منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    من فضلكم علموهم..

    هذا المقال تصدر المقالات الأكثر قراءة في الوطن العربي لهذا الأسبوع وقد كتبه الكاتب العٌماني : د. صالح الفهدي


    مقال يدون بماء الذهب


    علِّموهم أول ما تعلموهم كيف يبتسمون؛ فما الدين بجهامةٍ، ولا هو بنكدٍ، بل أنزله الله ليكون إسعاداً للبشر، وسكينةً للقلوب، وطمأنينة للنفوس؛ فجعل الابتسامة عبادةً يُثاب عليها المسلم "تبسُّمك في وجه أخيك صدقة". وبهذا، فإنَّ من خالف ذلك فتجهَّم وجهه، وتمعَّر لونه، واكفهرَّت قسماته فهو مخالفٌ لدينه..! علِّموهم هذا لنرى الوجوه مُشرقة، زاهيةً، مُستبشرة لا في آخرتها فحسب، بل وفي دنياها أيضاً.


    علِّموهم أنَّ جوهرَ العبادة في القلب؛ فهو المضغة التي إن صلحت صلح الجسد، وإن فسدت فسد القلب، كما جاء في الحديث الشريف، وأنَّ التقوى فيه، فإن برأ من أمراض القلوب كالحسد والرياء والحقد سلم، وصفى للناس؛ فبارك الله في صنيعه. علِّموهم أن المسجد ليس وحده مكان العبادة لله بل الأرض بأسرها، بعد أن توسِّعوا مداركهم في معنى العبادة، لتشمل العبادة: المختبر العلمي حيث يقضي فيه الإنسان مُنكباً على التجارب الطبية، والمكتبة حيث يبحث الباحث عن المعلومة العلمية، وفي السياحة حيث يتعبَّد السائح إلى ربه وهو ينظر إلى جمال صنيعه، وأحوال خلقه، وفي المكتب حيث يخلص في إنهاء مصالح الناس، وفي الشارع حيث يحافظ على النظام، وفي السوق حيث يوزن الناس بالقسط، وفي الناقلة حيث يقل الناس من مكانٍ لآخر، وفي التطوع حيث يمد يديه للمحتاجين، وفي كرسي الدراسة حيث يعد نفسه لبناء أمة، علِّموهم أنَّ العبادة في كل ميدانٍ، وكل عملٍ غايته شريفة" في كل سلامى من الناس صدقة" (والسلامى هي مفاصل الأصابع التي كلما تحركت، تحرك معها عداد الحسنات..!) ما أعظمك يا إلهي.


    علِّموهم معنى التخلية قبل التحلية؛ أي أنَّ الإنسان يجب عليه أن يُخلِّي نفسه أولا من الشر قبل أن يحليها بالخير، وقولوا لهم: "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"(النجم:32)؛ فمدح النفس ظلمٌ لها وإفسادٌ لفطرتها، وارتكاسٌ لعلمها الخالص. فما أثقل كلام من يزكي نفسه على الله بالنظر الى غيره بأنه قد غوى وضل وأنه هو الذي اهتدى سواء السبيل..! نسب إلى نفسه الفضائل، وإلى غيره الرذائل..! فوقع في الجهل المضل، والغرور المخل!


    علِّموهم أنَّ لله رحمات تتنزل ليل نهار، تغشى الكون، لتجيب السائلين، وتحمي الغافلين، وتشفي المعتلين، وتهدي الضالين، وليس عذابات تمطر الحجارات الحارة، وتثير البراكين الخامدة، وتوقظ الزلازل الراكدة.


    علِّموهم أنَّ الله هو الحسيب على خلقه؛ ما جعل أوصياء على عباده يحاسبونهم على خطاياهم"ما عليْك منْ حسابهم من شيْءٍ وما منْ حسابك عليْهم من شيْءٍ فتطْردهمْ فتكون من الظالمين" (الأنعام:52)؛ فلا ينصِّبوا أنفسهم محاسبين لغيرهم وقد نسوا إصلاح أنفسهم بعد أن يغرهم إيمانهم، فإذا بهم يكفرون، ويقدحون، فذلك ظلمٌ للعباد، وتدخلٌ في شأن رب العباد!


