الدولة العثمانية ليست دولة احتلال
هذه المقالة جزء من بح طويل أعددته عام 1985 عن تاريخ العلاقة بين الغرب والإسلام (البُعد الحضاري في الصراع)، وكنت اختصرته لنشره هنا قبل عدة شهور بعد نشر بعض المقالات عن الدولة العثمانية وانشغلت ولم أنشره، أنشره الآن بعد حوار على الفيس على أحد المنشورات وطالبني أحد المشاركين أن أذكر له إنجاز واحد من انجازات الدولة العثمانية لصالح العرب .. ولأنه لا يمكن فهم فضل الدولة العثمانية على العرب وأهمية دورها الذي قامت به في نشر الإسلام وليس (الاحتلال) وحماية وتأخير سقوط الأقطار العربية وضياع فلسطين حوالي خمسة قرون إلا إذا وضعنا تاريخها في سياقه الصحيح كدولة إسلامية وليس محتلة. وسأضع الرابط للرد على الأخ الذي سأل هذا ا لسؤال عدة مرات ولمن يريد معرفة حقيقة الدولة العثمانية من المشاركين وغيرهم هنا في المنتدى. على الرغم من أن الجيوش الصليبية قد هزمت عسكرياً واضطرت للعودة إلى بلادها إلا أن الحرب الصليبية لم تنتهِ ولم تتوقف على طول الجبهات الإسلامية مع الغرب الصليبي، وقد استمرت الغارات والمعارك المتبادلة بين الطرفين في أماكن متعددة. كما أنه بعد الحرب الصليبية اتسعت دائرة الحرب ودخلت أساليب وأدوات جديدة في المعركة ضد الإسلام والمسلمين، خاصة وأن أهم الدروس التي تعلمها الغرب الصليبي من معاركه ضد المسلمين هو: أن الغرب بقوته وعتاده المتفوقة لا يمكنه هزيمة المسلمين لأنهم الأكثر تقدماً وحضارة والأرقى فكراً وأن الإسلام لازال قادراً على المواجهة والتحدي رغم كل مظاهر الضعف والفرقة آنذاك، وأنه لازال يملك عناصر القوة المادية والمعنوية لهزيمة أي قوة مهما كان جبروتها ليس هذا فحسب، بل وتمثلها واستيعابها فكرياً وحضارياً كما حدث مع القبيلة الذهبية المغولية التي اعتنقت الإسلام، ومع كثير من الصليبيين؛ لذلك أطلق لويس التاسع بعد حملته الفاشلة على دمياط صيحته "لنبدأ حرب الكلمة فهي وحدها القادرة على تمكيننا من هزيمة المسلمين"[1]، ومن بعده أصدر المجمع الكنسي في فينا 1312 قراره بإنشاء كرسي لدراسة اللغة العربية في جامعات أوروبا[2]، لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل الحرب ضد الإسلام، وبأسلحة جديدة إلى جانب الأسلحة العسكرية، ولكنها أشد فتكاً وأخطر فعالية، وكان لها الدور الأكبر في هزيمة المسلمين وتثبيت الاحتلالات الغربية الصليبية في وطننا بعد ذلك بقرون، ألا وهي التنصير (التبشير) والاستشراق اللذين خرجا إلى الوجود مقترنين معاً بقرار قديس (لويس التاسع) والبابا والفاتيكان من بعده، وحركة الاستشهاد بقساوستها ورهبانها في الأندلس من قبل. كان ذلك على صعيد أسلحة الفكر والثقافة، أما الأسلحة العسكرية والمعارك القتالية فقد استمرت على كل الجبهات الإسلامية مع الغرب الصليبي، وظهرت في كل طرف عدة قوى أثرت في سير حركة التاريخ آنذاك، وتحديد معالم المستقبل، ففي مصر وبلاد الشام كانت قوة المماليك الإسلامية الصاعدة التي قضت على الوجود الصليبي والمغولي تماما وأخرجتهم من وطننا وأعادته نظيفاً من أي عدو، وفي أسيا الصغرى والأناضول كانت قوة العثمانيين الصاعدة تشكل خطراً على الوجود الصليبي في أوروبا الشرقية خاصة ذلك لأنهما كانت ميادين وساحات