السعادة الداخلية آخر تحديث:السبت ,14/06/2008
صالح الخريبي
انتهى عدد من العلماء من إعداد دراسة موسعة عن السعادة، والغريب أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن كل الأشياء التي كان هؤلاء العلماء أنفسهم يقولون لنا إنها تحقق السعادة، لا علاقة لها بالسعادة على الإطلاق، بما في ذلك المال، والنجاح في العمل، وحب الناس، وذلك أن السعادة حالة ذهنية في الداخل، ولا تؤثر فيها العوامل الخارجية، وسعادة الإنسان أو بؤسه، يرتبطان بما يجري داخل جسمه.
ويقول العلماء إنه حتى الأشياء البسيطة، مثل تناول وجبة طيبة، تساهم في إدخال السعادة إلى قلبك، أكثر بكثير من زيادة رصيدك في البنك، وتقول أستاذة علم النفس جانيت براون التي شاركت في الدراسة: “اكتشفنا أن السعادة ترتبط بطريقة عضوية بما تفعله أجسامنا، وهذا يعني أنه إذا كنت تعرف ما يسعدك، فإنك تستطيع أن تخدع جسمك وتجعله يجعل عقلك يشعر أنك سعيد، وبذلك تدخل السعادة إلى قلبك”.
واكتشف العلماء، عن طريق اتباع أسلوب يطلق عليه “تخطيط العقل” لاكتشاف مراكز السعادة في الذهن أن هنالك أشياء تستطيع أن تفعلها على الفور، لإدخال السعادة إلى قلبك من بينها الخروج من قوقعتك وتغيير روتينك، ثم الاهتمام بنفسك، فقد تبين أن الكثيرين يصرفون كل طاقتهم في الاهتمام بأحبابهم، ويهملون أنفسهم، بينما تحقيق السعادة يتطلب الاهتمام بالذات أيضا، وقد سمعت الممثل حسين فهمي مرة يقول إنه يحب أن يدلل نفسه، فاستغربت ذلك، ولكنه أكد لي أن تدليل النفس يمنحه الإحساس بالسعادة.
ومن الأشياء البسيطة التي يمكن أن تفعلها لتنمية إحساسك بالسعادة أن تردد بين الحين والآخر لحنا تحبه، لأن هنالك عضواً في الأذن الداخلية يطلق عليه اسم الكييس يستجيب للذبذبات التي تأتي من الألحان الموسيقية، وهذا العضو يرتبط مباشرة بمراكز السعادة في الدماغ، والترنم بلحن موسيقي جيد لتنشيط عضلات الوجه، والرئتين والحنجرة.
وأذكر أنني قرأت قبل سنوات كتابا بعنوان “دع القلق وابدأ الحياة” لأن القلق يسلبك الاحساس بالحياة، والحياة تبدأ عندما تتخلص منه، ولكي تشعر بالسعادة ينبغي ألا تتخلص من القلق فقط، وإنما تحاربه لكي لا يقترب منك.
والسعادة في النهاية هي الإحساس بالرضا، وهو شيء في داخلنا ويستطيع كل شخص أن يفعله.