2013-07-07
الشرق الاوسط
كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر عربي مطلع أن تصاعد أعداد القتلى من عناصر حزب الله على الأراضي السورية، والذين من بينهم عسكريون مهمون داخل الحزب أبرزهم القيادي المكنى بـ«أبو عجيب» قائد لواء القدس التابع لحزب الله، وحمزة إبراهيم غملوش، أخذ حيزا كبيرا لدى الطائفة الشيعية في لبنان، الأمر الذي دفع العديد منهم وخاصة أهالي منطقة بعلبك لزيارة عضو شورى حزب الله محمد يزبك مطالبين بضرورة وقف إرسال أبنائهم للأراضي السورية.
وقال المصدر - الذي فضل عدم ذكر اسمه - إن الأهالي أكدوا خلال ذلك اللقاء أن أبناءهم قاتلوا الإسرائيليين في حرب عام 2006 وغيرها من الحروب الدائرة بين أبناء الحزب وإسرائيل، وذلك تلبية لنداء المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن مشاركة أبنائهم في الحرب ضد الشعب السوري بحجة الدفاع عن النظام السوري أمر معيب ولا يمكن السكوت عنه بإقحام أبنائهم في حرب سورية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وأضاف المصدر أن حزب الله يواجه ظروفا صعبة لكونه لا يستطيع حاليا الانسحاب من المعركة في دعم النظام السوري، وخاصة خلال الفترة الحالية، الأمر الذي دفع عددا من القيادات في الحزب لعقد عدة اجتماعات على أعلى المستويات لمناقشة هذه التطورات ليتفقوا على إيفاد مسؤولين من الحزب والذهاب إلى إيران وذلك لتوضيح وجهة نظرهم حول المشاركة في الحرب والحرج الذي يواجهه الحزب وإفهام القيادة الإيرانية بأن الحزب لم يعد قادرا على تحمل أعباء دعم النظام السوري وحده بالمقاتلين من لبنان وأن على إيران دعم النظام بمقاتلين إيرانيين بشكل أكبر من السابق.
وقدم المصدر معلومات تفيد بأنه بعد زيارة حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله لطهران في مارس (آذار) الماضي ونتيجة لزيارة مساعد قائد الحرس الثوري العميد حسين سلامي الذي كان يرافقه إسماعيل قاني نائب قائد فيلق القدس، والعميد أحمد فروزنده، إلى دمشق بتاريخ 22 أبريل (نيسان) 2013، بدأت وزارة الدفاع الإيرانية بإرسال معدات وأسلحة استراتيجية (صواريخ أرض - أرض، وأرض - جو) وقذائف حاملة للمواد المحظورة إلى سوريا بشكل عاجل، وخلال الفترة ما بين 27 أبريل و1 مايو (أيار) 2013 غادرت إيران 11 شحنة على متن طائرات شركة «ماهان» وطيران الجيش «سها» وشاحنات نقل بري عبر «العراق» وعبرت الشاحنات الأراضي العراقية من دون أي صعوبة بحراسة عراقية من قبل عناصر فيلق «بدر» السابق والذين انضموا إلى الجيش العراقي.
وبينت تلك المعلومات أنه ارتفع عدد مقاتلي حزب الله الضالعين في حرب النظام السوري ضد شعبه بشكل ملحوظ، وذلك بعد زيارة حسن نصر الله إلى طهران ودمشق، حيث نقل 20 فوجا جديدا من البقاع إلى سوريا وكل فوج يتكون من 99 مقاتلا كما تم تشكيل أربعة قيادات ومراكز قيادية في دمشق والحدود اللبنانية، وباتت أركان القوات الإيرانية في سوريا بشكل كامل تحت قبضة العميد حسين حجازي، بينما يعمل العميد إسماعيل قاني كضابط اتصال غير مقيم يزور دمشق كل أربع مرات في الشهر، ويعمل أحمد فروزنده على السفر ما بين سوريا والعراق ولبنان.
وأضاف المصدر أن الفتوى التي أطلقها صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله والتي أيد فيها الثورة السورية وأن من يقاتل من حزب الله مع النظام السوري فهو في جهنم، أغضبت النظام السوري وحزب الله لتصدر فتوى من المرجع الشيعي كاظم الحائري، وهو مرجع شيعي عراقي ويعتبر مرجعا لمقتدى الصدر، بهدر دم الطفيلي، وهو الأمر الذي قاد حزب الله لتقديم خطة بالتنسيق ما بين إيران وسوريا للعودة إلى استراتيجية تصفية المعارضين لسياسة النظام السوري في لبنان، وهو ما قام به الحزب في وقت سابق.