حروبها معارك مع الصليبيين وكان خطر القوة الإسلامية العثمانية على أوروبا أشد، ذلك لأنها رفعت راية الجهاد والفتوحات في أوروبا من جديد، فكان لابد أن تتحرك في الحمية الصليبية نفوس الغربيين لمواجهة هذا الخطر بالرغم من هزيمتها في بلاد الشام. لذلك حدثت أكثر من معركة كبيرة بين العثمانيين المسلمين والغرب الصليبي شاركت فيها قوى صليبية متعددة وبدعوة من البابا وكانت الحماسة الصليبية في نفوس المقاتلين ضد العثمانيين كما كانت في الحروب الصليبية في بلاد الشام، واستمرت تلك الحروب حتى انتهت بدخول القائد المسلم محمد الفاتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، وبعدها بوقوف الجيوش الإسلامية على أسوار "فينا" عاصمة النمسا، وتهديد أوروبا كلها وأثناء ذلك استطاع العثمانيون استعادة أغلب جزر البحر المتوسط وإعادتها إلى السيادة الإسلامية، ووضع حد لهجمات الاسبتارية والدواية الصليبيين على الشواطئ الإسلامية. هنا لا بد لنا من وقفة قصيرة ننفض فيها غبار الحقد والجهل عند الكثيرين ضد هذه الدولة المسلمة التي لعبت دوراً كبيراً في حماية الإسلام والمسلمين، وقادت معاركه ضد الغرب الصليبي مدة تزيد عن خمسة قرون، لذلك عمل أعداء الإسلام على تشويه تاريخها في عيون المسلمين، وفصله عن تاريخ الإسلام مع أنهم جزء أصيل منه ولهم فضل كبير عليه: سمي العثمانيون بهذا الاسم نسبة إلى عثمان بن أرطغول بن سليمان شاه بن قيا ألب، رئيس قبيلة قابي إحدى قبائل (الغزو التركية)*، وقد هاجر سليمان شاه إلى بلاد الأناضول بعد تدمير جنكيز خان لدولة خوارزم شاه سنة 617هـ واستقر في أخلاط ثم قرر سليمان العودة إلى بلاد الأناضول عام 638هـ وأثناء عبورهم نهر الفرات سقط سليمان في النهر وابتلعه الماء وكان له أربعة أولاد قرر منهم اثنان العودة والآخران قررا المسير إلى الشمال الشرقي في سهول أرضروم ومعهما أربعمائة أسرة وتولى زعامتهم أرطغول أحد الأبناء الأربعة... وبينما هم يبحثون عن مسكناً ومرعى لمواشيهم رأوا جيشين يقتتلان دون ان يعلموا شيئاً عن هوية الجيشين، وكان أحدهما قليل العدد، وسرعان ما انخرطوا يقاتلون إلى جانب الجيش القليل العدد بدافع النخوة ونصرة الضعيف، وتم النصر لذلك الجيش وكان جيش المسلمين السلاجقة، فما كان من سلطانه علاء الدين إلا أن كافأ أرطغول بمنحه وقبيلته قطعة أرض بمحاذاة بلاد الروم غربي دولة السلاجقة، وبعدها دخل أبناء هذه القبيلة الإسلام وحسن إسلامهم، وبعد موت أرطغول تولى قيادة القبيلة ابنه عثمان الذي نسبت إليه الدولة العثمانية. بعد موت السلطان السلجوقي علاء الدين بعد غارة قام بها المغول على السلاجقة الروم عام 699هـ ثارت الاضطرابات والفتن في دولته لعدم وجود خليفة له، فقام عثمان بالاستئثار بالمقاطعات التي كانت تحت حكم علاء الدين واتخذ مدينة بكي شهر عاصمة له، كما اتخذ الراية نفسها والتي لا تزال حتى زماننا الحاضر تشكل العلم التركي المؤلف من الهلال والنجمة، ودعا نفسه باد شاه آل عثمان، واهتم بتنظيم البلاد، وبذلك ظهرت بدايات الدولة العثمانية التي ستتصدر تاريخ العالم الإسلامي والعالم أجمع لعدة قرون، وقد حمل آل عثمان تركه الصد عن حمى الإسلام هجمات التتار والروم والصليبيين، وبدأ عثمان