لم الرجوع إلى الروض الذي خربا أظنّه ُ الشوق أوهى القلب إذ غلبا
كأنّك ِ اليوم لا ما كنتِ آنفة ً
من روضنا وكأنّ البعد ما وجبا !
أتذكرين وقد أسميت ِ روضتنا
مستنقعا فيه صار الحب مغتربا
غادرتِهِ فأبينا أن نحلَّ به
أو أنْ نحنَّ إلى صرف ٍ به سُكِبَا
فارقتُهُ حينما فارقتِهِ أسفا
وحين عدت ِ إليه ِ عدتُ منجذبا
أظنّهُ القلب لا يسلو أحبّتَهُ
وإن هم ُ نقشوا في صدره الغضبا
أراك ِ عدت ِ وكلٌّ رهن عادته ِ
وليس َ يملِكُ من أقدراه ِ هربا !!
فارضي بماءِ حياة ٍ شابهُ كدرٌ
أو فاظْمَئي حيث كأس العيش ما عَذُبا
أعود من أجل ِ من عادتْ لروضتنا
فكيف أخذلُ كفّاً مدّت ِ الرطبا ؟
وحيّة ٌ لا أبالي ماء َ مقلتها
كذّابة ٌ عجبا من كذبها عجبا !
تجيء سحرا فيغترّ الجهول ُ بها
فلا أنبّه ُ مغترا ً لها وثبا !
الدهر درس أراه ُ ليس يطلب ُ من
طلّابه ثمنا إذ يمنح ُ الأدبا
سيُلدغ ُ الجاهل المغرور من قُبُل ٍ
ويحفظ ُ الدرس مصروعا ومضطربا !!