البروفيسور ماجد الحاج - خصخصة المدارس يجب أن تكون فقط بعد دراسة أكاديمية عميقة وضمن رؤية شمولية
البروفيسور ماجد الحاج نائب رئيس جامعة حيفا وعميد البحث العلمي يؤكد ذلك خلال يوم دراسي حول التعليم العربيّ بين الواقع والتوقعات
بحضور عشرات الشخصيات التربوية ورؤساء المجالس المحلية والبلدية والمفتشين التربويين ورؤساء أقسام المعارف والوزير السابق غالب مجادلة، عقد في هرتسليا هذا الأسبوع يوم دراسي بعنوان "التعليم العربيّ بين الواقع والتوقعات" بالتعاون بين المركز الأكاديمي للتنمية البشرية برئاسة البروفيسور ماجد الحاج نائب رئيس جامعة حيفا وعميد البحث العلمي وشبكة عتيد للتربية والتكنولوجيا.
شارك في اليوم الدراسي الدكتور نهاد علي والدكتور أيمن إغبارية، وأقيمت ندوة في قضايا خصخصة المدارس وكيفية الحفاظ على التربية والتعليم في العهد الذي تعاني منه السلطات المحلية من أعباء ومشاكل اقتصادية جسيمة. شارك في الندوة الدكتورة رويدة أبو رأس من كلية بيت بيرل، وجيه كيوف، رئيس مجلس عسفيا، عز الدين عماش، رئيس مجلس جسر الزرقاء؛ محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة لشؤون المواطنين العرب؛ يعقوب زوهار، رئيس اللّجنة المعينة في طرعان؛ مروان محاجنة مدير المركز التكنولوجي التربوي في أم الفحم وأدار الندوة الإعلامي نادر أبو تامر.
وكانت هناك محاضرة رئيسية ألقاها البروفيسور الحاج، تطرق فيها إلى مسألة التعليم في عصر متغيّر، مشيرًا إلى أن واحدًا من كلّ عربيين هو طالب، وبالتالي فالتربية والتعليم اليوم هي قضية وجودية والتوقعات هي أعلى من الواقع بكثير. في الستينات، كما قال، لم تكن لدينا إلا إعداد قليلة من الأكاديميين، أما اليوم فلدينا 65 ألف حاصل على البكالوريوس وما فوق من الشهادات الجامعية، بالإضافة إلى حوالي 40 ألف طالب في الجامعات والكليات الأكاديمية وجامعات الأردن والخارج، ولدينا الآن "ثورة" بكل ما في الكلمة من معنى، لكن معظم هذا التغيير هو تغيير كمي وليس تغييرًا نوعيًّا، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم كيفية الانتقال من الكم الى الكيف. وتحدث عن ضرورة تشجيع البحث العلمي دون الاكتفاء بأن يكونوا موظفين في وزارة التربية والتعليم والسلطات المحلية، وذكر في محاضرته أن الخصخصة لا يجب ان تكون هي الحل بحد ذاته، بل يجب أن تكون جزءًا مِن كلّ، من بناء رؤية شمولية ودراسة مستفيضة منوهًا إلى ضرورة أن تكون الحلول شمولية ومدروسة وعميقة.
وتحدّث البروفيسور ماجد الحاج نائب رئيس جامعة حيفا وعميد البحث العلمي عن أهمية استيعاب الأكاديميين العرب للنهوض بالمشهد التربوي على المستوى القطري لصالح المجتمعين العربيّ واليهودي في البلاد. وقال إنه لا يعتبر ماجد الحاج نموذجًا فرديًّا وإنّما هو سفير لتطلعات الجماهير العربيّة برمتها. وتحدث عن ضرورة التفوق والتميز وليس التباكي، وقال إنه يعارض "التمييز التصحيحي" معربًا عن ضرورة تبني معادلة "تصحيح التمييز"، بحيث يمنح أبناء الطبقات الضعيفة الفرص المتكافئة لكي يحققوا القفزة النوعية المأمولة.
واختتم البروفيسور ماجد الحاج محاضرته الشاملة بالقول بأن تجربة الأقليات في العالم، أثبتت أن السبيل الوحيد لتغيير وضع الأقلية بشكل جذري واختراق الحواجز التي تنتج عن سياسة التمييز هو التفوق العلمي، أي أنه "بالتميّز نكسر حاجز التمييز".