    علِّموهم أنَّ الله هو ربُّ الكافر كما هو ربُّ المؤمن، فكما أنشأكم على دينه، فقد هدى من شاء من عُصاته فأدخلهم في مرضاته، بل ولربما رفع بعضهم فوقكم درجات، وهو قادرٌ على هداية أهل الأرض جميعاً.


    علِّموهم أنَّ الله كما هو رحيم بالمؤمنين فهو رحمن؛ أي أنه ذو رحمةٍ شاملةٍ لجميع الناس حتى لمن عصاه..! وأنَّ رحمته وسعت كل شيء، وسبقت غضبه، وهي مسيرةٌ وفق أمره.


    علِّموهم أنَّ كلمة الحق لا تقع في طرف السيف، ولا في فوَّهة البندقية، ولا في زرِّ الحزام الناسف، إنما في سلامة الصدر، وحُسن المعاملة، ولطف القول، وبشاشة الوجه، وتهذيب اللسان؛ ذلك لأنَّ كلمة الله قطرةٌ منه، ونسمة من روحه، فإن بعث الله بها رسولاً أمره بحُسن أدائها ليس توقيراً للمدعو فهو يعلم تكبره، بل توقيراً للمرسل العظيم المتعال "اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى"(طه:44).


    علِّموهم أن يدعوا لأنفسهم بالإصلاح، والهداية، والطمأنينة، ويتركوا عنهم الدعاء ضد غيرهم دعاء"اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبقي منهم أحدا، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، وسلط عليهم الزلازل والبراكين، وزلزل الأرض من تحت أقدامهم واجعل كيدهم في نحورهم...إلخ"؛ فليس هذا ما تعلموه من نبيهم العظيم -عليه أفضل الصلاة والسلام- وهو يمسح دمه في غزوة أحدٍ وقد أصيبت رباعيته(سِنه الشريفة) وشُجَّ وجهه الكريم، فلم يدعُ على المشركين وإنما دعا الله بقوله:" اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون"..! وليس هذا امتثالاً لقوله تعالى "ولوْ شاء الله ما أشْركوا وما جعلْناك عليْهمْ حفيظًا وما أنْت عليْهمْ بوكيلٍ" (الأنعام:107).


    علِّموهم الإيمان بأنَّ الطالب إن لم يفهم فليس عيباً فيه، وإنما العيب في أوله على المعلم، كذلك على المسلم أن يتحمَّل مسؤولية أداء رسالة الدين للعالمين بأمانةٍ وإخلاصٍ قبل أن يقاتل، أو يتهم أو يدعو عليهم "وصدها ما كانتْ تعْبد منْ دون الله إنها كانتْ منْ قوْمٍ كافرين"(النمل:43).


    علِّموهم أنَّ الدين جَوْهر قبل أن يكون مَظْهرًا؛ فالجوهر هو إخلاص النية، وسلامة القلب. أما الاعتناء بالظاهر دون الجوهر فهو الرياء المشؤوم، والنفاق المذموم.


    علِّموهم أنَّ من يتخطى رقاب الناس ليصل إلى الصفوف الأولى في الصلاة وسيارته خارج المسجد تعيق المارة، وتسد الطريق أن ذنبه أعظم من أجره!


    علِّموهم أن تتَّسع صدورهم لخلق الله، وأن يجعلوا التسامح خلقا، واللطف ديدنا، والرفق منهجا؛ فصاحب الخلق قد رفع بخلقه إلى منازل عليا "إنَّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار".


    علِّموهم أنهم ليسوا في مقام الحُكم على الناس من مظاهرهم، أو تأويل أقوالهم؛ فـ"رُبَّ أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره"، وأنَّ الحُكم على الناس يفتح باب الاستعلاء، والتفضيل، وهو ما يقود إلى البطر والغرور!


    علِّموهم أن يروا في الحياة إشراقة التفاؤل، لا قتامة التشاؤم، وأنْ يروا في الناس يسر الجانب، لا بؤس المآل. علِّموهم أنه ليس صحيحاً أن الدنيا -كما يقال- جنة الكافر وسجن المؤمن؛ فالله أكرم وأعظم من أن يخلقنا ليودعنا سجناً، ومع ذلك يوصينا بالتمتع بالطيبات من الرزق: "قلْ منْ حرم زينة الله التي أخْرج لعباده والطيبات من الرزْق قلْ هي للذين آمنوا في الْحياة الدنْيا خالصةً يوْم الْقيامة"(الأعراف:32).


