا للرب أو الله في سياق إخبار الرسل والنبيين عن ربهم كما في قوله:
    ـ ﴿وإن تعذبهم فإنك أنت العزيز الحكيم﴾
    ـ ﴿وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم﴾
    ـ ﴿وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم﴾
    قلت: وهكذا لا نتقوّل على الله بل نعتصم بحبل الله فنحصي الأسماء الحسنى بما تضمنه الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى الناس ولعلهم يتفكرون.
    وسنأتي على ذكر ما تضمنته الأحاديث النبوية الصحيحة ولم يتضمنه الكتاب المنزل.
    وأبدأ باسم الله في تفصيل الأسماء الحسنى وإحصائها مع بيان الدلالة والمعاني كما في الكتاب المنزل والله المستعان:

  10. #10
    ﴿الرحمان الرحيم﴾
    ﴿الرحمان الرحيم﴾ اسمان من الأسماء الحسنى تضمن كل منهما وعدا حسَنا غير مكذوب سيُلاقيه المرحوم إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد ولا يخلف الله الميعاد ولا وعْدَهُ أي ما وَعَدَ به، وإنما عددتهما اسمان من الأسماء الحسنى لورود كل منهما في مواطن من الكتاب المنزل منفصلا عن الآخر في سياق اختص به، ويلزمني قبل الاستغراق في تفصيل دلالة كل من اسم الله ﴿الرحمان﴾ واسمه ﴿الرحيم﴾ تبيان دلالة كلمة الرحمة في الكتاب المنزل:
    الرحمة: هي النعمة بالسلامة من الآفات والضر والعذاب كما في قوله ﴿وَلَئِنْ أَذّقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ﴾ هود، وإنما هي النعمة بالعافية والأمن فما دونهما.
    ووقعت رحمة الله على الماء ينزل من السحاب وأرسل الرياح مبشراتٍ بين يديها، ولا يخفى أثر رحمة الله بماء السحاب يُحيِي به الأرض بعد موتها.
    ووقعت الرحمة في تفصيل الكتاب المنزل في مقابلة العذاب والسُّوء كما في قوله ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ﴾ الإسراء
    وتضرع أيوب لـمّا مسّه الضرّ، وكان كشف الضرّ عنه هو رحمة أرحم الراحمين به، ومن محاورة إبراهيم ضيفه قوله ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ الحجر، ويعني أن على المكروب والمحروم من نعمة أن لا يقنط من الفرَج بعد الشدة ومن المثاني معه قوله ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ يوسف، وأخرج الشقيُّ نفسَه بقتلها من سَعَةِ رحمة الرحيم بالمؤمنين كما في صريح قوله تعالى ﴿ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما﴾ النساء، فليخسإ الانتحاريون والمنتحرون.
    وكتب اللهُ على نفسه الرحمةَ فأخّر عن المكلفين عرضَ أعمال السيئة وفضيحتهم بها إلى يوم القيامة موطن المغفرة أو المؤاخذة، واقترف المكلفون ذنوبا تأخر عنهم عقابها بفضل الله ورحمته بهم في الدنيا.
    وكتب ربُّــــنا على نفسه الرحمةَ فوعد بالمغفرة والرحمة الذين يؤمنون بآيات ربهم الخارقة للتخويف والقضاء كلما عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعدها وأصلحوا، ويعني الوعد بهما أن لن تُعرَض عليهم الأعمال السيئة بل سيغفرها الله وسيرحمهم فلا يعذبهم في النار، وآمن السحرة بآيات ربهم الخارقة للتخويف والقضاء مع موسى فأمِنوا المؤاخذةَ بما سلَف من الخطايا ومنها السحر.
    وأخّر ربنا الغني ذو الرحمة عن المكذبين بعد نزول القرآن العذابَ المستأصل إلى موعد ظهور الخضر معلّم موسى، ويومئذ لن يردّ بأسه عن القوم المجرمين.
    ووقعت رحمةُ ربنا على الفرَج من الضيق دون جهد من المرحوم وسألها أصحاب الكهف حين فرارِهم بِدينهم من الفتنة، واستخرج اليتيمان كنزهما بظهوره على حين فقر وحاجة إليه، وكذلك رحمة ربنا عبدَه زكريا إذ نادته الملائكة بالبشارة بيحيى بعد ما وهَن العظم منه، وكذلك سدُّ ذي القرنين رحمة بقوم لا يكادون يفقهون قولا، وتنزَّلَ الوحيُ والكتابُ على النبي الأمِّيِّ صلى الله عليه وسلم رحمة من ربه وفضلا كبيرا عليه ما كان يرجوه ولا علم له به ومن غير جهد منه، ولينتظر المعرضون عن اللغو والإيذاء وعدا من الله بفرَج ويسْرٍ وعِزٍّ دون جهد منهم كما هي دلالة قوله ﴿وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا﴾ الإسراء، ووهب ربُّنا من رحمته لموسى نبوة أخيه هارون، ووهب لإبراهيم وإسحاق ويعقوب من رحمته فرَجا ومخرجا.
