السلام عليكم
--------------------------------------------------------------------------------
القوافل التجارية عند عرب الجاهلية
( القوافل) تنقل التجارة عن طريقها، لضمان حماية الأموال والاروح.
القافلة: الرفقة القفال والمبتدأة في السفر. وذكر علماء اللغة أن القافلة : هي العير. وذكر بعضهم أن العير هي الإبل التي تحمل الميرة، أو كل ما امتير عليه أبلا كانت أو حجراً أو بغلاً. وقد أطلق أهل السير والتاريخ ومن تحدث عن وقعة بدر: لفظة عير : على قافلة قريش التي كان يرأسها: أبو سفيان، كما أطلق بعضهم ركبان قريش على من كان مع أبي سفيان من تجار قريش، معهم أموالهم وتجارتهم من بلاد الشام.
وبعض المؤرخون يطلقون لفظة العير على قوافل قريش بغير حصر ، مهما كان حملها. فلما تحدثوا عن سرية حمزة إلى العيص استعملوا هذه الفظة عير قريش، واستعملوا هذه اللفظة في مناسبات أخرى، مما يدل على أنهم أرادوا بها قافلة، اى جماعات السفر، مهما كان حملها.
(الركبان والركب) ركاب الإبل. وقال بعض علماء اللغة: الركب: ركبان الإبل في السفر دون الدواب ، وهم العشرة فصاعداً، من الجائز استعمال الركب: للخيل وللجيش.
( القيروان) الجماعة من الخيل . والقفل، جمع قافلة. وهو معرب(كاروان) وقد تكلمت به العرب. قال امرؤ القيس:
وغارة ذات قيروان **** كان أسرابها الرعال
(اللطيمة) العير التي تحمل الطيب. وذكر أن اللطيمة العير التي تحمل وبز التجارة. فاللطيمة، قافلة تحمل تجارة نفيسة إلى الأسواق. وقد كان ملوك الحيرة يرسلون لطائمهم إلى الأسواق، لتتاجر بالطيب ، وفيهم النعمان بن المنذر، وكان يبعث إلى سوق عكاظ في وقتها بلطيمة يجيزها له سيد مضر، فتباع وتشترى له بثمنها الادم والحرير والوكاء والمغراء والبرود من العصب والوشى والمسير والعدني.
(ركاب) وهي العير التي تخرج ليجاء عليها بالطعام، ركاباً حين تخرج ، وبعد ماتجئ. وتسمى عيراً على هاتين المنزلتين. والتي يسافر عليها إلى مكة أيضا ركاب تحمل عليها المحامل، والتي يكترون ويحملون عليها متاع التجار وطعامهم كلها ركاب، ولا تسمي عيراً ، وان كان عليها طعام، إذا كانت مؤاجرة بكري. وليس العير التي تأتي أهلها بالطعام، ولكنها ركاب. يقال: هذه ركاب بني فلان.
ويقال زيت ركابي، لأنه يحمل من الشام على ظهور الإبل.
( العسجدية) ركاب الملوك التي تحمل الدق من المتاع. فهي عير إذن تحمل متاعاً ثميناً، كالذهب والجوهر.وذكر أن العسجدية الإبل تحمل الذهب، وهي وركاب الملوك التي تحمل الدق الكثير الثمن ، والسوق يكون فيها العسجد، وهو الذهب، وركاب الملوك وهي إبل، كانت تزين للنعمان بن المنذر.
(الميرة) يجتمع نفر للذهاب إلى السوق للامتيار منه، وقد يذهب أصحاب البيوت إلى الأسواق يميروا أهلهم بما يحتاجون إليه من طعام ولباس.
(السابلة-الواطئة) هم المارة. سموا بذلك لواطئهم الطريق. وهم الذين يسلكون الطرق. والسابلة من الطرق المسبولة ، المسلوكة، وابن السبيل، هو ابن الطريق، والذي قطع عليه الطريق، والمنقطع.
والمحجة: كل طريق يكثر الاختلاف عليه، ويسمي الطريق المدروس الاتيار المليكي، ويسمي الطريق الضيق الحبل شركاً، وجبال الطريق ايتارة. وطريق جادة، اى مجدودة بالوطء ، وقارعة الطريق، في معني مقروعة والربع الطريق. وكلما كانت الأموال ثمينة وكثيرة، كانت القافلة كبيرة يحرسها عدد كبير من الحراس لحمايتها من لصوص الطرق وقطاع السبل الذين كانوا يعيشون على سلب والنهب.