    علِّموهم أنَّ للجنة ألفَ بابٍ وليس باباً واحداً؛ فكلُّ عملٍ صالحٍ هو بابٌ من أبوابها، والحياة ملأى بأبواب الجنة، وأنَّ للخير ضروباً وأصنافاً أعظمها ما نفع العباد، وأسهم في تقدم البلاد.


    علِّموهم مبدأ العدل حتى مع الأعداء "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"(المائدة:8). فلا "يجوروا" في الحكم، ولا "يفجروا" في الخصومة، ولا "يثخنوا" في العداوة!


    علِّموهم الحياةَ في سبيل الله قبل الموت في سبيله؛ فليس الموت في سبيله بأعظم أجراً من الحياة في سبيله. علِّموهم كيف يسعدوا ويسعدوا في دنياهم لا أن يشقوا ويشقوا غيرهم فيها. يقول الشيخ مُحمَّد الغزالي رحمه الله:"أريد أن أفهم أبناء جماعة المسلمين أن الحياة في سبيل الله كالموت في سبيل الله".


    علِّموهم كلَّ ذلك وأكثر من لطائف ديننا، ورحمات ربنا.. ينشأوا على محبة الله، وقد طهُرت أنفسهم وزكت، فعطرت الدنيا بشذاها، وأضاء على الخلق سناها، فكانت خير من يمثل دينها، وينهض بأمتها...
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

  2. #2

    رد: من فضلكم علموهم..