    وجعل الله بين الزوجين رحمة أي لم يشرع لأحدهما إيذاء الآخر، وإنّ رَحِمَ الأمِّ لقرارٌ مكين لا يضرّ بالجنين ولا يؤذيه، وحرُم الإجهاضُ بقوله ﴿وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ البقرة، والقتلُ بالإجهاض أكبرُ من كِتمان النطفة في الرَّحِمِ الذي لا يحِلُّ وكذا ضرْبُ الوالدين أكبر من قول الشقيّ لوالديه ﴿أُفٍّ لَّكُمَا﴾ الأحقاف، ولا تسل عن عقوق الغلام قتيل الخضر وجفائه والديه كالأبعد منهم رُحْما وإرهاقهما طغيانا وكفرا، ومَن خَفَضَ جناحَ الذّلِّ من الرحمة لوالديه تباعدَ عن الإيذاء والإضرار بهما، وجعل الله للرَّحِم حقوقا لا إثم على من سألها ذوي رَحِمِهِ، وكان التواصي بالمرحمة مما تُتَجاوز به العقبة في يوم القيامة، ومن عادة المنافقين يوم يتولَّوْن أي يصبحون وُلاة في الأرض الإفسادُ فيها وتقطيع الأرحام، وشرع الله في الكتاب المنزل ولاية أولي الأرحام بعضهم على بعض، رغم أنف المتون الفقهية التي حجبت أولي أرحام المملوك ومنه ما أجازته للسيِّد من الدخول بالأمة دون زواجها بإذن أهلها وقد جعل الله لكلٍّ مما ترك والِداهُ ومن الأقربين مواليَ له.
    وبرحمة من الله لَانَ خُلُقُ النبيّ الأميّ صلى الله عليه وسلم مع الناس، وكان الصحابة الكرام رضي الله عنهم رحماء بينهم أي لا يؤذي بعضهم بعضا.
    ووقعت الرحمة على صرْفِ عذابِ يومٍ عظيم عن المرحوم، وكذلك وقاية السيئات يومئذ، ولا يغني يوم الفصل مولى عن مولى شيئا بل الكل موبَقٌ إلا من رحم الله، وكل نفس أمّارة بالسوء إلا ما رحم ربُّـنا من الأنفس المطمئنة أو اللّوّامةِ.
    ووقعت الرحمة ﴿لَعَلَّكُمْ تُرحَمُونَ﴾ على أسباب النجاة من العذاب أي على طاعة الله والرسول، وعلى اتباع كتابٍ مباركٍ منزَّلٍ على النبيّ الأميّ، وعلى استغفار ربنا على لسان رسول الله صالح، وعلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول، ويوم تقع تلاوة القرآن في ﴿صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة﴾ عبس، على الاستماع له والإنصات، وعلى تمثل التقوى يوم يقال ﴿اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ يس، وعلى الإصلاح بين المؤمنين المتقاتلين.
    وأشفق كل من آدم وحواء ونوح من الخسران إلا يغفر له ربه ويرحمه.
    ومن رحمة ربِّـنا بالناس تشريعُ العفو عن الجروح والعفوُ عن قاتل الفرد الواحد لا عن المحاربين السفاحين الذين يسعون في الأرض فسادا.
    ووقع وصف الكتاب المنزل ـ توراة وإنجيلا وقرآنا ـ بالرحمة لنجاة من اتبعه من العذاب في الدنيا والآخرة والبرزخ بينهما، ولن يزول الاستضعاف والذل والصغار والهرج والقتل وتسلط المنافقين ومن لا يرعَوْن في مؤمن إلًّا ولا ذمة عن المؤمنين إلا باتباع القرآن الموصوف ببصائر من ربنا وهدى ورحمةٍ.
    ويعني إيتاء الرحمة من ربنا عبدا من عباده كنوح وصالح والخضر مُعلِّم موسى اصطفاءَه، وللمصطفين عهد من الله أن لا يعذّبَـهم.
    وأرسل ربّنا النبيّ الأميّ بالقرآن رحمة ًللعالمين ولن ينزل العذاب في الدنيا على المكذبين إلا بعد رفع القرآن المبارك، والنبيّ الأميُّ رحمةٌ للذين آمنوا خاصة وهم الصحابة الكرام لا يحتاجون في حياته إلى اجتهاد قد يخطئ.
    ونجّى ربّنا برحمته نوحا والرسل بالآيات بعده من عذاب في الدنيا أهلك به المجرمين المكذبين، ويوم وقع الطوفان لم ينج من الإغراق إلا من رحم الله مع نوح.
