الأمريكية "كريمة": كل ما بحثت عنه وجدته في القرآن آخر تحديث:الجمعة ,11/02/2011
ولدت الأمريكية كريمة بيرنز في الولايات المتحدة الأمريكية، وشبت على عشق السفر والترحال مثل غيرها من الشباب الغربي، فأحبت أن تطلع على العالم من حولها، إلا أن رحلاتها عبر أوروبا كانت تخفي في طياتها بحثاً عن عالم آخر، حيث جعلت من سفرها فرصة للبحث عن إجابات عن الاستفسارات التي لا تجد لها إجابة، وعن ذلك تقول: “ترعرعت في منطقة الغرب الأوسط من الولايات المتحدة وكنت أؤمن بإخلاص بأن هناك إلهاً واحداً فقط، وإليه يجب أن نتوجه بالصلاة، وذات يوم ذهبت إلى منزل الأستاذ، وشاهدت رفاً مملوءاً بالكتب المقدسة، فسألته عنها، فأجابني بأن تلك هي مختلف روايات الكتاب المقدس، وأخذت أقرأ فيها بحثاً عن الهداية، وقد أزعجني ما وجدته بينها من اختلاف كبير، حتى إن بعض فصول الرواية التي كانت بحوزتي كانت مفقودة من هذه الروايات، وكنت حقاً بالغة الحيرة” .
في غرناطة
هذه الحيرة دفعتها للسفر إلى أوروبا، لعلها تجد إجابات عما يدور في ذهنها، فكانت رحلتها إلى إسبانيا، وعندما ذهبت تستكشف معالم السياحة الإسبانية، حدث لها موقف أخذ لبها، وعن ذلك تقول: “جلست في مسجد الحمراء في غرناطة بإسبانيا، أحدق في الخطوط المكتوبة على أطراف الجدران، كانت تلك أجمل لغة أشاهدها على الإطلاق، ما هذه اللغة؟ سألت سائحاً إسبانياً ورد عليّ: العربية، وفي اليوم التالي عندما سألتني المرافقة السياحية، بأي لغة أريد دليل الرحلة؟ أجبتها: العربية، فسألت: وهل تتكلمين العربية؟ فكانت إجابتي: لا .
وفي نهاية رحلتي كانت حقيبتي مملوءة بكتيبات باللغة العربية عن جميع المواقع التي قمت بزيارتها في إسبانيا، تشبثت بتلك الكتيبات العربية كما لو أنها كنز، كنت أفتحها كل ليلة وأنظر إلى حروفها وهي تتدفق عبر الصفحات، وحدثت نفسي قائلة: لا بد أن يكون هناك شيء جدير بالمعرفة في ثقافة خطتها لغة فائقة الجمال كهذه، وعاهدت نفسي على تعلم تلك اللغة .
حينما عدت إلى الولايات المتحدة بهوى لغة بالكاد أعرف عنها أن اسمها اللغة العربية، كان أول أمر فعلته عندما وصلت إلى الحرم الجامعي، التسجيل في صف اللغة العربية، وقررت التخصص في دراسات شرق أوسطية، وهكذا وفي أحد تلك الفصول كانت الدراسة تستوجب كتابة الخط القرآني من المصحف، فتحت القرآن ذات ليلة لتأدية الفرض الجامعي، وفي اللحظة التي فتحت فيها صفحاته شعرت كأني عثرت على عائلتي المفقودة منذ زمن بعيد، فلم أستطع التوقف عن القراءة، قلت في نفسي: آه هذا عظيم . . هذا ما كنت أؤمن به دوماً، ها هي إجابات عن جميع أسئلتي حول طريقة التصرف خلال الأسبوع، وحتى إنه ينص بوضوح جلي على وجود إله واحد فقط . إنه كتاب واضح ومعقول تماماً، وذهلت إذ وجدت أن هذا الكتاب يتناول كل شيء آمنت به وبحثت عنه” .
كلام الله
في اليوم التالي ذهبت لأستعلم عن اسم كاتب ذلك الكتاب، ليكون بوسعي قراءة المزيد من الكتب له، فعلى نسخة القرآن التي كنت قد حصلت عليها وجدت اسماً، وحسبت أنه اسم مؤلف الكتاب كما هو الحال في الإنجيل الذي كتبه القديس لوقا، أو كما هو الحال في الأديان الأخرى التي درستها، أخبرني أستاذي أن هذا ليس اسم الكاتب بل اسم المترجم، لأن المسلمين يؤمنون بأن ما جاء في القرآن هو كلام الله، ولم يطرأ عليه تغيير منذ أن نزل وحياً وقرئ، ومن ثم دُون، وقد كنت مبهورة حقاً بتلك الإجابات، واستبد بي الشغف لدراسة الإسلام .
وبعد تخرجي ذهبت إلى مصر لأتابع دراستي عن العربية، وأصبحت القاهرة الإسلامية مكاناً مفضلاً أذهب إليه دوماً، فالمساجد فيها تمنحني إحساساً بالراحة والهدوء، فهي أماكن بعثت فيّ الرهبة من الله .
لقد أدركت أن الدين الإسلامي منطقي وسهل وينسجم معه الحس السليم، فالإسلام واضح، وأنا أعلم أنه دين صحيح، فما عليّ إذاً إلا أن أعلن اعتناقي له، وقد أخبرني صديق لي بأنه لكي يكون لإسلامي صفة رسمية فعليّ الذهاب إلى مسجد وإعلان إسلامي أمام شاهدين، فاخترت الجامع الأزهر وكان يوم جمعة، دخلت المسجد وأخبرت المصلين بأني أريد أن أعتنق الدين الإسلامي، فجاء الإمام ورددت خلفه: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وبعدها غمرتني سعادة وسكينة، حقاً إن الإسلام دين الراحة النفسية.