(الحراسة) وتعهد حراسة القوافل منذ يوم مغادرتها مكانها إلى حراس أشداء أقوياء يحملون سلاحهم معهم لمقاومة المعتدين. أما رئاسة القافلة، فلا تعطي إلا للمعروفين بشجاعتهم وبقوتهم وببأسهم وبالحيل وبمعرفتهم للطرق، ولأهل البيوت والجاه العريض والسمعة بين القبائل. فرئيس القافلة وكبيرها، هو دماغها المفكر وقلبها النابض، وعلى حركاته وأعماله يتوقف مصير القافلة ومصير الأموال الثمينة التي توضع تحت يديه، فإذا اظهر الرئيس جبناً أو عدم قدرة في قيادة القافلة وفي الدفاع عنها، حين تعرضها للخطر، فقد تقع فريسة سهلة بأيدي لصوص الطرق، وتنهب أموالها، فتكون هذه النتيجة طامة كبرى للمساهمين في أموال القافلة.
(الأدلاء) هم الخبراء بطرق البوادي لإيصالها إلى أهدافها بأمن وسلام وبأقصر الطرق. ومن هؤلاء الادلاء في الجاهلية: قريش بن بدر بن يخلد بن النضر كان دليل بني كنانة في تجارتهم مكان يقال قدمت عير قريش ، فسميت قريش بذلك. والمطلب السلمي في غزوة بئر مؤنة.
(الفندق) بمعنى المنزل الذي ينزل به التجار والمسافرين ، وهي من الألفاظ المعربة عن اليونانية. وقد استعمالها عرب بلاد الشام. ويظهر أنها من الألفاظ التي شاع استعمالها في الإسلام.
ولم تكن منازل أهل الجاهلية منازل مبنية بالضرورة ، فقد كان المسافرين يضربون لهم خياماً يأوون إليها ، أو يلجأون إلى ظل شجرة ، يحتمون به من أشعة الشمس ، وقد يفترشون الأرض وينامون جنب إبلهم ، وكل مايلزم في المنزل أن يوجد به ماء. فالماء هو إكسير الحياة بالنسبة للمسافر، وهو أهم لهم من الطعام ، فطعامهم في ذلك الوقت طعام قليل بسيط، تمرات مع لبن، أو سويف، وما شاكل ذلك، ثم هم لايكلون كثيراً ولا يقيمون لوجبات الطعام وزناً، وقد يكتفي احدهم بأكلة واحدة من هذه الأكلات الجافة التي يحملها، وقد يقتاتون بما يجدونه من نابت في طريقهم من ثمر شجر بري أو بقل أو أعشاب ولهذا صارت المنازل على مواضع الماء.
(الفرسخ) عند علماء اللغة الراحة، وفرسخ الطريق وهو ثلاثة أميال هاشمية، أو ستة أو اثنا عشر ألف ذراع، أو عشرة ألاف ذراع ، سمي بذلك لان صاحبة إذا مشي قعد واستراح من ذلك، كأنه سكن . واللفظة من الألفاظ المعربة عن الفارسية. وقيل: الفرسخ الساعة من النهار.
الميل: مقياس تقاس به الأبعاد ، يقال قطع كذا ميلاً. وهو منار يبني للمسافر في أنشار الأرض، ومنه الأميال التي في طريق مكة، وهي الأعلام المبنية لهداية المسافرين.
(العلامة) شئ منصوب في الطريق يهتدي به . ويقال لما يبني في جواد الطريق من المنازل يستدل بها على الأرض أعلام. والأعلام الحدود. والمعلم،مايستدل به على الطريق من الأثر. فقد كان من الصعب حتى على خبراء البادية الاهتداء إلى الطرق بدون وضع علامات تشير إليها.
(النعامة-المفازة) قيل علام من أعلام المفاوز يهتدي به. والمنقل ، الثنية في الجبل وكل طريق في الجبل نقيل ، في لغة أهل اليمن.
والآجام: علامات وأبنية يهتدي بها في الصحاري. والوجم، حجارة مركومة بعضها فوق بعض على رؤوس القور والآكام، وهي أغلظ وأطول في السماء من الاروم. وحجارتها عظام،لايحركها الإنسان ولو اجتمع جمع منهم بصعوبة، ينسبها الناس إلى صنعة عاد . والأرام الأعلام تنصب في المفاوز يهتدي بها، أو خاص بعاد، اى بأعلامهم، والاروم الأعلام في المفاوز، وكان من عادة الجاهلية، أنهم إذا وجدوا شيئاً في طريقهم لايمكنهم استصحابه تركوا عليه حجارة يعرفونه بها حتى إذا عادوا أخذوه. وقيل قبور عاد.
وتراعي القوافل في سيرها إلى أهدافها الأخذ بأقصر الطريق الآمنة المطمئنة تتوفر فيها المياه ، وقد تعدل من سيرها فتسلك طرقاً بعيدة أو وعرة إذا أحست بعدو يتربص لها في الطريق المسلوك ، أو بلصوص ظهروا فيها، أو بقوم يريدون الاستيلاء على قافلتهم، كالذي فعله أبو سفيان مقفلة من الشام يريد مكة، حيث بدل طريقه، فحوله عن بدر، وساحل، فأضاع بذلك الفرصة على المسلمين ووصل سالماً بقافلته إلى مكة.
للاستزادة انظر: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام.
عن منتديات العز بتصرف