ما كنت للبيت العتيق موليا
ليعيدني نحو الديار وفائيا
يا ويل قلبي حين لاح فراقكم
والشوق فرض يستفز دموعيا
كيف الذين تركتهم في دارنا
يتواصلون معي وصال دمائيا
لا الهجر عانقني ولا عانقته
تسقي الطيور لقائهم بـ لقائيا
من ذا الذي ربط الوشائج بيننا
حتى أواصرهم تفوق ولائيا
يسري بأعماق الحنين عبيرهم
ويدكّ أطراف الأديم غنائيا
وكذا أوثق للحقيقة حقها
وأضيفها للمشرقين موافيا
والناس كل الناس تعرفني بها
و بها عرفت مولعا متماهيا
مهما تناءت رحلتي وتباعدت
يفضي الرحيل إلى اعتناق إيابيا
لن أدعي يوما صناعة فكرة
إن تحتوي ما ليس لي ..أو ما ليا
لا اشتهي صيد العقائد جملة
أو بالفرادى سقتها متباهيا
وكأنني ما عدت أفهم ما انقضى
أو ما يجيء ليحتفي بزمانيا
لمت القفار وفي يديّ جداولا
كي لا أفتش في الفراغ فراغيا
رمت المحبة لا خيار لمن أتى
صوب الحياة مجاهدا أو هاويا
لو ما اكتفيت بما تبوأ بيننا
ليكون رصدي للنجوم هوائيا
رقص النسيم مخالفا لهبوبه
حتى يناوله الربيع دوائيا
ما كنت أخشاها الصراحة إنما
فضل السكوت هنا بدا متفانيا
قل ما تريد لـ ربما سترى الذي
أخفى الغياب وان تسامر ناديا
أحمي مدادي من فخاخ وشاية
تبدو بلمح العين موجا طافيا
جاءت بشائره كغيث حالم
يأتي لينتزع السقام مداويا
ما كنت كاتب صدفة عبرت به
صدف الزمان الى المعابر ساهيا
أو قصر رمل شُيدت أركانه
دون العماد على المهالك لاهيا
تكبو الحياة على يساري بينما
وعلى يميني يستقيم كتابيا
وبقيت أحفظ للمعاد مكانتي
والعود أحمد للوداع مساويا