العقيد معمر القذافي..../1/أختلف الناس في أرجاء الأرض في أصل وفصل ونوايا وأهداف معمر القذافي,وحتى في توصيفه ووصفه.يقولون أنه ولد عام 1942 بالقرب من مدينة سرت.و شارك بانقلاب دموي أطاح بالملك الليبي إدريس الأول. ولم يتجاوز عمره آنذاك 27 عاماً.وقذفت به ثورة الفاتح من أيلول عام 1969م إلى كرسي الحكم. وأنه يهيم بأزيائه الصارخة. وبحرسه الشخصي من الفتيات والنساء المدججات بالسلاح الفردي والجماعي. وكذلك بأسلوبه في أحاديثه وتصريحاته وخطاباته.والتي يتقن فيها أدوارها التمثيلية بكافة أشكالها الدرامية والميلودرامية والفكاهية والجدية والهزلية والتهريجية, كي يشد من خلالها حواس المستمعين والمشاهدين.وأن من هوايته رقصة الفلامنكو,والفروسية.وحبه لشرب حليب النوق. وأنه لا يحب السفر على متن الطائرة فوق البحر. في عام 1977 أنشأ ما أسماه بالجماهيرية, أو حكم الشعب. حيث تكون فيها السلطة في أيدي الآلاف من اللجان الشعبية.غير أنه احتفظ بالسلطة المطلقة في يديه.وما فاضت عن يداه, وزعها على أبنائه وبنته وصهره وأقاربه وقبيلته و زوجته. من يحبه ويفاخر بإنجازاته, ويختصر إنجازاته على أنه حول ليبيا من دولة منسية إلى دولة شاغلة للعالم بشعوبه وحكوماته. وهذا ما بات حالياً يردده القذافي في مواجهته في التصدي للثورة الشعبية التي تجتاح بلاده وتطالب بإسقاط نظامه.ومن ينتقده يكدس كماً هائلاً عن فضائحه وانحرافاته وضلالاته, ويفيض كثيراً عن مقاصده وحاجاته. وآخر يعتبر أن مآثره تتلخص بأنه حول ليبيا إلى قبيلة واحدة, ترزح تحت زعامته,وبذلك يكون قد حول العشائر والقبائل الموجودة فيها سابقاً إلى بطون لقبيلته. بحيث حَوًل زعماء العشائر والقبائل الليبية إلى مجرد عسكر يأتمرون بأوامره وينفذون تعليماته وتوجيهاته. وهذا ما يتوعد به القذافي المنتفضين على نظامه.حين أعلن بأنه سيسلح القبائل,وسيقودها للقضاء على المتمردين على نظامه. وآخر يقول أنه لا يجد فيه سوى تصريحاته الجوفاء, ومواقفه الكرتونية والكلامية والهلامية والمطاطية,وخطاباته الهيمانونية المزعجة. وفضائحه المدوية وجرائمه وتصرفاته الإرهابية ونهبه لأموال بلاده. وآخر يتعجب من وجود 3 قواعد جوية كبرى في ليبيا عندما قام القذافي بثورته. واحدة بريطانية,والثانية إيطالية,والثالثة أمريكية كبرى ومجهزة ضد القنابل النووية.وهذه القواعد لم تحرك ساكناً على ثورة القذافي.و القذافي هو من أغلقها.رغم أن الملك السنوسي هو من أعطى الأذن ببناء هذه القواعد الجوية. وتتناقل الفضائيات اليوم أخبار عن وجود مخازن لأسلحة أميركية في ليبيا ,وعن أسلحة هربتها مخابراتها من تونس إلى ليبيا.وآخر يعتبر أن كل ما حققه من إنجازات,جرفها سيل تصرفاته وألفاظ خطاباته ودماء من قتلهم في تصديه لانتفاضة الشعب الليبي.وصفه الرئيس رونالد ريغان بكلب الشرق الأوسط المجنون.وبحث جورج شولتز في اجتماع رسمي في إمكان حقنه بفيروس الايدز للتخلص منه.وزاره وزير الخارجية السابق كولن باول مراراً وتكراراً .وأتفق معه على ضرورة أن تسلم ليبيا بكل مفردات وخطوات ومخزونات مشروعها النووي,وأسماء من شاركوا فيه, وكافة الجهات التي ساهمت فيه.وأن يسلم الولايات المتحدة الأميركية كل ما بحوزتها من وثائق تهمها في حربها على الإرهاب. ووعده باول بأنه سيعتمد حليفاً موثوقاً لبلاده إذا أقر بمسؤوليته عن حادثة لوكربي كي يغلق ويطوى هذا الملف إلى الأبد. أما إذا كان سخياً بدفع مليارات الدولارات لأسر الضحايا,فأنه سيساهم مساهمة كبيرة في دعم إدارة الرئيس جورج بوش في محاولاتها لشطب أسمه وأسم بلاده من لائحة القوى والبلدان والزعماء الذين يدعمون القوى والمنظمات والفصائل الإرهابية. وكذلك في دعم جهودها في إطفاء جذوة غضب و سخط الشعب الأميركي على معمر القذافي. وبررت كونداليزا رايس وزير الخارجية الأميركية السابقة, زيارتها وهي على متن الطائرة التي تقلها للقاء القذافي قولها للصحافيين:أنه لا أعداء دائمين للولايات المتحدة الأمريكية. ويقول البعض أن القذافي كان وما يزال ممثلاً بارعاً.وأنه لو أستغل موهبة التمثيل لديه في التمثيل لكان النجم العالمي بدون منازع. وخاصة حين تظاهر أمام الجماهير بحزنه وجزعه على وفاة الرئيس جمال عبد الناصر, وأندفع هائماً على وجهه في شوارع القاهرة مفجوعاً مصدوماً بوفاته. وحتى أن البعض أعتبر تصرفه هذا إنما كان قصده منه خطف جماهير عبد الناصر, وكسبها إلى جانبه وصفه.كي يبايعونه ليكون خليفته في أرض العرب.وأنه تظاهر بتبنيه أرث الرئيس جمال عبد الناصر. والدعوة الناصرية إلى أقامة دولة الوحدة العربية مع مصر.ولكنه لم يبذل أي جهد يذكر في أي منهما.وحتى أنه لم يعد يذكر أسم الرئيس جمال عبد الناصر على لسانه.وأن القذافي تظاهر بالإحباط من نظام حكم السادات. و تَزعم مسيرة شعبية كي تقتحم حدود ليبيا إلى مصر بغرض إقامة دولة الوحدة معها. فأتخذ الرئيس السادات منها مبرراً لإشعال فتيل حرب مصرية ليبية. زهقت أرواح الكثير من البشر.