للحديث بقية (للأسف):
كلما حاولت تهدئة مشاعري طالعتني نشرات الأخبار بجريمة هنا وأخرى هناك . لا أطيق نشرات الأخبار ولا أيا من المحطات الفضائية. لكني تذكرت مقابلة تلفزيونية لاتنسى مع أحد كبار المؤرخين العرب لا يحضرني اسمه للأسف عندما كنت في أعمل في قطر قبل ثمانية عشر عاما قال في ختامها بالحرف الواحد: إذا استمرت الدعوة الدينية في المجتمعات العربية على الشكل الذي هي عليه الظ±ن فسوف يشكل المسلمون أكبر مبرهن للفلسفة الماركسية. وأنا أقول ليس ذلك وحسب بل وحتى الداروينية الاجتماعية (التي تعاني حاليا أزمة حقيقية لا تفيد محاولات طمسها). تذكرت غرور المتدينين و توهمهم بأنهم الأعلى بين الناس لمجرد أنهم احترفوا التقليد دون التحقيق وتذكرت قوله تعالى *ولا تقولوا (اي حتى في قلوبكم) لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا*. تذكرت النداءات العبثية لوقف تقديس الكتب المنتنة لمجرد وجود النقوش والزخرفات المذهبة عليها كمثل النحاس المطلي بالذهب لإخفاء حقيقته. كل نداء باعتماد العلم والتحقيق بدل التقليد كان يواجه قبل الكارثة بالتهجم إلى حد التكفير. خذ على سبيل المثال الآية الكريمة التي تصف سيدنا الملك سليمان كيف تولد فيه حب الخير عن ذكر الله لدرجة أنه أمر برد الخيول إليه بعد أن توارت عن النظر لا لشيء إلا ليمسح على سوقها وأعناقها وخذ تلك التفاسير الهستيرية التي قالت أنه أراد استرجاع الخيول ليقوم بنفسه بتقطيع سوقها وأعناقها. اتستغرب بعد ذلك عملا ارهابيا. بدل أن يلوم دعاة التقليد الديني دعاة العلمانية عليهم أن يلوموا أنفسهم على الهذيان المرضي النفسي الذي نقلوه لأتباعهم بدل أن يلوموا الآخرين لماذا هربوا منهم بعد أن ذاقوا الويلات منهم ومن كتبهم النحاسية.
وبعد تنهيدة كبيرة يبقى للحديث بقية ( و ربما بقايا للأسف).
د. مراد الخاني