بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
(إذا) و(إذ) في حالتي الاستمرار والحصر
قال تعالى: والليل إِذْ أَدْبَرَ"33" وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ"34"
السؤال: لماذا كتبت في الآية الأولى إذ؟ وفي الآية الأخرى إذا؟
أدبر: ولَّى بعد انبلاج الفجر وطلوع الصباح، فشبهه بالإنسان الذي يقبل ويدبر.
أسفر: طلع وبان، كشف عن وجهه إذ كان مستورا بالليل، فرفع عنه الستار.
إحدى ميزات وخصائص (إذا) أنها تفيد الاستمرار ولا تفيد الحصر، فقيل في التنزيل (وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ)، لأن الصبح فيه بداية نهار، يتبعه استمرار، فكان استخدام (إذا) هنا استخداما مناسبا وضروريا.
لكن استخدام (إذا) التي تفيد الاستمرار لا يستقيم مع إدبار الليل، وذلك لأن الإدبار فيه نهاية، وليس فيه استمرار، لذلك فقد كان من الأولى والأنسب استخدام (إذ) في قوله عز وجل (والليل إِذْ أَدْبَرَ)، حيث أن من ميزات وخصائص (إذ) أنها لا تفيد الاستمرار بل تفيد الحصر وحدوث الشيء في زمن ومكان معينين محددين.
والله أعلم، لا إله إلا هو سبحانه ما أعظم شأنه،
منذر أبو هواش-واتا