ومن بعدها أتجه لتطوير علاقته مع الرئيس السوداني جعفر النميري التي خبت بسبب مواقفه من نظام السادات.رغم أنه كان يعتبر جعفر النميري ناكراً للجميل الذي أسداه له حين أعتقله الانقلابين. فلولا مساعدته العسكرية والجوية ,وإرغامه الطائرة التي تقل هاشم العطا إلى الخرطوم بالهبوط في ليبيا .واعتقاله وتسليمه مخفوراً لجعفر النميري كي يعدمه. لبقي النميري يرزح في السجن لعقود طويلة. ولكنه عاد لغزل أستمر عدة سنوات مع النميري,ولكنه لم يجدي ولم يفلح في توطيد علاقاته بالنميري,فانتهى الغزل إلى الفراق و الطلاق. ولكنه كان حريصاً على أن لا يرتكب أي خطأ مع أي سوريا والعراق,وحافظ على أن يكون على مسافة واحدة منهما. أدعى بأنه عكف على القراءة والمطالعة والتبحر بعلوم الفكر والتاريخ والثقافة والجغرافيا. وبعد فترة أطل بثقافة جديدة. وصبها في كتاب عنوانه الكتاب الأخضر. وأنه عبارة عن نظرية كونية ثالثة. اعتبرها بديلاً عن الرأسمالية والماركسية معاً. وبعد فترة وجيزة, تبين أن من كتب الكتاب الأخضر إنما هو شخص آخر. وحينها قال مؤلف الكتاب الأخضر لمن راح يستفهم منه عن الحقيقة ويسأله.فيجيبه: لا تتعجب لأنني كتبت هذا الكتاب,والذي بالكاد قرأته,لكن أتدري مقدار المبلغ الذي تلقيت مقابله من معمر القذافي؟. دعا القذافي إلى اعتماد الجماهيرية على صعيد العالم.وكان كثير الشكوى والتذمر من أن مشاريعه الوحدوية في السبعينات والثمانيات من القرن الماضي لم تنجح .بسبب أن النظام العربي قد أصبح شديد القطرية أولاً.وأن العرب في انحطاط ثانياً.وأن العرب لا وجود لهم على أرض الواقع ثالثاً.وأن الثورة العربية بكاملها قد أجهضت, ومنيت بهزيمة تاريخية شديدة الخطورة رابعاً.وأن الواقع العربي في حالة احتضار,وفي وضع مأساوي وبالغ الخطورة ليس بعده إلا الموت, وفناء الأمة العربية خامساً. ولهذه الأسباب وجد أنه لم يعد أمامه من سبيل سوى في أن يشدد على دور ومكانة ليبيا .معتبراً أن صوتها مازال هو المسموع في العالم العربي والعالم.لأن ما يحدث فيها يعكس حلم الجماهير العربية.وليس من المستغرب بنظره أن تتألف لجان ثورية سرية,تعمل وتنشط في أرجاء الوطن العربي.مؤكداً على أن مستقبل الأمة العربية هو في أيدي ثورة الفاتح الليبية,التي يزداد تأثيرها يوماً بعد يوم.لأن ليبيا بفضله باتت تملك كل الوسائل التي تجعلها قادرة على صنع المستقبل.مشدداً على أن من يسعى لإقامة علاقات مع العالم العربي يجب عليه أن يأخذ بعين الاعتبار ليبيا.وأن يتعامل مع الثورة الليبية التي يزداد تأثيرها يوماً بعد يوم.لأن الثورة الليبية هي ثورة المستقبل لأنها من صنع الجماهير.وأن من يحارب ليبيا يحارب في الواقع الديمقراطية والحرية وسعادة الناس.ويعتبر البعض أن هدف القذافي من كلامه هذا هو دفع الأمة العربية إلى اليأس والإحباط. وطمس دور سوريا,ودور قوى الصمود والتصدي والممانعة, وقوى المقاومة الوطنية التي كانت ومازالت هي الأمل,وهي من ألحقت بكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وقوى الاستعمار الهزائم المرة. وهي من أجهضت المشاريع المشبوهة ومشروع الشرق الأوسط الجديد. يرد القذافي على من يقولون أن هاجسه إنما هو إقامة الجماهيرية أو دولة الجماهير.قائلا لهم: لو أن الظروف سمحت لجمال عبد الناصر لكان قد فعل في مصر ما يفعله هو في ليبيا.فالجماهير بنظره لا تستطيع الوصول إلى السلطة إلا عن طريق المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية. فالثورة لا تحتاج إلى مال وسلاح.حيث لم يكن لديه أي منهما حين قام بالثورة.لذلك فالذين يطلبون من ليبيا السلاح والمال للثورة لا يريدون القتال,فالقتال لا يحتاج إلى مال وسلاح. ويتهمه البعض بأنه يناقض كلامه في قتاله لشعبه اليوم بكل ما لديه من مال وسلاح, وأنه جند لقتالهم بلطجية ومرتزقة شحنها من خارج بلاده.وراح يدفع لكل منهم 2000دولار كأجر يومي.أعتبر القذافي نفسه معارض على المستوى العالمي. وأنه زعيم المعارضة العربية, وزعيم المعارضة على المستوى العالمي أيضاً. ويعتبر أن المعارضة في ليبيا موجودة في المؤتمرات الشعبية.حيث يحق لأي فرد, أن يدلي في هذه المؤتمرات برأي معارض,ويدافع عنه.وإذا لم يقتنع برأيه مؤتمر الشعب ,فإن رأي هذا المعارض يبقى شخصياً.ولكن إذا أراد أحد أن يقضي على سلطة الشعب,فإن الشعب سيقف ضده.ويصبح حينها عدواً للشعب الليبي,ويعامل على هذا الأساس.فلا معنى للمعارضة بنظر القذافي,إلا إذا كانت هناك فئة من المواطنين في الحكم.وفئة أخرى خارج الحكم,وتسعى الوصول إلى الحكم.ولكن حين يكون الجميع في السلطة كما هو الحال في ليبيا, فكيف يمكن أن يكون هناك معارضة,أو من يعارض؟. وهنا يرى البعض أن القذافي هو من همش وأبعد من سلطته الملايين من الليبيين الذي ينتفضون عليه ,ويطالبون بإسقاطه وإسقاط نظامه.يفاخر القذافي بوقوفه إلى جانب المعارضة الثورية ,وإلى جانب رجال الشارع,والمضطهدين والمستغلين في أي مكان من العالم,والذين لا سلطة لهم ولا ثروة ولا سلاح. ويفاخر بدعمه لحركات التحرير في العالم.