    كم من أم وضعت هدفها الأسمى لأطفالها أن يحفظوا القرآن "كرجة مي"
    أدعونا الآن لنجمل الهدف أو نجدده أو ربما إن بحثنا تاريخيا نجد أننا جعلناه أكثر تخلفا .. ليكن هدفنا مختلفا قليلا
    أن يعيش طفلي القرآن .. أن يحب القرآن .. أن يطلب سماعه
    ماذا يحتوي القرآن لأطفالنا ؟ سأتناول كل جزئية بالتفصيل لنرى معا الفرق في الهدف والتطبيق ..
    أولا : الذخيرة اللغوية وهي أروع وأهم ما يحتاجه الطفل من حفظه القرآن .. اللغة والمفردات والمصلحات والعبارات اللفظية في القرآن تختلف في معظمها عن لغتنا المحكية .. وكما نهتم في مرحلة مبكرة بتعليم الطفل عدداً أكبر من اللغات سنهتم بنفس الطريقة بلغة القرآن .. وكما تعلمون فالطفولة المبكرة أي قبل 6سنوات الأنسب لإكساب الطفل مهارات الكلام والنطق وقواعد اللغات .. وكما ندخل مفردات من كل اللغات التي نحفظها أثناء حديثنا مع الطفل بقصد تعزيزها سنكسبه لغة القرآن .. فعندما تأمر الطفل بعدم رمي ألعابه باستخدامك عبارة 'لا تزتن ' أو بالتركية 'atma' يمكنك استخدام 'لا ترميهم ' وتكون بذلك قد اكسبته مفردة من مفردات القرآن 'ترميهم بحجارة من سجيل' يمكنك أيضا عند تعريفك له بالأحصنة واسمها بلغات عدة يمكنك أيضا إضافة إسم العاديات والخيل كما سميت في مواضع من القرآن .. يجب مراجعة التفاسير ولا حجة لك لكثرتها اليوم ومعرفة معاني المفردات ودلالاتها واستخداماتها قبل أن تبدأ بعرض السورة على الطفل حتى إذا سمعها وجدها مألوفة الكلمات سهلة محببة
    يلزم استخدامها عدة مرات وفي مواضع مختلفة حتى تترسخ في ذهن الطفل ويضمها إلى قاموسه .. كما ستجد طفلك يقلد أفعالا ذكرت بالقرآن 'بدي اركض ضبحا متل الحصان .. بدي اعمل قدحا كمان وطالع من الرمل نقعا ' يقولها بمرح ويحسن التقليد أكثر مما نتصور مهما كان صغيرا ..
    وبرأيي أن مفردات كجهنم والقبر والموت والجن والشيطان لا داعي لشرحها والتفصيل فيها خصوصا قبل 6سنوات لأن الطفل هنا لا يدرك معنى الموت بعد ولا يفهمه ولا يفرق بعد بين الحقيقة والخيال وليس مضطرا لذلك أصلا فالمعارف التي يحتاجها في هذا العمر كثيرة جدا وأكثر أهمية
    ثانيا: الكائنات والشخصيات كالفيل والنمل وموسى والشمس والليل والتين والزيتون وغيرها .. يمكن للأم بسهولة معرفة أحبها للطفل وتمييز اتجاه دافعيته لتعلم إحداها فتبدأ بعرض تفاصيل عن الكائن وميزاته وأسمائه إن تنوعت بالإضافة إلى مده بالذخيرة اللغوية المتوفرة في السورة التي تخصه حتى يعيش جو السورة قبل سماعها أو معه ثم إلى الخطوة التالية
    ثالثا: القصة فإن احتوت السورة قصة روتها بما يتناسب مع عمر الطفل وإدراكه بأبسط ما يمكن ومع زيادة عمره نزيد التفاصيل في كل مرة ومع زيادة فهمه نرفع قدر الدلالات
    رابعا: مخارج الحروف والتجويد والترتيل .. وهنا نحمد الله ألف مرة على الكم الهائل من الإمكانيات المتوفرة التي لا تسمح بالخطأ .. و أؤكد على على أن الانطباع الأول يدووم لذلك لا تسمع طفلك سورة للمرات الأولى بقراءة خاطئة ولا حتى عادية .. دعه يسمعها بصوت عدد من القراء المتنوعين وبصوت طفل يررد خلف قارئ أقرأها أنت في كل مرة بالشكل الأصح وإن كنت لا تتقن هذا فقل له سأتعلم معك وشاركه القراءة الصحيحة وإن اختلفتم على لفظ راجعوا أحد القراء للتأكد وليعتاد الطفل على البحث والتحري وعدم الاستهتار بالخطأ .. .ستجد الطفل بعد فترة صار يطلب منك بدل الحكاية أوالأغنية سماع السورة التي أحبها وأفضل أنا عدم الإكثار من عرضها للطفل حتى يطلبها حتى لو استمر يومين دون سماعها يمكننا فقط تردادها نحن بيننا وبين أنفسنا لتذكيره بها دون تكريهه و إجباره حتى لا يمل ويزهد فيه
    خامسا: الأحكام على أهميتها وضعتها كآخر جزء لأنني وربما سيعارضني كثير منكم .. أرى أن الطفل مادام غير مكلف بالأحكام فيكفي أن يرى القدوة تطبقها بشكل صحيح ليعلم أهميتها وتكفي الإشارة إليها في السورة بربطها بسلوك يعرفه الطفل وتبسيطها قدر الإمكان .. وكلما زاد في العمر والفهم والتكليف توسعنا أكثر في عرضها فالقرآن مسيرة حياة لا كتاب يحفظ فيسمع فينسى ..
    ومهم جدا وضح خطة لهذا لكن دون استعجال أبدا فالقرآن والطفل لن يطيرا ومن ستتفاخر بابنك أمامه مستعد للانتظار أكثر فلا تستعجله ولا تقارنه بغيره .. فقط دعه يحب القرآن ويعيشه
    #القرآن_رفيقنا
    #بتول_حديفة
    تعددت يابني قومي مصائبنا فأقفلت بالنبا المفتوح إقفالا
    كنا نعالج جرحا واحد فغدت جراحنا اليوم ألوانا وأشكالا

المواضيع المتشابهه

  1. مارأيكم دام فضلكم؟
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الافتاءات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-01-2011, 02:35 AM
  2. من فضلكم .. لا نريد لقاحكم!
    بواسطة عبدالغفور الخطيب في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-04-2008, 06:46 AM
  3. دقيقة من فضلكم .. تعالوا يا شباب أبغاكم شوي ما راح أطول
    بواسطة سعود القحطاني في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-20-2007, 03:52 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •