3-6-2010
اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان ما جرى لاسطول الحرية الذي كان متوجهاً لكسر الحصار على قطاع غزة شاهد اضافي على الطبيعة العدوانية للعدو الاسرائيلي وعلى الطبيعة الوحشية منذ تأسيس هذا الكيان الذي تأسس على الاجرام والمجازر، وانه شاهد على فتكه بالمدنيين العزل، وعلى ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل. كما انه شاهد على عدم احترامها لأي قيمة واي قوانين او علاقات دبلوماسية وعلى ان اسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون وان كل شيء مباح فوق القانون والاعراف والديانات من أجل مصالح اسرائيل.
الامين العام لحزب الله وفي كلمة له عبر شاشة عملاقة في مهرجان التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني المحاصر وتكريماً للشهداء والمناضلين الذين كانوا على متن اسطول الحرية الذي كان يسعى لكسر الحصار على قطاع غزة اكد اننا امام حدث عظيم في سياق صراع شعبنا مع هذا العدو المحتل المغتصب، وان ما جرى وشاهد على ان هذا العدو يستخف بالجميع ولا يحسب لأحد حساباً، ورسالة لكل الذين ينظرون او يتطلعون الى يوم يتصورون فيه الى ان السلام والعلاقات الدبلوماسية تحمي شعوبهم.
السيد نصرالله اكد ايضاً ان ما جرى في البحر الأبيض مع اسطول الحرية شاهد جديد على ان الادارة الأميركية الحالية ما زالت تلتزم بالمطلق خط الدفاع عن اسرائيل وجرائمها ومنع ادانتها وتمييع مطالب التحقيق حيث تذهب الادارة الأميركية الى الاعتبار ان ما فعلته اسرائيل حق دفاعها الطبيعي. كما اشار الى ان ما جرى يكشف زيف الحكومات في الدول التي تدعي الدفاع عن كرامة وحقوق الانسان، حيث ان الكثير من هذه الدول لاذ بالصمت لأن اسرائيل ارتكبت الجريمة، وان ما جرى يكشف طبيعة العجز العربي في مواجهة الاستحقاقات الأخيرة.
واذا شدد على ان اسرائيل اخطأت في الحسابات حيث تصورت ان عدوانها سيجعل القيادة التركية تتراجع بل انها تفاجأت بردة الفعل التركية على مستوى السلطة والشعب، اعتبر ان لهذا الحدث تداعيات في العالم وان نتائج تحققت، وان هذا الحدث كان فاعلاً، وان دماء الشهداء انجزت الكثير.
واوضح الامين العام لحزب الله ان اهم ما انجزه اسطول الحرية انه اعاد الاهتمام الى العالم قضية الحصار المفروض على غزة والذي نسيه العرب والعالم وان هذه الدماء والحناجر استطاعت ان تفرض هذه القضية على جدول اعمال كل حكومات العالم، كما استطاع اسطول الحرية ان يفرض على العالم اطلاق دعوات كما سمعنا من بان كي مون (الامين العام للامم المتحدة) لفك الحصار عن غزة ودعوات من روسيا وغيرها، هذا لم نسمع به قبل اسطول الحرية.
واشار السيد نصرالله ان من النتائج المباشرة ايضا قيام الحكومة المصرية مشكورة بفتح معبر رفح وهذه نتيجة طيبة لاسطول الحرية، كما ان ما جرى اوجد جواً مناسباً لحراك فلسطيني نحو المصالحة، موضحاً ان ما جرى سيعقد على العدو اي تفكير او تخطيط على عدوان او غزة، كما انه مصداق جديد للفشل الاسرائيلي والارتباك والعجز في القيادة الاسرائيلية.
الامين العام لحزب الله اوضح ان اسرائيل بدأت تحصي الخسائر وان ما قامت به هو حماقة حيث كان يمكن لهذا العدو مصادرة الاسطول دون الاقدام على مجزرة كما فعل. واكد ان الاحساس الاسرائيلي بالعبء واضح. واشار سماحته الى ان من بين النتائج المهمة لما جرى لاسطول الحرية ايضاً الموقف الكويتي حيث طلب مجلس الأمة الكويتي ووافقت الحكومة وقررت الانسحاب من المبادرة العربية، وتساءل هل هناك مجالس نيابية اخرى بالعالم العربي تقتضي بهذه الخطوة. واوضح ان ما فعلته اسرائيل بأسطول الحرية يحرج الاعتدال العربي ودعاة التطبيع الموجودين بوقاحة.
واذا اعتبر الامين العام لحزب الله ان هناك فرصة ممتازة اليوم لفك الحصار عن غزة اشار الى ان ذلك يتطلب المزيد من اساطيل الحرية المتجهة الى غزة، ودعا الى ان يتشكل اسطول ثان وثالث ورابع وغيرها، حيث يسقط بذلك هدف اسرائيل بالتفكير من جديد بالقيام بخطوات مشابهة، وان القيام بخطوات مشابهة يشير للاسرائيلي انه فشل في خطته، كما ودعا للمزيد من المشاركة اللبنانية المتنوعة في اسطول الحرية رقم 2.
وناشد الامين العام لحزب الله الجميع للعمل على ابقاء معبر رفح مفتوحاً وتوجه بالمناشدة للقيادة المصرية، كما دعا للتضامن جميعاً دول جامعة الدول العربية وشعوب العالمين العربي والاسلامي والوقف الى جانب القيادة المصرية حيث لم يتمكن عندها احد ان يحرجها ويجبرها على اغلاق معبر رفح.
كما دعا السيد نصرالله الى مساندة الموقف التركي الذي سيتعرض للكثير من الضغوط، وان هناك ضغوطاً ستمارس على تركيا لعدم اندفاع تركيا الى موقع متقدم من الجهة العربية بالصراع العربي الاسرائيلي ولمنع تدهور علاقتها مع اسرائيل.
السيد نصرالله واذ دعا للعمل على ابقاء قضية غزة في دائرة الاهتمام العالمي وتحويل القضية الفلسطينية الى قضية عالمية وقضية انسانية، اوضح ان اسطول الحرية فتح الباب مجدداً لاعادة القضية الفلسطينية الى الاهتمام العالمي لتصبح قضية عالمية. كما دعا سماحته لمواصلة المطالبة بالتحقيق الدولي لانه سيحرج اسرائيل لانها سترفضه، كما ويجب رفع قضايا على القادة الاسرائيليين حيث امكن في كل العالم.
وختم الامين العام لحزب الله بالدعوة الى مواصلة العمل لنكون اقوياء وواثقين من مواقفنا، والعمل على كسب الاصدقاء وحفظهم، واعتبر ان الشعب التركي يعيد اليوم تركيا الى الامة كما وشدد على ضرورة العمل ليكون لدينا ولدينا قوة الحق وان نمتلك قوة القوة لأننا في عالم لا يحترم الا الاقوياء، وقال : "اهم شيء ان نحتفظ بالمقاومة في لبنان وفلسطين و على امتداد امتنا، بوجود امثال الذين شاركوا باسطول الحرية وبوجودكم، اسطول الحرية لن يقف عند حد يوم بل سيستمر لتكون الحرية لهذه الامة وللقدس وفلسطين وغزة من نير المشروع الاسرائيلي الاميركي".
المصدر
http://knspal.net/arabic/index.php?act=Show&id=10336