حتى لا ينقطع الخير بين الناس
كان أحد الفرسان المسلمين يمتطى صهوة جواده مرتحلا عبر الصحراء، وفى هذه الأثناء وجد رجلا ضائعا يلهث من شدة العطش، طلب الرجل من الفارس أن يسقيه الماء، فسقاه حتى ارتوى، صَمَتَ الرجل قليلا ، فشعر الفارس أنه يخجل من طلب الركوب معه فقال له: هل أحملك على فَرَسِي إلى حيث تجد مسكنك؟، فقال الرجل: الحق أنك فارسٌ كريمٌ ، قد كنت أود ذلك منك لكن منعني خجلي!، حاول الرجل الصعود لكنه لم يستطع وقال: اعذرني، أنا لست فارساً، أنا رجلٌ عادى لا أعرف ركوب الخيل، اضطر الفارس إلى النزول كي يساعد الرجل على ركوب الفرس، وما إن صعد الرجل على الفرس حتى انطلق به هاربا كما لو كان فارسا محترفا...أيقن الفارس أنه قد تعرض للخديعة ... فصاح بالرجل، اسمعني يا هذا، اسمعني ، شعر اللص بأن نداء الفارس لا يحمل نبرة الاستعطاف، فقال له من بعيد، ما بك؟ قال الفارس: لا تخبر أحدا بما فعلتَ ... قال اللص: و لماذا؟ هل تخاف على سمعتك أن يعرفوا أنى قد خدعتك؟ قال الفارس: لا، ولكن أخشى إذا علم الناس ذلك أن ينقطع الخير بينهم مخافة أمثالك.