بمقاتلتهما وحسب الشريعة الإسلامية وسنة الرسول صلَ الله عليه وعلى آله وسلم، وذلك بعد عرضه على جموعها الإسلام وإلا فالجزية أو الحرب، فنشأ من جراء ذلك الصراع بين العثمانيين والروم الذي امتد أكثر من ستة قرون وكان امتداداً طبيعياً لما قبله من حروب الصليبيين. وقد انطلقت الجيوش العثمانية بعد ذلك متقدمة من أراضي الروم وأوروبا الصليبية، وبدأت تتهاوى أمامها الحصون والقلاع وتفتح المدن المستعصية، وبدأوا ينشرون الإسلام فيها، وجردت أوروبا وعلى رأسها البابا الحملات الصليبية لقتال العثمانيين ووقف زحفهم ولم يفلحوا في ذلك، وكان من أشهر تلك الحملات الصليبية ضد العثمانيين الحملة التي دعا إليها البابا والتقى فيها العثمانيون والصليبيون قرب نهر ماريتزا، عام 765هـ فهزموا شر هزيمة وضم العثمانيون على أثرها جنوبي البلقان ودفع إمبراطور القسطنطينية الجزية طواعية وقلبه يعتصر ألما. ثم تقدموا فاحتلوا صوفيا وسلانيك ونيش ودفعا ملكا الصرب والبلغار الجزية. ومن جهة أخرى حارب العثمانيون المغول، واستطاعوا وقف خطرهم وكسر شوكتهم وإبعادهم عن حدود الوطن الإسلامي، ومع أنهم قاتلوهم وهم مكرهون فقد كان المغول أتباع تيمور لنك مسلمين شيعة ولكن استطاع الصليبيون تغريرهم ودفعهم لقتال إخوانهم من أهل السنة. العثمانيين البشارة النبوية
إن ما يدفع عن العثمانيين زعم البعض أنهم كانوا محتلين استغلوا الدين لخداع البسطاء من المسلمين والتوسع في المشرق العربي بعد أن تمكنوا في مناطق كثيرة في أوروبا؛ أن العثمانيين هم بشارة النبي صلَ الله عليه وعلى آله وسلم بفتح القسطنطينية التي عجزت عن فتحها حتى ذلك التاريخ أكثر من عشرة جيوش إسلامية كلُ منها كان يجتهد أن ينال شرف نبوءة الرسول التي جاءت في الحديث الصحيح "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش"[3]. فقد حاول المسلمون من أيام معاوية بن أبي سفيان فتح القسطنطينية بدوافع دينية وتحقيقاً لبشارته صلَ الله عليه وعلى آله وسلم التي تحققت في العثمانيين فكان محمد الفاتح نعم الأمير وجيشه نعم الجيش، وقد صَدَقَ عمله نبوءة النبي، فقد أمر "جنوده بالصيام قبل الهجوم بيوم لتطهير نفوسهم وتزكيتها ثم قام بزيارة للسور وتفقد الأسطول وفي تلك الليلة تعالت أصوات بالتكبير وصيحات المسلمين مدوية بلا إله إلا الله محمد رسول الله. وقد قرعت الطبول ورتلت الأناشيد الدينية وتلا الشيوخ آيات الجهاد. وعندما عاد إلى خيمته دعا كبار جيشه وقال لهم: "إذا تم لنا فتح القسطنطينية تحقق فينا حديث رسول الله ومعجزة من معجزاته وسيكون من حظنا ما أشاد به هذا الحديث من التقدير فأبلغوا أبناءنا من العساكر فرداً فرداً أن الظفر العظيم الذي سنحرزه سيزيد الإسلام قدراً وشرفاً، ويجب على كل جندي أن يجعل تعاليم شريعتنا الغراء نصب عينيه فلا يصدر من أحد منهم ما يجافي هذه التعاليم وليتجنبوا الكنائس والمعابد ولا يمسوها بأذى ويدعوا القساوسة والضعفاء والعجزة الذين لا يقاتلون"[4]. وعندما فتحت المدينة أبوابها دخل الفاتح بجيشه قائلاً: "الحمد لله ليرحم الله الشهداء، وقرأ الحديث النبوي الخاص بالقسطنطينية لجنوده ونهاهم عن السلب والنهب، ثم ترجل عن فرسه واستقبل القبلة وسجد على الأرض شكراً لله وحثاً التراب على رأسه امتناناً لما منحه من توفيق ونصر، ثم توجه إلى الكنيسة أيا صوفية وشكر الله للمرة الثانية وأمر بتحويلها إلى مسجد وأدى صلاة العصر فيها، وأعلن بعض الروم إسلامهم..."