السلام عليكم
--------------------------------------------------------------------------------
الحرب النفسية
الحرب النفسية هى نوع من القتال يسعى إلى القضاء على المجتمع ومستقبله ويدمرعليه ثقته بنفسه ، وغايتها الرئيسية شل عقل الخصم وتفكيره ونفسيته وتحطيم معنوياته وبث اليأس ، والتشجيع على الاستسلام والقضاء على كل أشكال المقاومة عنده ...وقد لجأ الاحتلال الى الحرب النفسية منذ وطأ ارضنا فلسطين مستخدما كل ادواتها المعروفة ومنها : إيجاد معارضة فلسطينية داخلية - تحطيم الإيمان بالعقيدة والتماسك النفسي وتمزيق مكونات الشخصية - الشائعات -الاغتيالات - خلق شخصيات جديدة – التجسس -الضغط الاقتصادي أواستخدام العقوبات الاقتصادية ..
وخلال حربها النفسية والعسكرية ضد شعبنا عملت دولة الكيان على بث افكار كثيرة منها أن إسرائيل قوة عظمي لا تقهر لترعب العرب من التفكير فى شن أي حرب ضد إسرائيل وتبقي إسرائيل هي القوة الرادعة في المنطقة.وفى ذات الوقت فأنها تصف العرب بأنهم شعوب متخلفة وان الإسلام هو الخطر القادم علي السلام العالمى ، وأن ما لدى العرب من قوة فقط مصدرها البترول , واستخدم الاحتلال الإسرائيلي منذ وجودة فى فلسطين الصور السينمائية لتشويه صورة العرب وتكريس صورة اليهودي المعتدي عليه، من جانب ألمانيا النازية، كما زعمت ان العرب يعادون السامية (اليهود )، وفي إدعاء يخدم تبريرسلب الفلسطينيين ارضهم وحقوقهم صاراعلام الصهاينة لتشويه صورة الفلسطينى وان فلسطين ارض بلا شعب وان الصهاينة عادوا الى ارض الاباء والاجداد ارض الميعاد الالهى, والمثير ان كثير من الأفلام السينمائية التي أنتجتها الحركة الصهيونية عرض بعضها في عواصم عربية كالقاهرة وبيروت وعمان والدار البيضاء ودمشق وحلب وسواها دون الاكتراث بما تحمله هذه الأعمال من تحريض على طرد الفلسطينيين من أرضهم وإحلال يهود من كل بقاع العالم مكانهم..
واستمرت الحرب النفسية الاسرائيلية , وباتت تتحدث ان دولة اسرائيل الكبرى هى من البحر الى النهر, وان القدس عاصمة ابدية للاحتلال , وان جق عودة اللاجئين الى ديارهم غير ممكن , كل ذلك امام ضعف الإعلام العربي الذى انتهج السلام كخيار استراتيجي بعكس إسرائيل ألتى طورت اعلامها لتستفيد منه في الحرب حيث شيدت إذاعة وتلفزيون ينطقان باللغة العربية ..
وتمارس اسرائيل حربها النفسية فى محاولة لاقناع الفلسطينيين بصعوبة تحقيق اهدافهم بحيث يجب ان يتجنبوا استخدام (العنف) اى مقاومة الاحتلال الذى يمثل عقيدة لدى الفلسطينيين , وبث روح اليأس فإن الاحتلال يعمل على تصوير ان حلم السلام هو وسيلة التعايش بين الشعبين كما وتطرح دائما فكرة الحكم الذاتى وايضا تقول بأنها تمتلك أسلحة الدمار الشامل لاشاعة روح اليأس والخوف فى نفوس العرب من قوة اسرائيل العسكرية التى لا تقهر .وان الجيوش العربية ستظل متخلفة عن الجيش الاسرائيلى الذى لا يقهر وان لديه صناعات حربية متقدمة تكنولوجيا وأن آلة الحرب الاسرائيلية هى الافضل دائما. وتركز اسرائيل حاليا على بذل اقصى المحاولات للوصول الى انهاء المقاطعة الاقتصادية العربية، وتحاول ان تصور انها تمكنت من اقامة قاعدة تسويق لمنتجاتها. وان الصناعات المعدنية والعسكرية هى الأفضل.. وتضطلع الحرب النفسية الاسرائيلية بدورفعال لتحجيم قدرة العرب فى بناء قدراتهم وقوتهم بنشر الاحباط بينهم وانهم لا يصلحون لمواكبة العالم وتقنياته. ومن المؤكد ان اسرائيل تعتمد فى حربها ضدنا على الاكاذيب ولكن بصراحة فان نجاح حربها النفسية أدى إلى وجود تعاطف دولى لحماية اسرائيل حتى ان الدول العظمى الكبرى تستخدم نفوذها فى المنظمات الدولية لمنع اتخاذ اى قرارادانة ضد الاحتلال وممارساته الارهابية. وان الحروب فى المنطقة جاءت نتيجة لتخوف اسرائيل على وجودها وانها تخشى من قيام دولا عربية بتهديد أمنها والقضاء على حقها فى الحياة بسلام. وضمن مزاعمها فان امتلاكها للسلاح النووي جاء وليد شعورها بالخطر المحيط بها وأنها تحاول ايجاد توازن فى التسلح بين العرب واسرائيل . وعليه فاسرائيل تدعى انها دولة تحب السلام لكنها هى تدافع عن وجودها وتريد أن تعيش سلميا مع العرب، لهذا ترغب فى ان لا تكون هناك مقاطعة عربية وان اسرائيل ستظل دائما فى حماية الى حمايتها من خلال تحالفها الاستراتيجى مع الولايات المتحدة الأمريكية. ويرى خبراء عسكريون أن الحرب النفسية الاسرائيلية لن تتوقف فهى أحد الاسلحة التى تستخدمها اسرائيل كذريعة تبيح قيامها بالاعتداءات على دول الجوار وعلى الفلسطينيين، وتستغلها لتحقق بها اهدافها التوسعية ورفضها لاعادة الأراضى العربية المحتلة،وقال احدهم فى تصورى أن التعاون الاستراتيجى العربى فى مجال الاعلام يجب ان ينسق جهوده لشن حرب نفسية تكشف أكاذيب اسرائيل وخطورتها على انه منطقة الشرق الاوسط وتكشف اهدافها المعادية للأمن العربى, وانها دولة لا ترغب فى تحقيق السلام العادل والدائم وانها تمارس حربها النفسية من أجل ان تظل دولة تفرض وجودها القوى فى المنطقة وضمن الحرب النفسية المضادة جيب على العرب اظهار حقائق اهداف اسرائيل فى السيطرة على المنطقة ولتكون اسرائيل قوة عظمى اقليمية تمتد ليس من الفرات الى النيل ولكن من الفرات الى المحيط. واقترح البعض ضرورة ان يتجه التعليم فى مدراسنا الى كشف الحقائق عن اسرائيل استشهادا بالقرآن الكريم والدور اليهودى فى مواجهة دعوة الاسم ورسالة سيدنا محمد ثصلى الله علية وسلم وتواصلا مع حقائق واهداف اسرائيل من خلال الحروب العربية – الاسرائيلية وتاريخها الطويل فى محاولة النيل من القومية العربية وما تحاوله الآن من طمس الهوية العربية وتشويه الشخصية العربية.ويدعو خبراء الاعلام الى وجوب ان يحقق الاعلام العربى التفوق فى الحروب النفسية والاعلامية وآلياتها وأن تكون الحرب الثقافية أحد أساليبها دفاعا عن مبادئنا وقيمنا ضد من يحاول أن ينال من قضيتنا .. ومن وسائل الاحتلال فى الحرب النفسية ابان الانتفاضة الحالية مثلا اقامة دمى لجنود عند الحواجزالعسكرية بقصد ردع مقاومين عن المرور بقربه، أو مثلا عمليات إحداث الضجيج التي استعملت في لبنان، وفيها كانت جماعة من الجنود تصرخ، وتطلق النار في الهواء، وتُحدث فوضى تهدف بها الى الإخافة أو الى لفت الانتباه، مرورا بطرق أكثر تقدما، تعتمد على مكبرات صوت ضخمة وأجهزة صوتية متطورة. هكذا عملوا ايضا في اثناء محاصرة كنيسة المهد في بيت لحم في اثناء عملية "السور الواقي بالضفة الغربية.وحسب اعترافات رجال المخابرات الصهيونية فقد استُعملت الحرب النفسية على الرئيس الراحل ياسر عرفات الذى كان محاصرا سنوات في مقرة برام الله باصوات الانفجارات حول المقر واطلاق الرصاص ليل نهار بغرض اقلاق راحته وأن تتسبب بـ"زيادة الاحساس بالحصار". وقام عدد من الضباط الاسرائيليين باشعال أضواء زرقاء وخضراء مهتزة مكان السكن، وبذلك جعلوا مع الانفجارات عرضا ضوئيا كبير التأثير في كل مساء، للمحاصرين. تهزهم وتزعزع نفسياتهم الى احد ان بعض من داخل المقاطعة استعدوا في مواقع قتالية لاعتقادهم أن الأضواء الغريبة تدل على بدء عملية عسكرية للاحتلال ضد المقر الرئاسى .
