كـطيفِ اللـيــالــي أتـتـْني رغـَــدْ
أتـتْـنـي تـغـنّــي كــطـيـرٍ غـــرِدْ
فـأبـكـت فـؤادي وذابَ الـحـشــــا
وثـارت شــجونـي ودمعي اطردْ
فـلا تـعـجـبـوا من شؤون الـلـقــا
فـهـذا زمــانٌ كــثـيــــرُ الـعــقــدْ
ومــمّـا أقــاسي شــتـمْـت الـدُّنـــا
فــلولا الــدنا ما تــلـظّى الـكــبَـدْ
بــهـا أزهـرت ذكـريـاتُ الهــوى
وذكــرى أبـيــهـا شــهــيـدُ البـلـدْ
بـيـوم اســتطارت وحوشُ الردى
نــظـامٌ جــديــدٌ لــغـربٍ فـســــدْ
دعـــاةُ الحضاراتِ تـعـسـًا لـهــم
وتــعـسـًا لـمـن بـالمتاهي انـفـردْ
بــنـيـنـا فـكـنّــا أمــانــًا لــهـــــــم
وهـا هــم ثـعـالـي بـثوبِ الأســدْ
فـــلا مـنـصـفٌ مـنـهــمُ يُـقــتـدى
ولا من شـــريفٍ ، فـأين السَّــدَدْ ؟
ويــا ويـح مـن عـذّبـوا طــفــلـــةً
ولـم تـدر يــا مـنـيـتـي ما الجــلـدْ
ويـا ويـلــهـم إذ أراقـــوا الـدِّمـــا
وهــدّوا الـمـبـاني على مـن رقـدْ
ويـا بـؤسـهــم إذ يـحـيــن الـلـقــا
ويُــخزي إلــهي جـيـوشَ الحسـدْ
أتــتـني ويـا لـيـتــهـا تــبـتــعـــــدْ
لـتـطـفـي أنــيـنـي ونــار الـكـمـدْ
لـعـلـي مـع الـبــعـد أسـلو الأسى
وأنـسى جـراحــًا تــحـبّ الأبـــدْ
فــفــيـهـا من الخــلّ سـيـما التقى
وفـي فكرها مـنـه ومـض الرشدْ
لـقـد تـحـتـفـي في السجايا المهــا
ولــن يـمـتـري والــدٌ مـا ولـــــدْ
أعــادت إلى القلب ما قــد مضى
ومـمّـا قـضـيـنـــاه جَــزراً ومــدْ
وفـيـهـا مــن الحبِّ مـعـنـــى أبٍ
رأى الــودّ ديــنــًا وروح الجسـدْ
فـصان المغاني أنــــار المـــــدى
على أن نــنـال الـذرى والرغــدْ
أحـبَّ الـتـحــاقـًا بركب الـفـِـــــدا
لـتـسـمـو الـمراقـي نهوضًا لـغـدْ
ومـا زال يـشــدو إلى أن ســـرى
شــهـيـداً بــأرض الجمالِ اتـســدْ
فـعـد يـا زمــان الحيارى بـنــــــا
لـقـد طــال حــزني وصبري نفـدْ