[5].. وقد كان عمر محمد الفاتح آنذاك خمسة وعشرين عاماً. أما السلطان سليم الأول وسليمان القانوني، الذي بلغت الدولة في عهدهما أوج قوتها. فقد بنى كثيراً من الجوامع وحول مجمل الكنائس في القسطنطينية إلى مساجد... واهتم بالتصوف بشدة وكان ينوي جعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية في الدولة العثمانية ... والثاني كان باكورة أعماله تعيين مربيه قاسم باشا مستشاراً خاصاً له، ثم أبلغ كافة الولاة وأشراف مكة والمدينة بتوليه الخلافة وبخطاب مفعم بالنصائح والآيات القرآنية المبينة فضل العدل والقسط في الأحكام وخاصة عاقبة الظالم"[6]. وقد قال السير توماس أرنولد في كتابه الدعوة إلى الإسلام: "... إن المعاملة التي أظهرها الأباطرة العثمانيون للرعايا المسيحيين... على الأقل بعد أن غزو بلاد اليونان بقرنين لتدل على تسامح لم يكن مثله حتى ذلك الوقت معروفاً في أوروبا وأن أصحاب كالفن في المجر وترانسلفانيا وأصحاب مذهب التوحيد من المسيحيين الذين كانوا في رانسلفانيا طالما آثروا الخضوع للأتراك على الوقوع في أيدي أسرى هابسبورغ المتعصبة ونظر البروتستانت إلى تركيا بعين الرغبة ... كذلك نرى الفوارق الذين ينتمون إلى فرقة المؤمنين القدماء الذين اضطهدتهم كنيسة الدولة الروسية قد وجدوا من التسامح في ممالك السلطان ما أنكره عليهم إخوانهم في المسيحية...."[7]. تلك الانتصارات هزت أوروبا وأقلقت عرش البابوية والملوك والأمراء وأشاعت الذعر والخوف في قلوب الغرب الصليبي وزادت من روح الحقد والكراهية ضد الإسلام والدولة العثمانية خاصة، وأصبحت الدولة العثمانية أحد العوامل الرئيسة في كافة التوازنات الأوروبية، وغدت إسطمبول مقراً لنشاط سياسي دبلوماسي كثيف لكل الدول في ذلك الوقت. اشتداد الهجمات الصليبية ضد وطننا
ذلك التصاعد للقوة الإسلامية العثمانية في أوروبا وسقوط القسطنطينية عام 1453م أثار موجة من الذعر والقلق عند الغرب الصليبي، فزاد دعمه لنصارى أسبانيا للقضاء على آخر معاقل المسلمين في الأندلس مما أدى على استسلام غرناطة عام 1492م ورحيل المسلمين عنها وعن الأندلس كلها، ومن بقي منهم اضطر إلى إعلان نصرانيته مكرها. وبسقوط آخر معاقل الإسلام في الأندلس بدأت سلسلة من الهجمات الصليبية على مناطق عدة من الوطن الإسلامي وإن كانت تلك الهجمات على الساحل الإفريقي وجزر المتوسط لم تنتهِ، سواء حملة لويس التاسع التي جردها على تونس عام 1270م بعد هزيمته في دمياط وقد فشلت بموته قبل أن تبدأ، أو غارات قوات الداوية والاسبتارية التي طردت من بلاد الشام بعد هزيمة الصليبيين واستقرت في جزر المتوسط ومنها بدأت تشن غاراتها على مدن الوطن الإسلامي، واستخدمت أسلوب القرصنة البحرية ضد سفن التجارة الإسلامية مما اضطر المماليك إلى إخضاع قبرص وغيرها؛ والعثمانيين من استرداد كريت ومالطة وغيرها من الجزر في البحر المتوسط لتأمين سفن التجارة الإسلامية وحدود بلادهم من غارات هذه القوات، ولكن بسقوط غرناطة والقضاء على الإسلام في الأندلس ظهر الأسبان إلى