غرغرة شهيد
أحبائي
أودعكم لأني لن أعودَ إلى ترانيم ٍبلُقياكمْ تناغيني
أودعُ قريتي .. في كلِّ زاوية ٍ بها نفسي
وهمسَ الحبِّ منثورا على الوادي
على الضفةْ
على أفنان ِ أشجارٍ زرعناها
أودعُ كلَّ خلاني وألعابي
سيسألُ عن مروري طيفُ ظل ٍ في زقاق ٍ كان يجمعنا
تمرَّغْنا على تربهْ
تضاحَكْنا وكمْ كنّا نعابثُهُ ونلهثُ في رياضات ٍ بريئةْ
أودعُ بوحَ ساقية ترقرَقَ ماؤها عذبا
نراقبُ في تعابُثنا فراشاتٍ وألوانا بها عمري قد امتزجا
سأشتاقُ الرغيفَ بكفِّ أمي في حنايا القلب تصنعهُ
ومن قمح ٍ له أثرٌ بكفِّ أبي على البيدرْ
سأذكرُ أنني يوما مشيْت وراءَ محراث ٍ
وكان أبي يضاحكُني ويمسكُ قبضةَ المحراث ِ في شغَفٍ
ويهمسُ لي : كنوزُ الخيرِ لا تأتيك إلا حينَ تعشق تربة الوطن
فعانقْ تربةَ الأرض ِ
ولا تبخلْ عليها من دماءٍ سوفَ تنزفُها
سأشتاقُ الحنانَ بصدرك ِ الدافي
فيا أمُ ازجري دمعا يحاولُ هاربا من جفنك الحاني
على خدين ِ إني عاشقٌ لهما
ويؤلمُ خاطري حزنٌ يبوحُ بنظرةِ الهدبين يا أمي
ولا تنسي أناملَك التي اعتادت تداعبُ منيَ الغرة ْ
وزوريني فما أقساها من غربةْ
فظلكِ يحتوي قبري ويؤنسني .. يواسيني
وهيّا زغردي في كلِّ ناحية ٍ
لأوقنَ أنني حقّا من الشُّهدا
إذا راحتْ فتاةُ الحي تبكيني فواسيها
هي السمراءُ من لفحات ِ شمسِ حصاد ِ قمحِ الخير في الموسمْ
سوادُ العين ِ أجملُ من ليالينا
وقد غطّتْ ضفائرها
وتخشى أن تمّس النعشَ في لمس ٍ أناملُها
فواسيها وضميها
ستفهمُ نظرةَ العينين أني كنتُ أهواها
فقد كانتْ ستصبحُ أمَّ أولادي
وكان القلبُ مأواها
وإن سألت ْمن القاتل ْ؟
فقولي قولة َالحق : ذئابُ الحيّ أزلامٌ لجلادي
ومسعورونَ قد نهشوا أزاهيري
ويا أبتِ ... أرى شفتيكَ ترتجفان ْ؟
وألمحُ صفرة َ الحزن ِ العميق على أساريركْ ؟
عهدتك مثلَ نسرٍ كنتُ أرقبهُ على القمم ِ
فلا تحزنْ
حكايانا على البيدرْ
على النبع ِ سأذكرها
وفي أفياء صفصاف ٍ بفيضِ ِ الحبِّ تحكيها
وتمسكُ قبضةً من تُرْب ِ قريتنا وتذروها
وتهمسُ لي :
دماءُ المرءِ ترخصُ كلما باغ ٍ بذرات ِ التراب طغى
أ يا ابتي يكادُ الدمع من عينيك َينهملُ؟
رصاصُ الغدر في صدري ولم أهربْ
فهل تبكي؟
أودعكمْ
وأرجو أن تخطُّوا فوق شاهدة ٍعلى قبري
هنا يحيا شهيدٌ يحضن ُالوطنا
أودعكم .... وأهدابي تضمُّ الآنَ خارطةٌ
لعشق ٍ اسمهُ وطني
أ.... و ... دع .... ك. ..ممم
رمزت إبراهيم عليا