وتعطلتْ لغة ُالكـــلام ْ
شعـر : جميلة هادي الرجوي
يا حاملا عطرَ السواقي وانتعاشات
الهوى بعد المطرْ
يا ممسكا بالكفة اليمنى نجوم الكون ِتهديني
وفي الأخرى القمرْ
ألبستني عقد الأماني المورقاتِ
فرشت دربي بالورود وبالعهود
الــزاهية ْ
ونثرت في عمري وأيامي ابتسامات
القدرْ
وهمست في سمعي بألحان الوفاءِ
الحــانية ْ
فأعادت الزمن المضمخ بالشذى
حيث السكينة تغمر الأجواء
تسكنني فلا أخشى الخطرْ
* * * * *
أسكنتني قمم الجبالِ
منحتني حلل الجمالْ
وبنيت لي من لؤلؤ الكلمات
قصرا من خيالْ
أقسمت أنك لن تحيد عن الهوى
وبأنني أصبحت معطفك الذي
يحميك من برد الشتاءٍ
ويحتويك بدفئه
أيام مكثك والسفرْ
وبأنني قطر الندى
سقطت على الأغصان فانتعشت
وعانقها البهاءُ
وفاح في جنباتها عطر المحبة
والزَّهرْ
هل كان حبك صادقا ؟
أم كان صرحا من خيال في التماع
البرق غاب عن البصرْ!!
أم أنه طبع الهوى
ما فاز فيه مولّهٌ مهما صبرْ
والعاشقون حصادهم فرش من الأشواك
في ليل تلحف بالدموع وبالسهرْ
أدمنت حبك لا أبالي بالهوى المروي
عن ليلى وعن لبنى
وما حملت مآسي العشق
في ماضي الزمان من العبرْ
وأنا التي يوما نصحت العاشقين بترك
باب العشق مهجوراً
إذا راموا الحياة بلا كدرْ
أهديت غيري حكمة الأيام ثم تناثرت
مني الخطى خلف الأثرْ
أغمضت عيني حين عانقت
اشتهاء الوقت في الوجه المضيء
فلا ترى سحب الدمارْ
من خلف بابك والستارْ
واستوطن العشق المحمل بانسراب
الحلم من كفيك
في وجهي المكبل بالأسى
ما عاد خوفٌ أو حذرْ
***** *
هام الفؤاد وطار في آفاق ظلك
ليس يسأم أو ينام ْ
تمضي به الأيام مثقلة بهمّ البعد
يغتال الأماني سهمه ويذيقه
غصص المذلة وامتهانات الغرام ْ
ضاق الفؤاد بحمله ومضى يفتش
عن سبيل لاقتناص الفجر
في لجج الظلام ْ
هل كان نورا ما تلألأ في المدى
يهب السكينة والسلام ْ؟
أم كان زيفاً للهوى
متلبسا طعم الردى
في جوف بحر هائج الأمواج
في كُرَبٍ عظام ْ
ما عاد ينفعني السؤالُ ولا سحابات الندم ْ
قد أُغلقت دوني المدائنُ وانتهيت إلى العدم ْ
وتملكت مني الدموع
وفارق الثغر ابتسام ْ
مذ أجدبتْ أحلامُنا
وتعطلتْ لغة ُالكــلام ْ!!