لكن السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام بنظره,تظهر أن عمله هذا إنما هو دعم للإرهاب,وعمل إرهابي. ولكن هناك اليوم من يتهمه بأنه هو من أغتال موسى الصدر ورفاقه, وكذلك اغتياله الصحفي اللبناني سليم اللوزي .يقول القذافي: بأنه لم يطالب باغتيال السادات بعد توقيعه على معاهدة كامب ديفيد.وإنما أعتبر انه يكفي أن ينزل الشعب المصري إلى الشارع ,وينام في الشوارع.وحينها سيجبر أنور السادات إلى إلغاء معاهدة كامب ديفيد.فالمظاهرات في مصر كفيلة بإسقاط أنور السادات والمعاهدة معاً.ولكنه ينتقد أسلوب المظاهرات في مصر.حيث يهرب المتظاهرون وتنتهي المظاهرة فور حضور رجال الشرطة المسلحون إلى مكان المظاهرة.وهذا خطأ.ويجب أن لا تتوقف المظاهرة حتى ولو ضرب رجال الشرطة المتظاهرين ونكلوا بهم.وعلى المتظاهرين أن يردوا على رجال الشرطة وأن يضربوهم.وقد يقولون أنهم سوف يلقون بالمتظاهرين في السجن. ولكن هل يستطيع السادات وضع مليون شخص في السجن ؟ ويجيب بنفسه على تساؤله:أن السادات لا يستطيع. فالحكومة المصرية لا تستطيع زج ربع مليون شخص في السجن.لأنه لا سجون لديها لتتسع هذا العدد. واليوم يتهمه معارضيه بأنه لم يتقيد اليوم مع شعبه بنصيحته التي أسداها للشعب المصري, ويحرمها على شعبه. وأنه نسخة طبق الأصل عن الرئيس محمد حسني مبارك حين نصح صدام حسين بالتنحي عن الحكم والرحيل عن العراق. بينما أصر على عدم التنحي والرحيل,معتبراً أن الذي عليه أن يرحل إنما هو الشعب المصري برمته.يعترف القذافي بأن ما قدمته ليبيا لإفريقيا يتجاوز بكثير ما قدمته فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لهذه القارة.وربما لهذا السبب بويع ليكون بملك ملوك أفريقيا ورئيس رؤسائها, لما قدمه لإفريقيا من أموال كثيرة. يعتبر القذافي أن الوضع في تشاد يهم ليبيا وأمنها أكثر مما يهم أي دولة أخرى في العالم.وأنه بذل جهوداً كبيرة ومضنية قي سبيل تحقيق الوحدة العربية ولكنه فشل. ولذلك أتجه لتحقيق الوحدة المغاربية. ولكنه في هذا الاتجاه لم ينجح كما كان يريد ويرغب أيضاً.فاستدار نحو أفريقيا, ليعلن أنه أفريقي وبلاده بلد أفريقي.وأن كل همه هو توحيد الدول الأفريقية في دولة واحدة.لأنها هي من ستكون بيضة القبان في العلاقات الدولية.ويفاخر معمر القذافي بأنه هو من دعم استقلال الايرلنديين والكورسكيين والباسك وجماعة موروا في الفيليبين وحركة أبوسياف.حتى أن أخوان شقيقان من قادة أبوسياف أسمائهما هي: القذافي أبورزق,و القذافي جنجلاني. و يعترف القذافي بأنه أغدق الأموال على تنظيمات لبنانية وفلسطينية مختلفة, وأقام علاقة وثيقة مع الرئيس أمين الجميل منذ سبعينات القرن الماضي .ومازالت علاقاته حتى اليوم معه وثيقة و وطيدة.يتهم البعض معمر القذافي بأنه همش جميع رفاقه في ثورة الفاتح من أيلول.حيث لم يبقى منهم سوى ثلاثة: الخويلدي الحميدي من بلدة صرمان ومكلف بملفات سياسية وعسكرية يحددها له القذافي. ومصطفى الخروبي من محافظة الزاوية ويسند إليه القذافي مسائل عسكرية كي يهتم بها.وأبو بكر يونس من خزان,و يحدد له القذافي مسائل عسكرية كي يهتم بها. وأعتزل أربعة من رفاقه وهم:بشير هواري ,و مختار القروي, و محمد نجم,و عوض حمزة. أما عبد السلام جلود وهو من سبها,فقد أعتكف ولم يعد مُنظر للثورة منذ عام 1995م.ويتهم القذافي القاعدة في ما تشهده ليبيا.كما أتهمها من قبل زين العابدين ومبارك.وكأنهم يهيجون الولايات المتحدة الأمريكية كي تسارع لدعمهم.ويبرروا استخدامهم القوة المفرطة في قمعهم للانتفاضة.ويستثيرونها بمعزوفة واحدة.ومفادها:أن سقوطهم,وسقوط أنظمتهم ورحيلهم,سيفتح باب بلادهم على مصراعيه لسيطرة الإسلاميين على الحكم ومقاليد السلطة.وكأن الشعوب العربية بنظرهم لا وجود ولا قيمة لها.وكأنهم على علم ومعرفة ودراية بأن الإدارات الأمريكية أكثر ما تكره,إنما هما الإسلام,والعرب من مسلمين ومسيحيين. ويتهمونها على أنها هي من خانتهم وخذلتهم وغدرت بهم كي تستجدي حب ومحبة جماهير الانتفاضة لها. الأربعاء:2/3/2011م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم البريد الإلكتروني: burhanb45@yahoo.combkburhan@maktoob.combkriem@gmail.com
العقيد معمر القذافي..../2/
الولايات المتحدة الأمريكية بنظر وقناعة العقيد معمر القذافي عبر عنها بهذه المقولة:الولايات المتحدة الأمريكية هي دولة الإرهاب.لأنها تفعل كل شيء لزرع الخوف عند الشعوب.إلا أن للشعب الأمريكي مصلحة في إقامة أفضل العلاقات مع الشعب العربي.لكن هذه ليست من مصلحة الصهيونية,التي تبذل جهودها لإثارة عداء الأمريكيين ضد العرب.وما الدور الدنيء الذي تقوم به الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط, إلا نتيجة السيطرة الصهيونية على بلادها.فالصهيونية تستخدم الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق أغراضها في الشرق الأوسط.لكن الولايات المتحدة الأميركية قد
تستيقظ ذات يوم وتثور, لتنقذ نفسها قبل أن تنهار.