وضمن الحرب النفسية لازال جيش الاحتلال يعمد الى الاتصال هاتفيا بمواطنين ومؤسسات خدمية فى القطاع محذرا من استمرار دعم المقاومة وان الاحتلال سيواصل عملياته العسكرية والتدمير كما يفعل الان فى جنوب لبنان ان استمر السكان فى دعم المقاومة ومساندتها ’ كما يجرى رجال المخابرات الصهيونية اتصالات مع رجال المقاومة على جوالاتهم وبيوتهم مهددين باخلاؤها او والقصف والتدميرعلى رؤس من فيها ياستخدام صواريخ طائرات اف 16 والاباتشى حيث ياتى الصوت مهاتفا (( الو معك جيش الدفاع الإسرائيلي عليك إخلاء منزلك ليتم تدميره)) وتعمل اجهزة اعلام الفصائل على الرد والتصدى للحرب النفسية الإسرائيلية وكشف الحقائق للمواطنين وفضح زيف الحتلال وبرامجه المدمرة لشعبنا ,.وضمن الحرب النفسية تعمد قوات الاحتلال الى تطبيق سياسة العقاب الجماعى للسكان ومنعهم من العمل والحركة والسفر والانتقال بين اجزاء القطاع والضفة الغريبة واغلاق قطاع غزة وفصله عن العالم وعن الضفة الغربية ونشر الشائعات المغرضة عن المجاهدين والتنظيمات ومنها منع مواطنين من السفر وتهديد اخرين بالاعتقال والسجن والقمع على المعابر الحدودية. وعندما أغلقت قوات الاحتلال قبل اشهر معبري كارني ورفح في أعقاب عمليات استشهادية، اهتم رجال المخابرات الاسرائيلية بأن يُعلقوا في المعبرين لافتات ضخمة، امام نظرالعمال والتجارالفلسطينيين ((مُغلق بسبب حماس ((.كما تلجا سلطات الاحتلال هذه الايام الى المنشورات الورقية التى تلقيها من الطائرات فى سماء غزة للتحريض ضد المقاومة ورجالها او للتحذير من استمرار اسر الجندى الاسرائيلى جلعاد شليط .. لكن هذا الاسلوب فاشل فى تحقيق اى تاثير على المواطنين وقد اعترف جيس الاحتلال بذلك وقال احد اركانه المختص بالحرب النفسية ضد الفلسطينيين يدعى شلايفر : مرة اخرى نعود للمنشورات نعود للفشل والتخبط....
ومع كل هذا التخطيط والنشاطات الاحتلالية ضد شعبنا والمقاومين فان مسئولون وخبراء اسرائيليون اعلنوا مرارا فشل حربهم وخططهم النفسية للنيل من شعبنا المقاوم ,وفي سنوات انتفاضة الأقصى أدار الاحتلال ما وصفوها بالحرب النفسية الأكبر في تاريخه، تحت عنوان "كي الوعي" برئاسة رئيس هيئة الاركان السابق، بوغي يعلون. مؤداها انه يجب استعمال ضغط السلطة والسكان الفلسطينيين وأن "يُبيَّن بذلك" أنه لن نُحرز انجازات بالارهاب. يقول صحفيون كبار لدى الكيان: تاكد في التصور الرئيسي للجيش الاسرائيلي عن احراز تغيير في الوعي كان خلل داخلي أحبطه، لأن التغير في الوعي لا يمكن أن يتم باستعمال القوة العسكرية فقط"، يقول لافي، " مع غياب بديل سياسي عن طريق النزاع، أدخل السكان الفلسطينيون زنزانة وعي كان عليهم فيها أن يختاروا بين الخضوع والنضال و يعتقد اليوم كثيرون في الجيش الاسرائيلي أن تصور "كي الوعي" قد فشل
مواجهة الحرب النفسية
بادىء ذى بدء فان مواجهة الحرب النفسية والتصدى لها يكون فى اتجاهين متلازمين الاول فورى والثانى طويل الاجل عبر خطط واستيراتيجيات وبرامج مع تدريب المواطن على ان يتصدى لوسائل الحرب النفسية عبر تحصينه لكى يكون هو مصدر المادة الاعلامية وليس متلقيا وان يتدرب على اثراء الفكر فى المجتمع بتنمية الملاحظة والاستنتاج والتحليل واما البرامج البعيدة الاجل فترمى الى تفعيل التربية والتعليم للجيل كلة عبربرامج فى المدارس والجامعات...
ونلخص هنا اهم سبل مواجهة الحرب النفسية التى يشنها الاحتلال ضد شعبنا أولا: التعرف والاكتشاف للأداة المستخدمة فى الحرب النفسية وغاياتها ، هل هي دعاية أم إشاعة أم تجسس ، والى ماذا ترمي، وماهي عناصرها ومكوناتها … الخ ثانيا: بعدها يجب الشروع فى الإعداد لحملة المقاومة عبر الدعاية المضادة لما يذيعه العدو, ثالثا : اختيار وسائل الهجوم والرد على الحرب الاسرائيلية عبر وسائل الاعلام المختلفة المرئية ، المسموعة ، المكتوبة ، اللقاءات ، والمهرجانات ,والنشرات وغيرها , رابعا : الهجوم المباشر بغرض إضعاف الخصم ، وخامسا:عند تحقيق نتائج أو انتصارات ولو ضئيلة يتم توظيفها في كسب الرأي العام المعادي أو تحييده سادسا : غسل الدماغ وهذا يحتاج الى خطط وبرامج طويلة الاجل