يده علي رأسه ، ظننت أنه نام لولا أن سمعت نحيبه من بين أنغام موسيقي المسجل بالسياره .
فجعت عليه وخاصة عندما ألقي بلوحاته خارج السيارة ، ووجدتني علي علي أن أنهض بسرعة
لأمنع أرجل الماره من اقتحامها ونخسر آلاف الجنيهات ، ورضا سيدات المجتمع الراقي .
لأول مرة أراه منفعلا هكذا ، يستأذنني أن أرجع بالسيارة حيث اللافتات . لنعود لنري خمس لافتات
ضخام الحجم وباهظات الثمن يحملن تأييد المحافظ لرئيس الدوله وتحتمي أسفلهم طفلة بملابس ممزقة
من مطر وبرودة الشتاء الذي لا يعرف الرحمة .
............
......
....
أشرف الفار
------------------------------------------------------------------------------------------------------
لن أتحدث تلك المرة عن تعريف الأقصوصة , ولن أقول أنها ومضة تخطف البصر من أول قراءة .
ولكنى ساقول أن الأقصوصة ناجحة عندما تعطيك أكثر من تأويل ودلالة من قراءة واحدة .
تكون الأقصوصة ناجحة حينما تكتشف أنها ليست مجرد سطور وكلمات بسيطة , ولكنها تحمل فيما وراء النص ما يمكن أن يكتب فى أكثر من صفحة .
وهنا :
كل سطر يحمل دلالة ويحمل ما ورائية هائمة فى محيط المجتمع التائه بين طبقة لا تجد قوت يومها , وطبقة لا تجد وقتا لتحصى فيه أموالها .
تنقسم الأقصوصة هنا إلى مرحلتين :
المرحلة الأولى ( مرحلة الإحباط ) :
وهى مرحلة باتت طبيعية تماما من جراء القضاء على الطبقة الوسطى .
مرحلة توضح لنا مدى الإحباط الذى يعيش فيه الشباب .
عذرا فقد وعدت قلمى بعدم الكتابة عن الإحباط .
هو : شاب محبط !
لماذا ؟
لأنه فنان مبدع !
وما المشكلة ؟
المشكلة أنه فى زمن الشات والشتات ليس للمبدعين مكان !
لنتخيل معا أنه فى السيارة ومعه لوحاته ( إبداعه ) وخارج السيارة المجتمع والواقع بكل ما يحمله من صراعات وعداوات وحروب .
مجتمع لا يعترف بالمبدع إلا إذا أبدع ما يدمر به غيره !
حالة من اليأس اليومى التى نمر بها .
حسنا ..
ماذا فعل ؟
كما يحرق الأديب أوراقه .. ألقى هو بلوحاته خارج السيارة !!
ولنتخيل معا ما قاله وهو مكتوب فعلا فيما وراء النص ..
- لقد رسمتكم من الخيال ولكن الواقع يرفضكم ويرفضنى , وأنا لا أستطيع أن أواجهه لذا فواجهوه أنتم !
وما هو الواقع ؟؟
وحل وطين وأناس شرسة لا ترى سوى أنك تريد أن تأخذها مكانها فى الحياة !!
الآخر : صديقه المرافق له فى السيارة .
كان عليه ( طبقا لمفردات الصداقة ) أن يعود سريعا ليستعيد تلك اللوحات , ولكنه تحدث عن الإبداع الخيالى بلغة الواقع .