وصاغ القذافي خطة تفصيلية لدحر الصهيونية واقتلاعها,وتحرير الشعوب. ودفع المد الشعبي في أمريكا بعد موت تشي غيفارا. وتتلخص خطته باعتبار الصهيونية هي العدو المشترك للبشرية. ويجب القضاء عليها لإنقاذ العالم من شرورها.ومن هذا المنطلق فإن العرب والأميركيون واليهود معنيون قبل سواهم بهذا الأمر.لأنهم ضحايا الصهيونية,وهم الذين يموتون ويخسرون كل يوم,لكي تستمر إسرائيل .لذلك فهو يتوقع أن يتحالف يوماً ما, كل من العرب والأمريكيون واليهود معاً ضد الصهيونية. فالصهيونية عدو اليهود كما هي عدو العرب المميت.والصهيونية تدفع باليهود ليحاربوا الدول
العربية ضد إرادتهم.واليهود لا يعرفون لماذا يحاربون العرب.والصهيونية هي التي تدفع اليهود لخوض حروب ليست حروبهم.فتدمير الدولة اليهودية وآلتها العسكرية في فلسطين, والتي هي إسرائيل هو من سيحرر اليهود من الكابوس الذين يعيشونه.
يعتبر القذافي أن إسرائيل تجرأت وقصفت المفاعل النووي العراقي.ومن حق الدول العربية قصف المفاعل النووي في ديمونا.لأنه يهدد أمن الأمة العربية ,ويجب تدميره من منطلق الدفاع عن النفس.وكان يقول في بعض خطاباته: قلنا لهم أعطونا دولة مجاورة لإسرائيل نعيد لكم فلسطين .إننا نستطيع استعادة فلسطين خلال 24ساعة.يقولون لنا أن الحرب مع إسرائيل ستكون طويلة ,وقد تستغرق من 30 _ 80 سنة.ولكن ما هي إسرائيل؟أنها عبارة عن 10 مدن نستطيع السيطرة عليها خلال 24 ساعة بالطائرات والصواريخ.
ولكنه من بعد الضربة الجوية الأمريكية, التي أعتدت بها الولايات المتحدة الأمريكية على بلاده وعلى مقر إقامته.والحصار الذي فرضته مع حلفائها الغربيين على بلاده.أستخلص دروساً وعبر. لخصها بمواقفه التالية:
• أخذ القذافي مسافة من العالم العربي ,متهماً إياه بالجحود ونكران الجميل.
• نسج القذافي خيوط علاقات جديدة مع أنظمة عربية وإسلامية كالأردن والسعودية ودول الخليج العربي, وعزز ارتباطه معها بعلاقات ودية.
• تحول القذافي بكل شعاراته الوحدوية إلى القارة السمراء.معتبراً أن أفريقيا هي مكانه الطبيعي.ومشيراً إلى عرب أفريقيا بأنهم أفارقة,وأن العرب الذين يعيشون في آسيا بأنهم آسيويون.
• وأن الدول التقليدية بنظره تحتضر وسوف تموت.وأن إفريقيا لم تعرف الدولة,بل عرفت الإمبراطوريات والممالك والإقطاعيات والسلطنات.مثل البانتو والهرسا .لذلك سيكون لها دور باهر في المستقبل.
• قطع القذافي علاقاته مع حركات التحرر الوطني والحركات الثورية في العالم.حيث يقول: أنني قاتلت في مرحلة ما إلى جانب حركات التحرر الوطني في أنغولا,وزيمبابوي وجنوب إفريقيا وناميبيا وبيساو والرأس الأخضر وفلسطين .وأنه حان الوقت الآن لإلقاء السلاح,والعمل من أجل السلام والتنمية وأن هذا هو دوري الآن.لأنها مرحلة جديدة هي مرحلة التنمية والتضامن.أي أنه تحول من دبلوماسية البنادق إلى دبلوماسية الحقائب التي تحتوي بداخلها على معونات وهبات للحكومات والدول.
• طرح القذافي على الساحة الأفريقية لشعارات الوحدة.وحلت دبلوماسيته في أفريقيا محل دبلوماسية الجزائر في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.كأداة لسياسة الوئام وتخفيف المجاعات ,ووقف المجازر والمذابح,وإطفاء نيران الحروب.وشريكه في ذلك نيلسون مانديلا.ولذلك بات يقول:أن الجيوش وقوات الأمن أنحصر دورها في القيام بالانقلابات ,أو لمحاربة بعضنا بعضاً.
• وجد القذافي: أنه بحاجة إلى السلام والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.وأشاد بجهود الرئيس الأميركي بيل كلينتون لتهدئة الأوضاع في العالم.لأن العالم بنظره قد تغير ولا بد من أخذ ذلك بعين الاعتبار.فالرئيس الأمريكي كلينتون اليوم يتحدث الآن عن الشعب الفلسطيني وليس عن اللاجئين.والولايات المتحدة الأمريكية تستقبل ياسر عرفات ,وتمد له البساط الأحمر,بعد أن كان يعتبر بنظرها إرهابياً.وإسرائيل وأمريكا تبحثان الآن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة,وهذا أمر رائع.
• طرح القذافي حلاً للصراع العربي الفلسطيني بإقامة دولة إسراطين تضم اليهود والفلسطينيين.
• طالب القذافي في إحدى مؤتمرات القمة العربية بضم إسرائيل إلى الجامعة العربية.ولم يوضح سبب طلبه هذا. أكان بقصد السخرية,أو هو قناعة جديدة قد تولدت لديه بعد ما تغيير!!!!