    ووقعت الرحمة على زوال الاستضعاف ـ بقرينة الوعد بالجنة بعدها ـ عن المؤمنين الذين يوالي بعضهم بعضا ويتآمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أولئك سيرحمهم الله﴾ براءة، وكان ذريةٌ من بني إسرائيل يكتمون تصديقَهم موسى خوفا من فرعون أن يفتنهم ومما تضرعوا به إلى ربهم دعاؤهم ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ يونس، ومن وقوع الرحمة على زوال الاستضعاف قوله ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ يوسف، وسيصيب المؤمنين استضعاف بفتنة السامري الدجال وسينال الذين آمنوا صلوات من ربهم ورحمة يزول بهما القتل والقرح والجرح وهم المهتدون في آخر الأمّة، وكانوا يدعون ربهم ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً﴾ آل عمران، أي لا تزغ قلوبنا بالدجال بعد إذ هديتنا بصالح المؤمنين وهب لنا رحمة يزول بها الاستضعاف.
    ووقع وصف الجنة برحمة الله يُخَلِّد فيها الذين ابيَضّت وجوههم، وسيُدخِلها الذين آمنوا بالله واعتصموا به، وما يكون للمسلمين ولو أسرفوا على أنفسهم أن يقنَطوا من رحمة الله، وسأل موسى ربَّه أن يغفر له ولأخيه هارون وأن يدخلهما في رحمته، وكره الصالحون الاستغاثة بهم من دون الله وابتغَوُا الوسيلة إلى ربهم أيهم أقرب إليه ويرجون رحمته بالجنة ويخافون عذابه بالنار.
    واقتربت رحمة الله من المحسنين، وبشّر ربنا بها ﴿الذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ﴾براءة، ويَئِسَ من رحمة الله أي جنَّـــتَه الذين كفروا بآيات الله ولقائه، ويرجو رحمةَ الله أي جنَّـتَه ﴿الذِينَ آمَنُوا وَالذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ﴾ البقرة.
    وتضمن تفصيل الكتاب المنزل تقديم المغفرة على الرحمة وبينته في تأصيلي التفسير ومنه تقديم الموعود المتأخر في سياق خطاب المؤمنين بالغيب الذين يحرصون أوّلًا على أن تُغفَر ذنوبُـهم في يوم الحساب فلا تُعرَض عليهم ويحرصون بعد ذلك على الرحمة ومنها ما يقع في الدنيا.
    وتقع رحمةُ ربنا على الآيات الخارقة كما هي دلالة قوله ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ﴾ الزخرف، وإن القرآن لآية خارقة معجزة ومن رحمة ربِّـنا كما في قوله ﴿وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ الزخرف، وإنّ مما يجمعون أموالا وأسلحة ذات بأس شديد وأحزابا وجيوشا، وقد وعد الله في القرآن أن يكفّه وأن يبطله يوم يُحِقُّ اللهُ الحقَّ بكلماته فيزهقَ الباطلُ.
    ولقد أدخل الله في رحمته قبل نزول القرآن كلا من لوط وإسماعيل وإدريس وذا الكفل، ووعد في القرآن أن يُدخِل في رحمته من يشاء كما في سور الشورى والفتح والإنسان.
    ومن الوعد في القرآن أن يتنزل خير من ربِّنا كما في قوله ﴿وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ البقرة، وبينته في مادة خصص.
    ومن الوعد في القرآن كذلك قوله ﴿قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ آل عمران، وبينته في مادة خصص ومادة هدى.
    ومن الوعد في القرآن كذلك قوله ﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ﴾ الحديد، وبينته في مادة كفل.
    وبينت دلالة قوله ﴿أّمَّنْ هُوَ قَائِمٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الذِينَ يَعْلَمُونَ وَالذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذّكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ﴾ الزمر، في الرجاء وفي أولي الألباب.
    وبينت دلالة قوله ﴿وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ هود، في مادة الاختلاف.
    وبينت دلالة قوله ﴿وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضَيًّا﴾ في مادة عيسى.
    وبينت دلالة قوله ﴿رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ﴾ في مادة البيت.
    وأما قوله ﴿إِمَامًا وَرَحْمَةً﴾ فهو حال من الفاعل في ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ﴾ هود، وبينته في مادة شاهد، وكذلك حرف الأحقاف وبينته في مادة مثل ومادة كتاب.
    وبينت فاتحة لقمان في مادة كتاب.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تفسير /أتى وجاء/الحسن محمد ماديك
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-05-2012, 09:30 AM
  2. لقاء الفرسان مع أستاذنا /الحسن محمد ماديك
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 03-11-2012, 09:50 PM
  3. دلالة الكلمات في الكتاب المنزل
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-24-2012, 05:39 PM
  4. دلالة الاسمين : الله ، رب العالمين في الكتاب المنزل
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان التفاسير
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-24-2012, 02:22 PM
  5. نرحب بالأستاذ/الحسن محمد ماديك
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-23-2012, 01:40 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •