فلا يتدبرون القرآن أم على فلوب أقفالها ... هشام الخاني لعمر الله إنه نداء من العزيز الجبار لكل عبد أن يبذل مافي وسعه ليتدبر القرآن. ولقد أتت الآية من الله وفق استفهام إنكاري تؤكد إنكار الله لإعراض الناس عن فهم المنافع والعظات التي تحويها الايات، كل على قدر استطاعته. وتأكيده (تعالى) انغلاق قلوبهم اذ لم يفعلوا.ولعل الكثيرين تواقون الى معرفة المعنى الحقيقي للتدبر وعلاقته بالتفسير. واقول في معرض الجواب بأن تدبر القرآن مطلوب من الجميع لأن كل فوائد الخلق متضمنة في هذا الكتاب الذي لاتحد مياه بحار الاكوان معانيه ومدلولاته، ومرامي ومقاصد منزله جل وعلا. ولما كان التدبر مطلوبا من الجميع، فقد يسر الله ذلك للثقلين رغم تفاوت العمق بين الناس .. فقال تعالى: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ"-(القمر). والمدكر هو المعتبر او المتعظ. ومن هنا يسر الله كلامه لكل من يريد أن يتذكر ويتعظ ويستفيد.فالتدبر هو فهم الفائدة وادراك الأوامر وتجنب النواهي، والافادة من كلام الله وآياته ابتداء من أبسط المدلولات وانتهاء بأعمقها .. كل حسب عمقه ودرجة ادراكه. وان المتدبر غير ملزم بالتفسير، لأن التفسير شأن دقيق وعظيم لابد من توافر لوازمه في المفسر. وهذا يشير وضوحا الى عدم وجود أمر يلزم الناس بمعرفة التفسير لأن التفسير يحتاج علما وافيا في التوحيد والفقه والحديث واللغة والمحكم والمتشابه وأسباب النزول، والتوافق مع صحيح الحديث، والتنبه الى الفتنة في التأويل، وغير ذلك من جسيم الأمور. وهو أمر مقصور على فئة محددة من اهل العلم الذين بلغوا مبلغا فيه.