هذه المواقف بررها القذافي بخطابه الذي ألقاه في حفل إضاءة الشمعة 31 لثورة الفاتح من أيلول.حين قال: يتساءل العالم لماذا تغيير القذافي؟ولماذا يتكلم لغة جديدة غير معهودة؟ وهل انتهت الثورة؟ وهل الأمر الواقع فرض نفسه؟ وماذا نفعل بالبندقية الآن؟ إلا أن معارضوه يتهمونه بتهم كثيرة نشروها في مواقع كثيرة على الإنترنيت. وهذه التهم طالت أصله وتصرفاته وأفعاله وسياساته ونظامه. وهذه بعض منها:
• هدمه لضريح المجاهد عمر المختار بعد منتصف ليلة 15 تموز 2000م في الساعة الثانية صباحاً في مدينة بنغازي. ونقله الضريح إلى مدينة نائية يقال لها سلوق. لأنه يثير في الليبيين حينما يمرون بقربه كل معاني الإيمان والفخار والعزة والجهاد والذكريات الخالدة.
• وأنه هو من أمر بتفجير طائرة ليبية فوق بنغازي في 22/12/1992م وقتل فيها 157 ليبياً. ووجه التهمة للغرب لمقايضة ضحايا طائرة لوكيربي بضحايا هذه الطائرة المنكوبة.
• وأنه متهم بالتآمر بحقن 400 طفل في مدينة بنغازي بفيروس الإيدز القاتل عام 1997م.ولكن هذا التهمة ثبتت على ممرضات أجانب,والقضاء الليبي هو من فصل بهذه القضية,ولا علاقة للقذافي بها.
• وأنه قام بهدم النادي الأهلي الذي هو امتداد لجمعية عمر المختار.
• وأنه استبدل القرآن الكريم بالكتاب الأخضر. وطعن في الدين وشكك فيه واستهزأ بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم حتى قال عن كتابه الأخضر (هو إنجيل العصر الحديث). وهذا يحتاج لدليل.
• وأنه يقول عن الشريعة الإسلامية أنها قانون وضعي كقانون نابليون وكالقانون اليوناني.وأنه حذف كل (قل) من سور القرآن لأنه لا حاجة لها. فهي موجهة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأنه قال أن محمد صلى الله عليه وسلم إنما هو ساعي بريد فقط.وأنه سب الأنبياء عليهم السلام وقال عن نبي الله يعقوب عليه السلام ( إنه وعائلته من أحط العائلات وأشدها كفرا ونفاقا). وأنه أنكر عموم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للجن والإنس. وقال هي محصورة في العرب فقط. وأنه أنكر السنة النبوية وجعل التمسك بها طريقاً وباباً للشرك وعبادة الأوثان والأصنام.وأنه كان يقول أن
الكعبة هي أخر صنم لازال باقيا من الأصنام.وأنه يرى أن مسجد الرسول بالمدينة ليس له أي قدسية وأنه كالفاتيكان أو قم بالنسبة للشيعة. وأنه قال بأن لجانه الثورية المخابراتية هي أنبياء هذا العصر.
• وأنه هو من استحل دماء الناس من أبناء شعبه وأبناء غير المسلمين بتفجير الطائرة الأميركية فوق لوكيربي.وتفجير الطائرة الفرنسية فوق النيجر. ثم يعترف ويعتذر. ويدفع أموال الشعب الليبي كتعويض عن غلطته إرضاء للغرب. أما أبناء بلده الذين صلاهم بالحديد والنار وشرَد منهم زهاء 70.000 ألف بين قتيل وسجين وطريد عام 1985م وحدها فليس لهم إلا الشكوى إلى الله.
• وأن ما أنفقه على شهواته وملذاته منذ اعتلاله السلطة عام 1969م إلى تاريخه بلغ 20 مليار دولار.
• وأنه زج بالشباب الليبي في الحروب الخاسرة دونما فائدة في تشاد و أوغندا ولبنان وغيرها
• وأن من أقواله المشهورة,ما ذكره في السجل القومي الليبي 665/11 قوله: أنا لا أتكلم كليبي طز في ليبيا وفي كل البلاد العربية.و في النهاية تمنيت لو أني لم أكن عربياً.يا ليت أصلي غير عربي كردي أو أسباني.وانه هو من قال:أنا لست ضد اليهود ولا ضد بني إسرائيل, بل على العكس فإن بني إسرائيل وبني يعقوب هم ساميون وأبناء عمومة العرب.
• وأنه قتل 600 سجين أضربوا في سجن أبو سالم في طرابلس فأمر بإعدامهم رمياً بالرصاص.
• وأن منظمة العفو الدولية في وثيقتها رقم MDE19/004/2002 تقول أن عشرات المهنيين والطلاب مهددون بمحاكمة جائرة,واحتمال صدور أحكام بالإعدام عليهم.
• وأنه يتخذ من السابع من ابريل موعداً سنويا لتنفيذ أحكام الإعدام.لأنه يوافق عيد الفطر التلمودي.
• وأنه أمر بهدم ضريح سيدي حمودة, وهو أحد المجاهدين الذين حرضوا أهالي طرابلس على اليهود. فقتله اليهود ثم هدم القذافي ضريحه عام 1980م,وجعله موقفاً للسيارات بميدان الشهداء بطرابلس.وأنه يدعم حركة أبناء الرب التي يتزعمها اليهودي (موشي ديفيد) ويغدق عليها الأموال.
• وأنه تم رصد حالات التخريب والتدمير والتحرش وإثارة النزاعات بين الدولة التي تدخل فيها القذافي فبلغت 130 حالة. وأنه دعم ودرب وساند أكثر من 14 منظمة إرهابية.
• وأنه تبرع بمليون ونصف المليون مارك لنادي ايذارلون, مقابل وضع صورته على ملابسهم .كما ذكرت جريدة الأهرام 6 في عددها الصادر بتاريخ 6/12/1987م.
• وأنه ساهم بدور فعال بوقف الهجرة الغير شرعية للأفارقة وعرب شمال أفريقيا إلى دول أوروبا.
أما القذافي فيعتبر أن الانتفاضة التي تشهدها بلاده ليست سوى مؤامرة خطط لها من خارج ليبيا وشاركت فيها الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول أوروبا وتنظيم القاعدة.وأنهم هم من جندوا وسلحوا المرتزقة والمجرمون ومدمنو المخدرات وحبوب الهلوسة.وهؤلاء قاموا بمهاجمة مخافر الأمن والشرطة والمعسكرات ودوائر الدولة, وأشعلوا فيها النيران بعد أن قتلوا حراسه, وعرضوا أمن ليبيا وشعبها للخطر. ووصف المتظاهرين بالجرذان وأنهم مدمنو حبوب هلوسة ومخدرات, وأنهم عملاء للولايات المتحدة الأمريكية وأبن لادن و الزرقاوي.كما أنه اتهم أجهزة عربية شقيقة
بالتغرير بالشعب الليبي وخيانته,وتقديمها صورة سيئة له,ووصفها بأجهزة الخيانة والعمالة والرجعية والجبن.و أنه لو كان رئيساً لقدم استقالته.وأنه ليس بابن علي أو مبارك. والسلطة ليست بيده وإنما بيد الشعب. وأنه لا يمانع بوضع دستور للبلاد. و إلغاء الجان الشعبية, وإعادة توزيع الثروة على الشعب.
والحرب مازالت دائرة على أشدها بين القذافي ونظامه وبين قوى الانتفاضة. وكل طرف يتهم الآخر بأنه هو من يرتكب الأعمال الإجرامية والإرهابية والتخريبية و التدميرية. وقد دخل على خط الصراع الدائر بين القذافي والمنتفضون عليه أطراف أخرى.كهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية,والإدارة الأمريكية وحكومات أوروبية أخرى وحتى حلف الناتو والأساطيل الأميركية.كما أن الإعلام نشطٌ على كلا الجبهتين, ويزيد النار ضراوة واشتعالاً.حيث تنقل كل واسطة إعلامية أخبار تصب في صالح الطرف الذي تصطف معه وتسانده وتتفق ووجهة نظره وموقفه.
ويتهم القذافي من كل من أمين عام الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وبعض حكومات الدول الأوروبية القذافي بأنه أستخدم القوة المفرطة ضد الشعب الليبي. وأنه أرتكب جرائم حرب بقصفه قوى الانتفاضة وبعض المدن الليبية بالطائرات والمدفعية.وأنه هدد المتظاهرين برد شبيه لقصف الجيش الروسي للبرلمان مطلع التسعينات من القرن الماضي.أو سحقهم بنفس الأسلوب الذي سحقت فيه الحكومة الصينية حركة تيان ان مين في بكين في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. والرئيس الأمريكي باراك أوباما يطالبه بالرحيل بينما هناك أصوات في الإدارة الأميركية لا تتفق
وموقف الرئيس أوباما.أو هم متفقون جميعاً على إطالة فترة الصراع وتحويله إلى حرب أهلية أو فتنة طائفية ومذهبية أو عربية أفريقية. وتصرف البنتاغون الذي حرك بعض قطعه البحرية إلى الشاطئ الليبي يؤكد ذلك.فالولايات المتحدة الأمريكية التي كانت هي من دفعت بمجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار بتشديد الحصار على ليبيا, وإحالة الموضوع إلى محكمة جرائم الحرب الدولية, وتجميد أموال القذافي وأسرته ورموز نظامه في المصارف الأجنبية. والمستغرب أنها لم تتطلب من مجلس الأمن الدولي حرية التدخل والتصرف. وهذا ما يتذرع فيه وزير الدفاع الأمريكي بأن القوات
الأمريكية التي تحشدت أمام الشاطئ الليبي لا تملك التفويض بالتدخل العسكري في ليبيا. وربما أن سبب عدم طلبها هذا التفويض بالتدخل في الشأن الليبي إنما يعود لهذه الأسباب التالية:
1. أن نزول القوات الأمريكية في المناطق التي هي تحت سيطرة قوى الانتفاضة سيواجه بالرفض من هذه القوى.لأنه سيسيء لهذه القوى,وستتهم على أنها متواطئة مع الخارج لإسقاط نظام بلادها.وهذا سوف يفقدها الدعم والتأييد الليبي والعربي والإسلامي والدولي. وحينها سيتهمون بالعمالة للخارج.
2. أن احتلال ليبيا من قبل القوات الأمريكية, سيجابه برفض عربي وإسلامي ودولي,ورفض روسي وصيني. وستجد القوات الأمريكية نفسها في وضع أشد مرارة من وضعها في أفغانستان والعراق.
3. ومهاجمة القوات الأمريكية للمناطق التي هي تحت سيطرة القذافي سوف ينظر إليه على أنه عدوان أمريكي على ليبيا. وستصطف شعوب العالم مع القذافي في مواجهة هذا العدوان الأمريكي الجديد.
ولهذه الأسباب ربما قد يطول الحدث الليبي,و ربما قد يشهد تطورات ومفاجآت جديدة لم تك بالحسبان.
الأحد: 6/3/2011م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
البريد الإلكتروني: burhanb45@yahoo.com
bkburhan@maktoob.com
bkriem@gmail.com
العقيد معمر القذافي..../3 /
تزوج القذافي من مدرسة في سلك التعليم تدعى فتحية خالد,دون أن يلتقيا قبل الزواج, وتطلقا بعد 6 أشهر. وأنجبت له ابنه محمد. وتزوج بعدها من الممرضة صفية فركاش.وأنجب منها سبعة أبناء. وتبنى الزوجان ابن وابنة هما ميلاد وهناء التي لقيت حتفها أثناء القصف الأمريكي على طرابلس عام 1986م ولم يتجاوز عمرها أربعة أعوام.ويشاع بإشاعات بأنه تزوج من ثالثة هي ممرضته الخاصة.
أبنه محمد منيار القذافي فهو مهندساً. ولا يحمل أي صفة عسكرية، ويرأس اللجنة الأولمبية الليبية التي تملك الآن أكثر من 40% من شركة المشروبات الغازية الليبية. كما يدير مناصب عامة. ويرأس الشركة العامة للبريد ولجنة الاتصالات السلكية واللاسلكية وهي المدار, التي تقوم بخدمة تشغيل الهواتف المحمولة والأقمار الصناعية.يحصر اهتمامه بجمع الثروة.ويقود كتيبة من القوات الخاصة تعسكر في زليطن غرب طرابلس.
