السلام عليكم
رواية عزازيل وعنوان لافت جدا , لماذا عزازيل ولم لم يكون الراهب هيبا بطل الرواية؟ سؤال مشروع لكل قارئ!
وهل عنى به الشيطان نفسه أم القرين وهو يردد له كلما وسوس له عزازيل وناقشه بلغة العواطف:
-أنا فيك أنا منك ولن أنفصل عنك...
وهو هنا استجاب لمفاهيم عصره من ضبابية الفكرة آنئذ...
فهل كان له دور في خطايا هيبا؟ وهل السبب كان من الرهبنة التي كان سياق الرواية يخدم فكرة مفادها ان الغريزة متأصلة في الإنسان من الصعب ان تلغيها الرهبة وان يمحوها الإيمان.
وبصرف النظر عن انه استخدم الأثر تاريخي الذي وجد غرب حلب عن رقوق احتفظ بها الراهب هيبا عن سيرة حياته التي تزامنت مع انقراض الموحدين النسطوريين في القرن الخامس عشر الميلادي
زمن العصور الوسطة وتفكك الامبراطورية الرومانية.
**********
بعد قراءتي لرواية ذكرى محمد نادر/قبل نهاية القرن لم أتوقع ان أقرأ أروع من هكذا نص مليئ بالصنعة الروائية واللغة الاستثنائية والسبك المتماسك دون ترهل...ناهيك عن الإبداع الصوري الرائع والذي جمع أطراف الفن الروائي من أجمل زواياه.
لكن رواية عزازيل كانت بطعم مختلف ولاادري سر مقارنتي لتلك النصوص ببعضها!( سبق وكتبت رؤية نقدية لها -تابع في قسم الدراسات النفدية في منتدى فرسان الثقافة)
مايميز تلك الرواية عن غيرها من الروايات أنها كتبت بلغة قوية تناسب عصرها ,وكانت خالية من الاخطاء الطباعية واللغوية عموما والتي تفسد على القارئ متعته , ناهيك عن لغتها المناسبة جدا لروح الكهنوت المسيحي بتعابيره وألفاظه التي توخى فيها الكاتب ضبطها عربيا بجدارة.
كان الرواية كانت ترانيم كنسية رائعة حقيقة,فنكاد نشم رائحة الدير , ونرى الراهب هيبا المصري من النوبة يدب على الأرض...وحتى عواطفه نكاد نتلمسها قريبا منا تماما,ونكاد نقسم انه مثال نادر من الصدق الرهبني إن جاز التعبير.
ونرى أمرا فريدا أن الكاتب يوسف يكاد يضع لهم عقلا متفتحا جدا وربما أضاف المؤلف بعضا من تفكيره المتوزان فيها مقارنة بذاك الزمان, فقد حاول بقدر الإمكان ان يوفر على القارئ الكثير من المواقف الجنسية كثيرة حيث انه من الطبيعي ان تكون في واقع منفتحة أبوابه بهذا الشكل اللافت ورغم هذا كان مباشرا في بعض الأحيان: وقد مان هناك مواقف تقحم هيبا في الخطية اقحاما لاتفسير له حينها/( غياب ام جدة مرتا عنها لإطعام الجنود الرومان البعيدين بعد طلبهم وتركها معه حينا من الزمن!),
ولقد سبقوا عصرهم بذاك الفكر الموضوعي العقلاني الصرف, وهو يتبدى جليلا في فك نسطور وهيبا ومناقشتهم لظروف عصرهم واخطاءهم ومايجري في عالم الأساقفة بإسهاب تقريبا.إلا لو كان يحاول أن يقدم تخيلا خاصا لملئ الفراغات مابين مقولات هيبا المتفرقة والغائب بعضها والممحي من الرقوق.
