بقلم عبد القادر كعبان
لمحته مسرعا يعبر الطريق باتجاهي.. أثارت نظراته انتباهي.. صفعتني صور من ذاكرتي تصرخ:
- الشبه كبير بينه و بين من فارقك مهاجرا منذ زمن..
أسرعت الخطى نحوه.. وقفت بجانبه منفعلة.. رمقني بنظرات استغراب تقول:
- من أنت؟! ماذا تريدين مني؟!
همست نظراتي الخفية تجيبه:
- شدني الماضي إلى قصصه عن ذلك الفارس المغامر "دون كيشوت".. تركني وهاجر نحو المجهول..
- من تقصدين؟!
- ولدي الوحيد..
اتسعت ابتسامته و هي تجيب بنشوة:
- إذن هو شخصية مغامرة تعبث بها فوضى حواس حالمة..
ضحكت قائلة:
- لقد اتخذ قرارا لا عقلانيا..
تمتمت نظراته:
- هل سيندم عليه يوما؟!
توقف فجأة تاكسي.. ركب مسرعا.. عادت نفس النظرات تحدق بي من و راء الزجاج..
قلت بنبرة حزن:
- لا عليك.. هو مجرد شبه..
همست نظراته بنبرة أمل تقول مودعة:
- لسوف يعود نموذجا لنصرة الإنسانية..