أحمد الرجواني

المغرب

قصيدة:
في ضيافة الاشتهاء

كانت كالريح حائرة
في أعرق الفجوات
جاءبني حاملة ليلها
تبحث عني في سهر الخطوات
فنذرت لها قدري
كالبرق كان مشتعلا
كالصدى في ذكرى الآهات
دحدح الصهد إزارها
بدا في انهيار الزمن
شرط جمالها القاصي
في بحر العبرات.
بدا نهدها من وراء الستار
يحجب عني الحدائق والزفرات
يغرز في جسدي
أظافر النزوات.
هل يمكن لها أن تعبدني
هل يمكن أن تطفئ نارا
استقرت داخلي كأنها
من فرط الاشتياق
وطول الفراق
لحظات
هل لي من لهفة
صيرتها لعنة الحزن لهفات.
تشطب الأنين
كل الأنين
تشذب الزهرات
من رياض صدرها
منسياط دهرها
من سويداء مقلتيها
من توهج وجعها
الغدير ينفلت في الخطوات.
حين تلتجئ إلي ظفائرها
يصدح لساني ابتهالات
ودندنات وزوابع ضاريات
أشتهيها حين تلتجئ إلي أبوابها
نائحات بالصلوات
أشتهيها حين أذكر
أنها تعرفني
وتعرفني القصبات
ترتديني حينها العثرات
تقوضني
حين أمتلك هذا العالم فيها
عن المسير في مخيالها البدايات.
كانت سفينتي تخاطب الأصداف
آوتها الريح والموجات
كل الطفلات الصغيرات
حتى آخر أنواع السيارات
وكل القطارات والعمارات
كل هاته الابتسامات.
كانت تخاطبني بالكلمات
مجرد كلمات وعبارات
شداها في الثرى
طوى كل التكهنات
سرى في القلب نورا
أحمر فاقعا
رفرف كالطير صادحا
ككتف مجهول
طالما انتظرتها
لأعلمها أي عالم
كانت في دنيا الخمر والخمارات.
مدلهمة خطاي حين ترجيتها
أن تلتجئ إلي في يوم حر
وأن تقترب من قاربي
وأن تأخذ غرفة
في الفندق إلى جانبي
حين تركتها تنام
كالفراشة في مرأبي
ترجيتها أن تبوح بهذا السر
في وجوه الملوك والأميرات
أن تخاطبني بلغة
كباقي اللغات.
كانت تتأرجح في أريكتها
مواسم الشعر والشعارات
مواويل الأمهات
كل بقايا الارتدادات
من المآذن والصومعات
تنكشف فضيحة الضحك
في بقايا رجل
على بطون العاهرات.
كانت تتلكأ نظرتها
فتسألني عن أسمى النظرات
أصغي فيها لصوت امرأة
مزقت الريح كواعبها
والخصر فيها محطة انتظار
للقطار المشتعل وللمسافات
العابرة على جسدي.
مبتسمة أتتني
تأكل الشمس أذرعها
وفي بحرها الحالم
تغتسل الأرض والسماوات.
كانت تأتييني
في النظرات والعبارات
عارية تأتيني في الفترينات
والواجهات المضيئة زواياها
أشرعة في الخواء
تأتيني
تصارع النوارس
تقاوم على صوت المئذنات
وتشعل اللذة في العواصف
كانت تطفئ نور الريح المنهكة
على أبواب المداخن والمغارات
كانت تأتيني حين يأتي الحلم
رويدا تسري في زوايا الأولياء
شادية كل الأغنيات الجميلات
تأتيني
لتأخذ مني شيئا يخبو
حين تأفل شمس نهديها
وتلثم الجدران المالحات
تعانق الصور على مكتبي
وتعشق في وجهي المدارات
حين رسمت على خديها
خطوات التاليات
على موسيقى صوتها المتدرج
في دماء شداها يكشف
سحر الكون
في مكناسة
في كل عواصم العشق
وفي كل المطارات........