|
من لي ببغداد؟ سعيي حول كعبتها...
رداً على قصيدة عبد الرزاق عبد الواحد
--------------------------------------
باقٍ يقيني ونبضُ الحرف يشجيني
وفيكَ ما فيك من سخنٍ وتسخينِ
يامن دعاك لظى ماضٍ تقدّسهُ
ان لا تقول سوى شينٍ بتزيينِ
أسرفتَ في ذكرك المعسول لامرأةٍ
كانتْ تقولُ عليكَ الدين بالدينِ
بغداد مزدانةٌ بالصبرِ يرفعها
بغداد مزْهُوَّةٌ بالسين والشينِ
لكنْ ذئاب الكراهيات تذبحها
للثأْرِ ناقمةً من قتل تِنِّينِ
منِ لي ببغداد يا ابنَ الناس كيفَ
تقولها؟ عليكَ الأسى فاسمعْ ملاييني
روحي ببغداد كيف الإِنفلاتُ وقدْ
شَدَّتْ على يدها مجرى شراييني
العشقُ يغمرني صبحاً على غسقٍ
يبوسُ أحلى حروفي في سناديني
أَضمُّ أهلي وأهلي الخوفُ يحرسهمْ
من داخلين عليهمْ بالسكاكينِ
منْ حاقدينَ استدارَ الدهرُ عنْ غدِهمْ
ورأْس أفعاهم الملعون في الطينِ
الأعظميَّةُ في أحلى إناقتها
رشَّتْ على شعرها أبهى الرياحينِ
منْ بعد ما قطّعتْ آمالَ طاغيةٍ
يا طولها طاولتْ كلّ الثعابينِ
يا للرصافةِ والكرخ العضيد لها
والنهر يزحفُ بين الّليّ واللينِ
في كلّ دربونةٍ حلمٌ لمنتظرٍ
والجسرُ يحضنُ بوْسَ الحُور للعينِ
الشوقُ يسكبنا ورداً لعاشقةٍ
حتى غَدَتْ جنةً أمُّ البساتينِ
والكاظميةُ أمضتْ كلَّ ليلتها
منْ أجل أنْ تمنحَ الزيتون للتينِ
جسرُ الأئمة ثقبٌ في ضمائرنا
يمتدّ جذراً الى احدى وتسعينِ
ثغرُ الفراتين أخفى ضوءَ بسمتهِ
يلتاعُ من يوم سامراء للحينِ
حيث المروءات قد نامتْ مروءَتُها
أُمُّ النياشين من دون النياشينِ
يا قبَّةً سجدتْ لله ما تعبتْ
رغمَ التوجّع من حقدِ الملاعينِ
يا شاعراً كيف لمْ تؤْلِمكَ مِحْنَتُها
أمْ كان شُغْلُكَ إيقادَ الكوانينِ
تشكو الظليمةَ لاسْتشهادِ نَوْرَسةٍ
أطوارُ أكبرُ منْ كلِّ التآبينِ
في القلبِ من غَبَشٍ أطوار بهجتها
مزروعةً وردةً في طور سينينِ
يا امَّ هارون ما أحلى مرابعنا
منْ بعد قارونها يا اُمَّ هارونِ
يا قامَةَ الذكواتِ البيضِ يا نَجَفَ
الأيمان يا نينوى يا أختَ ذِنّونِ
تلّعفر نَزَحتْ من خُبْل إسفينِ
ما أنْ ذوى أقْفَلَتْ نِسْراً لنسرينِ
يا ناصريةُ يا بعقوبةُ اتَّحِدا
يا كربلاءَ الحسين الطفّ ضُمِّيني
يا نخلةً سرَّحتْ سعفات بَصْرَتِها
عند المثنى فصاح الشوقُ كوّيني
والكوتُ في ألقٍ مدَّتْ أنامِلها
دفئاً لطيفاً الى كركوكِ حنّيني
يا فُقْرَ ميسان عِظْني حكمةً أنَاذا
مجنونُ قَوْمي فلوِّعْني ونبِّيني
يا هيتُ يا واحة البلّور يا كفني
يا بَوحَ ضوءٍ جريءٍ منْ يسينينِ
يا رأسَ فلوجةِ التكبير في شَمَمٍ
يا بابل المنتهى أمُّ القوانينِ
يا عانةُ أنْتعشِي يا راوةُ انْشَرحِي
هذا أوانٌ لإبداعِ الميامينِ
هذي دٌجَيلُ النهاراتِ التي أنْفَتَقَتْ
أنْهارُ آذارِها في بخْلِ تشرينِ
يا كُرْد يا تركمانُ الخالُ في النونِ
ليلُ الدواوين في بيضِ الفناجينِ
منْ لي ببغدادَ؟ سَعْيي حوْلَ كعْبَتها
الكاظم الغيظ ياربّ المساجينِ
منْ لي ببغداد لا، هذا معَظَّمُها
المظلومُ نعْمانها ندُّ السلاطينِ
قارورةُ الصدرِ غطّى شعْرُ ضوْعَتها
برْدَ الوزيريّةِ السهرانِ يا عيني
والخَلْقُ في غرَّة المنصور يسحرهمْ
مشيُ الكناري بعصريِّ الفساتينِ
خذْني لكرّادةِ الحلوين أعشقُها
طهّارها اللهُ من رجسِ الشياطينِ
يا شارعَ النهر خذْ قلبي على عجلٍ
كيْ لا يرى قُبْلتي أهلُ الدكاكينِ
بيتٌ من الدمع ملقيٌّ على شَفَتي
مقهى أمِّ كلثوم قَهَوْيني وغفّيني
الأغبياءُ ارتَضَوْا تجفيف أغنيتي
واسْتَضْعفُوا مطري أمّاهُ بوسيني
استيقظُ الليل وحدي ثُمَّ أنْزَعُني
كيْ أرْتدي وطناً من سفرِ تكويني
قفْ بي بسوقِ السراي الآن يشربني
سحرُ الغبار الذي فوقَ العناوينِ
مولايَ خُذْ لحْيتي خُذْ شيْبَ خمسيني
قفْ بي ولو لحظةً في حلْم عشريني.
يا زفة القاسم ال ماذاق نشوتها
عرس من الهم والدنيا تلاويني
يا بؤس حرملة يختار اجملها
والسهم يصرخ يا الآلآم نسيّني
فزت على وجعي ما لم يقله فمي
احزان فاطمة اشجان لينين
الكون حنظلة تستاف سكّرتي
ما همني سعيها ذنبي يكفّيني
سلمت امري الى الاخلاق تنجيني
فاستلّ كافورها اثما ليرميني |
|