السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأحاديث الضعيفة، التي يشتهر ذكرها بين الناس في رمضان:
1- (( لو يعلم العباد مافي رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها، إن الجنة لتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول ....)) الخ، وهو حديث طويل.....
فهذا الحديث رواه ابن خزيمة (رقم:1886) وابن الجوزي في (( كتاب الموضوعات)) (2/188-189) وأبو يعلى في (( مسنده)) ، كما في (( المطالب العالية)) ( ق 46/أ- ب / النسخة المخطوطة) من طريق جرير بن أيوب البجلي، عن الشعبي، عن نافع بن بردة ، عن أبي مسعود الغفاري.
وهذا حديث موضوع، آفته جرير بن أيوب ، ترجمه ابن حجر في (( لسان الميزان)) (2/101) وقال: (( مشهور بالضعف)) ثم نقل عن أبي نعيم قوله فيه: ((كان يضع الحديث)) وعن البخاري قوله : (( منكر الحديث )) وعن النسائي : ((متروك))!!
وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع ، وقال ابن خزيمة بعد أن رواه : (( إن صح الخبر، فإن في القلب من جرير بن أيوب البجلي)).
2- (( يأيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة وقيامه تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ... وهو شهر أوله رحمة ، ووسطه مغفرة، وأخره عتق من النار ...)) الخ.
وهو طويل أيضا ، اقتصرنا على إيراد أشهر كلام فيه .
وهذا الحديث رواه ابن خزيمة أيضا ( رقم:1887) والمحاملي في (( أماليه)) (رقم: 293) ، والأصبهاني في ((الترغيب)) ( ق/178، ب / النسخة المخطوطة) من طريق علي بن زيد بن جدعان ، عن سعيد ابن المسيب عن سلمان.
وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، قال ابن سعد: (( فيه ضعف، ولا يحتج به))، وقال أحمد ابن حنبل :
(( ليس بقوي )) ، وقال ابن معين : (( ضعيف)) ، وقال ابن أبي خيثمة : (( ضعيف في كل شئ))
وقال ابن خزيمة : (( لا أحتج به لسوء الحفظ)) . كذا في (( تهذيب التهذيب)) ( 7 /322-323).
وقال ابن خزيمة بعد روايته له : (( إن صح الخبر)) ، وقال ابن حجر في (( الأطراف)) : (( ومداره على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف)) ، كما نقله السيوطي في (( جمع الجوامع)) ( رقم : 23714 – ترتيبه).
ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه في (( علل الحديث)) ( 1 / 249) : (( حديث منكر))!
3- (( صوموا تصحوا))
وهو قطعة من حديث رواه ابن عدي في (( الكامل)) ( 7 /2521) من طريق نشهل بن سعيد ، عن الضحاك ، عن ابن عباس.
ونشهل متروك كان يكذب، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.
ورواه الطبراني في (( الأوسط)) ( 1 / ق ، 69 / أ – مجمع البحرين ) . وأبو نعيم في (( الطب النبوي)) كما في (( تخريج الإحياء)) ( 3 / 87) . وابن بخيت في (( جزئه)) – كما في ((شرح الإحياء)) ( 7 / 401) – من طريق محمد بن سليمان بن أبي داوود، عن زهير بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبي هريرة.
وسنده ضعيف ، قال أبو بكر الأثرم : (( سمعت أحمد – وذكر رواية الشاميين عن زهير بن محمد – قال: يروون عنه أحاديث مناكيرهؤلاء )) ، وقال أبو حاتم : (( في حفظه سوء ، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه))، وقال العجلي : ((وهذه الأحاديث التي يرويها أهل الشام عنه ليست تعجبني)) كذا في (( تهذيب الكمال)) (9 /417) .
ومحمد بن سليمان شامي مترجم في (( تاريخ دمشق)) (15 / ق386- النسخة المخطوطة) فروايته عن زهير كما نصص الأئمة – منكرة ، وهذا حديث منها. !!
4 – (( من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولامرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه)).
وهذا حديث علقه البخاري في (( صحيحه)) ( 4 / 160- فتح الباري) دون إسناد.
وقد وصله ابن خزيمة في (( صحيحه)) (1987) ، والترمذي (723) ، وابن ماجه(1672) ، والنسائي في (( الكبرى)) ، كما في (( تحفة الأشراف)) ( 10 /373) ، والبيهقي (4 /228) ، وابن حجر في(( تغليق التعليق)) (3 /170) من طريق أبي المطوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة.
وقال ابن حجر في (( فتح الباري)) (4 / 161) : (( واختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت اختلافا كثيرا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب ، والجهل بحال أبي المطوّس ، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة)).
وقال ابن خزيمة بعد روايته : (( إن صح الخبر ، فإني لا أعرف ابن المطوّس ولا أباه )) ، فالحديث ضعيف أيضا.
منقول