ومهما ذبحتنا الأحداث بتفاصيلها المؤلمة وانحراف التفكير العام هناك وميله نحو الأقوى ظهرا ودعما إلا ان الفكر الصائب سيبقى كذلك مسطرا على الأقل بتلك الرواية الرفيعة المستوى, والتي نأمل ان تتجسد فيلما أو عملا فنيا يخلو بصراحة من التفاصيل الجنسية التي كانت ترجمة لذاك الواقع حبنذاك .
والذي ميز العصر المسيحي حينها.
كان بإمكانه الشرح أكثر عن مؤتمر نيقيا الذي كان نذير خطر داهم أدى لاحقا لانفصال الكنيسة عن سدة الحكم وابتعادها عن التحكم بها, فقد كانت عدسة المؤلف مركزة كثيرا على هيبا وبقوة وكانها تلبي نداء الرقوق فيه دون
ان يتوه المؤلف كثيرا عن صميم الحقيقة في الأثر التاريخي وهنا نقطة تسجل لصالحه حتى يحافظ على تماسكها وبقوة.كانت اللغة المتعارف عليها حينذاك السريانية والآرامية لغة يسوع, في بلاد الشام واليونانية في كل الأصقاع المسيحية والقبطية واليونانية في مصر,ومنها أتت اللاتينية على حد زعمه.
رواية مطبوخة على نار هادئة جدا خلت من الترهل رسمت بريشة فنان,مغسولة. بآهات المؤمنين,وسنستعرض شواهد منها تدل عموما على ما سردناه من ملاحظات نتمنى ان نكون محقين بها:
تتجسد الأسئلة العقيدية التي كانت صائبة في عقيدة نسطور واتباعه :
-كيف نقول ان السيدة العذارء ولدت ربا؟ونسجد لطفل عمره شهور لأن المجوس سجدوا له!!ص 47
*****************
تعقيب:
وقد كان لقاء هيبا في طريقه لأساقفة انطاكية حيث استقر به المقام باوكتافيا المصرية التي أحب مفتاح ألمه في معرفة ظلم الأساقفة في الاسكتدرية وملاحقتهم لكل متعلم وفلكي ورغم ان اوكتافيا كانت وثنية الا انها اتبعت هيباتيا تلك المتعلمة التي سحلها اتباع كيرلس الاسكندراني انتقاما لعهارتها مع اوكتافيا التي ماتت معها في واجهة الانتقام الكنسي والجمهور الذي تقلب مع اتجاهات الكنيسة وقتها.
************
يتبين التوحيد بقوة وعقيدة نسطور في ص 246 وعلى لسان نسطور:
-لايصح الاعتقاد بان مريم العذراء ولدت الله ! فالله باق على كماله الازلي الابدي فهو الواحد الفرد لايولد ولايموت , وهو يتجلى حينا ويحتجب احيانا بحسب مشيئته.
ص 265
مقولة في الرواية تختصرها كلها:
قال يسوع المسيح : كونوا بسطاء كالحمام فالحمام مسالم لانه لامخالب له فلينبذ الناس ما بايديهم من الاسلحة وعتاد الحرب ! والحمام لاياكل فوق طاقته ولايختزن الطعام فليكف الناس عن اكتناز القوت وتخزين الثروات.
في ص 281
يقول هيبا:
الايام الاخيرة من التدريب كانت في الكنيسة الكبيرة في الساعة الممتدة بين الصلاتين اللتين في الظهر والعصر .
هل كان لهم صلوات قريبة من صلواتنا متعددة؟لم نفهم هنا تماماالا لو كان هذا ترجمة للرقوق فقط. وقد كانت الترجمات للرقوق تكتب في الرواية بخط مختلف لنربطها مع الرواية ككل.
بشكل عام كانت من روائع ماقرات والصدق يمر بسلام للضفة الأخرى...
شكرا لمتابتعكم
والى قراءة لنص آخر.
ملف مرفق 681
ملف مرفق 682
ريمه الخاني 19-2-2011
لتحميل الرواية
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?29209-رواية-عزازيل-وروايات-عالمية-اخرى