زراعة الأمل...
لملم أغراضه ومضى...كانت تراقبه من بعد..وتتخيل الموقف العنيد الذي أدى به لهذا الأمر المؤسف..
واضح تماما انه سنصرف نهائيا ويترك كا امجاده وماضيه..قسامته العابسة وامتعاضه يوحي بالكثير الكثير...
ما جعلها أكثر حزنا هذا الحلم اللئيم الذي تكرر مرارا في ذاكرتها وحلمها...!!شجرة تصرخ!! اليست روح هي الأاخرى تتالم وتتوجع؟
هل انتهى المعنى بهذه الرؤية الضبابية لهذا الموقف؟
***
خرجت العائلة لنزهة قريبة ,وكم هي المرات التي ذهبت مع أسرتها لنفس المكان!! ماسر هذا الإصرار؟؟
هو اللغز الآدمي الغريب...
صرخ والدها فجأة:
-لقد قلعوا تلك الشجرة التي كان عمرها مئتان عاما..!! جريمة نكراء..جريمة شنيعة ..جريمة قبيحة وأكثر..
ومن اجل ماذا؟ من أجل بناء تجاري ضخم يزيد الطين بلة!!
يا لهذه الحضارة التي تقتل كل روح غضة حقيقية وتضع علبا حجرية صماء تلهث و راء عائد مادي ظالم!!!
ركضت إليها وهي مرمية بعد عطاء سنين طويلة والجرافات مافتئت تجرف الماضي بحقد الحاسد الباغي...
صرخت في وجوهههم القاسية :
-كفى كفى..لاأريد ان أراكم هنا ...اقتلوني لو أردتم بدلا من الأشجار...
لكن احدا ما لم يسمعها أصيبوا بالطرش العقلي....
أبعدها والدها برفق وهي حبيسة الدموع والقهر والألم..لقد حملت تلك الشجرة كل تواريخ نزهاتها وكل ومضات مواقف كثيرة سجلت فرحها وحزنها...
تحملتها وحملتها عاليا على أغصانها وربما هناك الكثير من أمثالها..كم من ثمر سقط كرما دون حساب...
مسحت دموعها بحسرة...
نظرت إلى عرق أخضر مازال حيا في طرف الوادي..
أخذته بحنان ,زرعته بعيدا جدا عن هذا الحقد البشري....ومضت معهم...
-لنا عودة
أم فراس 31-10-2009