أشار فضيلة إمام المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب إلى أننا حينما نقارن بين ما يقدم من برامج الجد وبين ما يبذل في برامج الهزل، كما نقارن بين القنوات العربية الجادة والقنوات المتخصصة في الفن واللهو والعبث الرخيص نجد أن الأمر خطيرٌ ويحتاج منا إلى وقفة صادقة مبينا أن الوهن والخور الذي تعاني منه الأمة اليوم سببه حب الدنيا والركون إليها والجبن عن الإقدام خشية التلف.
وقال فضيلته: «إن الإغراق في الشهوات والملذات والملهيات لهي المخدرات الحقيقية التي تعيق تقدم الأمة نحو مراكز العزة والكرامة» مشيرا «إلى أنه كم تسلل العدو إلى ديار المسلمين حين غرقوا في اللهو والعبث».
وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام: «أن دين الإسلام دين الجد والصدق والطموح وعلو الهمة حيث يكون المسلم في موضع القيادة والريادة وليس من صفات المسلمين التخلف والقعود بل هي صفات المنافقين».
وأضاف الشيخ صالح قائلاً: «إن تغليب القعود عيب في شريعة الإسلام ولقد عاب الله على اليهود حرصهم على الحياة كما أن دين الإسلام ليس فيه كسل أو تواني أو خمول أو عبث أو استرخاء» مبينا: «أن اليوم قد خارت القوى وضعفت العزائم وفترت الهمم حتى أصبح الجميع بحاجة إلى الاستعانة بالدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل)».
وأكد فضيلته: «أن الصف الذي يتخلله الضعاف والمسترخون لا يصمد ولا يثبت لأنهم يخذلون في ساعة الشدة لذا لابد أن يكون الجد والطموح والصدق وعلو الهمة صفة أصيلة في أخلاق الجيل المسلم حتى يكونوا أقدر على الثبات والاحتمال والصمود والبناء والرقي».
مشيرا إلى أن ذلك «هو شرف النفس ونبلها وترفعها عن الدنايا وانصرافها عن التفاهات والملهيات في حفظ الوقت من الضياع من غير فائدة وطموح وعزم في المهمات» موضحا فضيلته: «أنه إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام». ودعا فضيلته المسؤولين والمربين ووسائل الإعلام إلى البعد عن التخدير وزرع الوهن والبعد عن الملهيات مشيرا إلى: «أنها لا تنتج إلا أمة داجنة ولا تبني في الرخاء ولا تصمد في الشدة والبلاء» ومطالبا «بأن تبتعد الأمة عن لهوها وعن غفلتها وعن الشرود وأن تربي جيلها على الجد والطموح والهمم العالية ..
منقول