أما سيف الإسلام فهو الابن الأكبر من الزواج الثاني للقذافي, عمره 38 عام .وتخرج من جامعة الفاتح بطرابلس عام 1994م باختصاص مهندس معماري. وتابع دراسته في لندن و فيينا, حيث حصل على درجة الدكتوراه بالاقتصاد ,وكذلك على دكتوراه ثانية من الولايات المتحدة الأميركية بالأعمال والعلاقات العامة. يعتنق الفكر الليبرالي,ويؤمن بالتعددية وحقوق الإنسان والعمل الجمعياتي. أنشأ منظمة شبابية موالية له,تدعوا لتكريس مبادئه المتمثلة خاصة في برنامجه الشهير الذي أطلق عليه أسم ليبيا الغد.ولنشر مبادئه أنشأ العديد من المحطات الإعلامية, كقناة الشبابية الفضائية وصحيفتي قورينا في بنغازي وأويا في طرابلس وقناة ليبيا الرياضية وغيرهم من المواقع الالكترونية والإذاعات المحلية.ويترأس مؤسسة جمعية القذافي الخيرية العالمية. علاقاته كانت وطيدة مع الزعيم النمساوي اليميني يورغ هايدر.وأحترف للعمل السياسي.ودعا في خطابات سابقة إلى التحول السياسي من ليبيا الثورة إلى ليبيا الدولة. وينظر إليه الليبيين بحذر بسبب علاقاته المريبة مع بعض الحكومات الغربية والإدارات الأمريكية .وحرصه على كسب رضاهم من خلال أدواره بالتفاوض لإطلاق سراح الرهائن المعتقلين من جانب مسلحين إسلاميين من المغرب إلى الفلبين. ويهيم بالحفلات ومعاشرة النساء.وهو على خلاف مع أشقائه المعتصم وعائشة و هنيبعل و الساعدي. وله علاقة حب مع ممثلة يهودية قد تنتهي بزواجهما.وتعتبره واشنطن ولندن وبعض العواصم الأوروبية الوجه الحديث لليبيا, ورجل التحديث والتطوير. رغم إعلانه في 2008م بعدم رغبته في أن يرث الحكم من أبيه.رغم أنه مغرم بالسلطة.
أما الساعدي القذافي فعمره 36عام .ليست له ميول سياسية, وهو لاعب كرة قدم.أقنع والده برفع الحظر عن كرة القدم وتطويرها. وتدرب على يد مارا دونا مقابل مبالغ كبيرة,وعلى يد كارلوس بيلاردو الذي يعنى بالفريق الليبي. سعى ليكون أفضل لاعب في أفريقيا منذ العام 2001م.وشارك لفترة قصيرة في الدوري الايطالي. و ويرأس حاليا الاتحاد الليبي لكرة القدم,حيث احترف لفترة طويلة كابتن المنتخب.ومساهم كبير في رأس مال ناديه المفضل جوفنتوس الايطالي منذ عام 2003م بمبلغ مليون دولار. وقائد لمنتخب ليبيا. وقائد كتيبة مسلحة. تحول إلى الإنتاج السينمائي، حيث يستثمر 100 مليون دولار في شركة للإنتاج السينمائي.وسيكون أول إنتاج لها,هو نسخة عربية للفيلم الألماني التجربة. وصفته إحدى وثائق ويكيليكس بأنه شخص مشهور بسوء التصرف وله ماض مضطرب. بما في ذلك اشتباكاته مع الشرطة في أوروبا, وبخاصة في إيطاليا. و يتعاطى المخدرات والكحول,ويقيم الحفلات الباذخة والماجنة.ويمتلك العديد من العقارات داخل وخارج ليبيا.وله إسهامات في شركات السيارات والسباقات والراليات على الصعيد العالمي.
أما هنيبعل القذافي فهو أصفر أبناء القذافي وهو أرعن وعدواني في تصرفاته.مما تسبب عنهما إشكالات قانونية وأخلاقية لوالده وبلاده,ويشغل مستشار الشركة الليبية للنقل البحري.التي تحتكر تقريبا نقل الوقود الليبي.اعتقل وزوجته في جنيف بتهمة سوء معاملة خادمته التونسي ومرافقه المغربي حين اعتدى عليهما بالضرب المبرح حين كان برحلة استجمام بسويسرا. مما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين طرابلس وسويسرا.وتقول زوجته الين سكاف اللبنانية الأصل.إنها ارتبطت به في 12/12/2003م في كوبنهاجن. وأقامت في باريس خلال فترة زواجها منه، ثم انتقلت للإقامة في لبنان. ومنه كانت تسافر إلى باريس, وتعود كل فترة، وأقسى ما في حكايتها هو قيامه بضربها حين كانا في فندق بسويسرا منذ 6 سنوات في مقهى Grand Hotel,حيث أغمي عليها، فنقلها إلى المستشفى. وهو يحمل سلاحه، فانقض عليه موظفو المقهى, وجردوه من سلاحه. ثم خرج ونقلها إلى مستشفى قريب,وهناك اعتقلته الشرطة.وكانت وقتها حاملاً, وقبل أيام من وضعها ابنها الوحيد. وهو من كسر إشارة المرور الحمراء في عام 2004م وهو يقود سيارته الفارهة في حي الشانزليزيه بباريس. فلاحقته الشرطة, وأكمل طريقه من دون أن يعيرهم أي اهتمام, إلى أن اعتقلوه.وظهر على شاشات الرادار الخاصة بشرطة المرور الفرنسية.وهو يقود سيارته مخموراً بسرعة 150 كيلومتراً بالساعة، وفي الاتجاه المعاكس بشارع الإليزيه. وأفرجوا عنه بعد ذلك لتمتعه بالحصانة الدبلوماسية. وعلى الرغم من إفراج السلطات السويسرية عنه أيضاً في وقت لاحق بكفالة.إلا إن السلطات الليبية عمدت إلى مقاطعة المنتجات السويسرية وطرد الشركات السويسرية إلى جانب استدعاء الدبلوماسيين الليبيين من برن.ويتهم هنيبعل سويسرا بأنها عالم المافيا. ووصل الأمر بالقذافي ونظامه إلى دعوة الأمتين العربية والإسلامية لإعلان الجهاد ضد سويسرا الكافرة!!!!!!!.
