[]
المسجد الابراهيمي... الى متى سيصمد؟
تحتل الاعتداءات الصهيونية على المقدسات والآثار الاسلامية مساحة واسعة في عالم الانتهاكات الصهيونية لحقوق المسلمين في فلسطين. ولعل بداية هذه الاعتداءات ترجع الى فترة مبكرة من الاستيطان وتتواصل إلى وقتنا الحالي متضمنّة
مئات المواقع الإسلامية التي دمّرت أو هوّدت أو حوّلت إلى باراتٍ وخمارات وملاهٍ أو سُلِبَت رُوّادها فصارت مجرّد أطلال تبكي أهلها وأهلها يبكونها.
إن المخطط الصهيوني الهادف إلى تصفية المقدسات الإسلامية في فلسطين وتهويد الأرض المباركة قد ابتلع في جوفه العديد من المساجد في شمال فلسطين وهو الآن يحوم حول المسجد الأقصى المبارك غير كالٍّ ولا مالٍّ. ومن بين هذه المساجد المسلوبة مسجد عريق نال ألوانا من الاعتداءات والتنكيل، وكان له نصيبا وافرا من الانتهاكات الصهيونية. هذا هو
المسجد الإبراهيمي
الذي تحتضنه مدينة خليل الرحمن في فلسطين. يقع المسجد الإبراهيمي في قلب البلدة القديمة في مدينة الخليل، تلك البلدة التي تتجلى في بيوتها وأروقتها معاني الماضي، ويعبق أجواءها عبير الآباء والأجداد.
إن الناظر في حال تلك البلدة يسوؤه ما آلت إليه من حصار وحظر تجوّلٍ مستمر على أهلها وتعريض حياتهم لاعتداءات المستوطنين المتعصبين الذين لا يترددون في التعبير عن بغضهم وكراهيتهم للمسلمين بإيذائهم بشتى الوسائل والطرق. كل هذه الانتهاكات تصب في مشروع تهويد البلدة حيث قامت قوات الاحتلال بإغلاق جميع المنافذ والطرق المؤدية إلى أحياء البلدة القديمة بالبوابات الحديدية والالكترونية بهدف إجبار مئات العائلات المقيمة فيها على ترك منازلهم وهجرها مما يمهّد للتوسع الاستيطاني وإقامة ما يسمّى بالخليل اليهودية.
لقد جعل اليهود المسجد الإبراهيمي مختبرًا يجرون فيه تجاربهم لاكتشاف أنجح الطرق وأقلها إثارة للرأي العام الإسلامي حتى يتم من خلالها السيطرة على المسجد الأقصى المبارك، فبدأوا منذ عام 1967 مسلسل الاعتداءات على المسجد؛ ففي عام 1968 نسف اليهود درجا يؤدي إلى المسجد ونسفوا الباب الرئيسي الأثري في محاولة فاشلة للعثور على مدخلٍ آخر يستعمله اليهود وحدهم.
وفي السنوات العشر الأخيرة
أقام اليهود العديد من الاحتفالات التي شربوا فيها الخمر وأراقوه على أرض المسجد استفزازًا لمشاعر المسلمين، كما وأدخلوا كلابهم المسجد وداسوا المسجد بأحذيتهم في أكثر من مناسبة. بل ومنعوا صلاة الجنازة على أموات المسلمين في المسجد الإبراهيمي وعطّلوا الأذان بمنع المؤذنين بالقوة وتحت تهديد السلاح، أو بتقطيع أسلاك الكهرباء أو تخريب باب غرفة المؤذن فلا يتمكن من الدخول وأداء الأذان وفي الوقت الحالي يدخل المؤذن-إن سُمِحَ له- إلى الغرفة ومعه ثلاثة حراس من الجنود الصهاينة!!!
ولم يتوقف الاعتداء الصهيوني على المسجد الإبراهيمي بحرمان المسلمين من أداء العبادة فيه بشكل منتظم بل تجاوزوا ذلك إلى
فرض الطابع اليهودي على المسجد وتحويله إلى كنيس فيه أدوات عبادتهم وخزائن حديدية تحوي نصوص التوراة وكتب الصلاة العبرية، وقاموا بعمليات ختان لأطفالهم في الحضرة الإبراهيمية-إحدى باحات المسجد- باعتبار أنه كنيس يهودي. وقد سبق أن قام بعض مستوطني كريات أربع بالاعتداء على المصاحف الشريفة الموجودة في المسجد فداسوها بأقدامهم ونعالهم ومزقوا صفحاتها وعبثوا بالكتب الدينية الأخرى.
هذه بعضٌ من الاعتداءات المستمرة على المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة اللذين باتا اليوم يستصرخان هذه الأمة لتزيل عنهم دنس الاحتلال وتنقذهما من شباك الغدر والحقد اليهودي.
لقد باتت البلدة القديمة بما فيها المسجد الإبراهيمي تشتاق إلى قدم مسلمة تخطو عليها أو صوت ذكر يتعالى في سمائها، فقد حرمت من أبنائها الذين لا يجرؤون حتى على الاقتراب منها خشية أن تنالهم أيدي المستوطنين بالاعتداء والتنكيل أو أن تخترق صدورهم رصاصات الجنود المنتشرين في أنحاء البلدة.
hedaya
[/]
عن منتدى مذاب الشهد