سكنت في جسد الآخر.. غابت.. سقطت في الفخ المنصوب لها..، و تأرجح عامود.. ينفخ في صور الصمت..، يتابع تقنين الشارع..، سمع المسئول، فقام برصف المنطقة الحرة ..، كتب السكان علي اللافتة نظاماً يضمن رفع القشرة عن كل رصيف.. أحد السكان تولي لافتة أخري تكشف سر هروب البنت من المشرق للمغرب..، اعتقد الشرطي مظاهرة تحت اللافتة الأولي، واستنتج أن الإرهاب يخطط تحت اللافتة الثانية اشمئزازاً مفتعلاً... قرر تبليغ الشاهد عما سوف يقول..، وعادت حملات الحي المسئول تكسر في الأسفلت وتبحث عن جسد الهاربة..، وظلت تبحث..، تقبض..، تجلد أسلاك التيار جلود السكان جميعاً..، ضرب المدفع..، حان أذان المغرب.. خرجت نحو المائدة تقلب في الأطباق ولم تأكل شيئاً..، كان لسان الحال يقول:- " وكيف تصوم و تفطر دون شهادتها؟! .. هل تقبل السنة المخبر والشاهد؟ أم تعلن حرية سكان الشارع .. تزرع لافتة ثالثة في الجانب الآخر؟ "
دارت شاردة حتى سمعت طفلاً يصرخ :- "لا.. تَصْفِيَةُُ لا"
فتحت عينيها .. قرأت سورة مريم والسجدة .. راحت تبكي.