أما المعتصم القذافي, فهو لصيق بوالده ويحمل رتبة عقيد بالجيش الليبي. ويتزعم كتيبة فدائيي القائد التي تتمركز في الجبل الأخضر وقوامها بجدود 10000 مقاتل. فر إلى مصر بعد مزاعم بقيامه بالتخطيط لانقلاب ضد حكم أبيه. إلا أنه صدر عفوٌ عنه في وقت لاحق.وسُمح له بالعودة. يشغل حاليا منصب مستشار الأمن القومي لدى والده. وفي العام 2008 طلب 1.2 مليار دولار لإنشاء وحدة عسكرية أو أمنية, شبيهة بالوحدة التي يقودها شقيقه الأصغر خميس.فقد السيطرة على العديد من مصالحه التجارية الشخصية خلال الفترة بين 2001م و 2005م,حين استغل أخوته سفره إلى عدد من الدول الأوروبية رسولاً للنيات الحسنة بينهم وبين نظام أبيه,لفك الحصار عن ليبيا.ونجح في تجنيب ليبيا بعض الأزمات وخاصة حين التقى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كونداليزا رايس.والتي أعتبرها البعض أنها تهيئة له لوراثة السلطة عن أبيه. فوضعوا شركاتهم الخاصة ليشاركوه بشركاته. وعلاقته بأخيه سيف الإسلام سيئة.وصفه السفير الصربي بأنه شخص غير بارع.
أما خميس معمر القذافي فيحمل رتبة نقيب ركن بالشرطة. وهو قائد اللواء الثاني والثلاثين الذي يتمركز في بنغازي مهد الاحتجاجات، وهو من كان يقمع المتظاهرين في بنغازي. ويقود كتيبة خاصة أيضاً يطلق عليها أسم فدائيي الثورة وتعسكر في الصحراء على مشارف مدينة سبها موطن عشيرة القذاذفة. تلقى تدريبات عسكرية في روسيا.له علاقات وطيدة بكبار الضباط.ويحظى بنوع من الاحترام لدى التيار المحافظ.باعتباره كان الوسيط في إطلاق سراح العديد من السجناء الإسلاميين,والعفو عن جماعة السلفية المقاتلة.
أما سيف العرب القذافي فهو أكثر الأبناء بعداً عن الأضواء. ويقضي أغلب وقته في ألمانيا كونه يدرس بجامعة ميونخ. ونشرت الصحف أن الشرطة الألمانية صادرت سيارته الفيراري بسبب الضجيج الصادر عن العادم.
أما ميلاد القذافي فهو ابن معمر القذافي بالتبني. وتبناه بعد أن توفي أبوه والذي هو أحد إخوة معمر القذافي.يحسب لميلاد إنقاذ حياة القذافي أثناء القصف الأمريكي لمقر إقامته في عام 1986م.
وكذلك أبنا عم القذافي الشقيقان سيد وأحمد قذاف الدم( وأحمد قذاف الدم مولود في مرسى مطروح المصرية عام 1952م وحظي برعاية القذافي منذ صغره.وأمر بتحويله من التعليم المدني الجامعي إلى الأكاديمية العسكرية التي تخرج منها بداية السبعينات من القرن الماضي.وألتحق بسلاح الحرس الجمهوري متجاوزاً أربع رتب عسكرية دفعة واحدة في فترات زمنية لا تذكر).
أما أبنته عائشة القذافي فهي الابنة الوحيدة والمدللة وعمرها 34 عام,وهي محامية .وتحمل رتبة فريق في الجيش الليبي. ولعبت دور الوسيط بين بلادها ومؤسسات الاتحاد الأوروبي. وهناك كتاب عنها على شكل سيرة من 92 صفحة .وألفه قبل عامين الكاتب التونسي المقيم في جنيف، الدكتور سامي الجلولي.ويتضمن 16 فصلا عن حياتها الذاتية بعنوان:عائشة معمر القذافي أميرة السلام.و القذافي سماها بهذا الاسم تيمناً باسم والدته متزوجة منذ 2006م من أحمد القذافي القحصي، وهو أحد أبناء عمومتها, وضابط في القوات المسلحة الليبية. والقحوص فرع من قبيلة القذاذفة المنتمي إليها الزعيم الليبي نفسه. وعائشة محبة للشعر ونظمه، والأقرب إلى قلب والدها. وعرفت بتقليدها لكلوديا شيفر، قبل أن تضع الحجاب فوق رأسها.ترأس مركز النهوض بالمرأة الليبية والجمعية الخيرية المسماة واعتصموا.تربطها علاقات عديدة ومتنوعة بكثير من رجال السياسة والمجتمع في بعض دول العالم.وعينتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة. وقابلت الرئيس العراقي السابق صدام حسين في فترة الحصار المفروض على العراق. وذلك حين استقلت طائرة ليبية إلى بغداد على رأس وفد يضم 69 شخصية.وهناك قالت إن والدها سيكون أول قائد عربي سيزور العاصمة العراقية جواً برغم الحظر المفروض على العراق إلا أن والدها خيب ظنها ولم يزر بغداد.وشكلت فريقاً من المحامين للدفاع عنه بعد اعتقاله والبدء بمحاكمته.وتطوعت للدفاع عنه إلى جانب محامين عرب وأجانب آخرين.وفي عام 2000م، وعندما تعرض شقيقها هنيبعل للاعتقال,والطرد في 2007م على يد الشرطة السويسرية بتهمة ضرب خادمين يعملان في منزله، هددت بالثأر والانتقام لما وصفته بالمؤامرة الرخيصة, والمكيدة التي تعرض لها شقيقها.واعتبرت أن الهدف منه تشويه اسم عائلتها.وتعهدت باتخاذ السلطات الليبية كافة الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على كرامة مواطنيها في الخارج.
ونشرت صحيفة الواشنطن بوست وموقع تيبيكلي سبانيش أن الحكومة الليبية وعائلة القذافي يملكون أملاكاً وعقارات في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأسبانيا.منها شركة إنتاج سينمائي في هوليوود,وستة آلاف هكتار يملكها القذافي في منطقة بيناهافيس في كوستا دول سول لبناء ألفي منزل وملعب غولف.
يتهم معارضو العقيد معمر القذافي أولاد القذافي بأنهم يتمتعون بصلاحيات غير محدودة تفوق صلاحيات أي مسؤول ليبي مهما كانت مرتبته.وعلى أنهم كثيرا ما كانوا يعتدون بالضرب على أي مسؤول في مكتبه ولو كان بمنصب وزير,حين يتلكأ بتنفيذ طلباتهم, أو طلب من يرسلونه من قبلهم لأي مسؤول ليبي أياً كانت مرتبته.
الأربعاء: 9/3/2011م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
البريد الإلكتروني: burhanb45@yahoo.com