ميدان الصراع كقوة صليبية جديدة حاقدة على الإسلام وأهله، فهدموا كل المساجد في شبه جزيرة أيبيريا وبدأت تشن هجمات شرسة ضد سواحل أفريقيا الإسلامية، كما ظهر البرتغاليون الذين اكتشفوا طريق (رأس الرجاء الصالح) في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي وبدءوا ينكلون وينتقمون من مسلمي شرق أفريقيا وغربها ومسلمي الهند والخليج العربي ويفتخرون ببربريتهم ضد المسلمين. وقد كان المسلمون قبل قدوم البرتغاليون إلى شواطئ المحيط الهندي هم الذين يسيطرون على طريق التجارة إلى الهند، وتنقل البضائع عبر الأراضي الإسلامية إلى البحر المتوسط ومنه إلى البندقية، وقد أثرى التجار المسلمون وتجار البندقية من تلك التجارة. وقد كان الأوربيون قد أدركوا بعد فشلهم في الحروب الصليبية الأولى أهمية تلك التجارة بالنسبة للشرق الإسلامي، ومدى اعتماد الحكومات الصامدة في وجه الغرب على مداخيل تلك التجارة في تقوية البلاد واستمرار نهضتها ومواجهتا للمؤامرات والهجمات الغربية عليها، لذلك أخذ الأوربيون "يفكرون في غزو صليبي من طرف آخر تقوم به السفن الأوربية لتشل هذه الحركة التجارية فاقترح مارينو سانتو في مطلع القرن الرابع عشر إعداد أسطول للسيطرة على المحيط الهندي والبحار العربية، ومهاجمة الموانئ العربية الرئيسية. ولما كانت المشكلة هي: كيفية الوصول إلى هذه البحار حيث لم يكن طريق (رأس الرجاء الصالح) قد اكتشف بعد فإن جيوم آدم اقترح بناء أسطول في هرمز لاحتلال جزيرة سوقطرة ومن هذه الجزيرة يقطعون الطريق على السفن العربية الداخلة إلى البحر الأحمر والخارجة منه أو القادمة من شرق أفريقيا"[8]. ويمكن اعتبار ما يسمونه (حركة الكشوف الجغرافية)* التي بدأتها أوروبا في النصف الثاني من القرن الخامس عشر حسب العقلية الأوروبية وتوجهاتها الحضارية والعدائية الحاقدة على الإسلام وأهله يمكن اعتبارها حلقة من حلقات الصراع الصليبي ضد الإسلام وقد كانت هذه الكشوف بهدف تحويل طريق التجارة بعيدا عن أراضي المسلمين بهدف إضعافهم اقتصادياً وإضعاف قدرتهم المادية على المواجهة وفي الوقت نفسه الالتفاف حول الوطن الإسلامي والسيطرة عليه والقضاء على الإسلام قضاءً مبرماً. وكعادة الغرب الصليبي عبر كل مراحل صراعه لا يعلن عن حقيقة أهدافه وغاياته في وطننا فقد "ادعى الأسبان والبرتغاليون أنهم يريدون الاتجار بالتوابل، ولكنهم كانوا يودون قتل المسلمين والتآمر على الإسلام ونشر النصرانية، إذ استطاع البرتغاليون سرقة خرائط البحار والمحيطات والمعلومات اللازمة عن الملاحة بيد من أجاد اللغة العربية من اليهود في بلاد مصر بغية القيام بتلك المهمة ثم انسل أولئك المدبرين إلى بلاد البرتغال، كما دار فاسكو دي جاما حول رأس العواصف (راس الرجاء الصالح) حتى وصل شرقي أفريقيا وسارت سفنه حتى دخلت زنجبار عام 911هـ والتقى مالندي مدينة في كينيا اليوم على الشاطئ المحيط الهندي بالرحالة المسلم ابن ماجد الذي دله على طريق الهند فوصل إليها ثم رجع وعاد مرة أخرى وضرب كلكتا بالقنابل انتقاماً من المسلمين هناك. وقد أغرق سفينة محملة بالأرز وقطع أنوف تجارها وآذانهم كما دمر البرتغاليون معظم مساجد مدينة كيلوه في شرقي أفريقيا والبالغ عددها 300 مسجدا آنذاك"[9]. وعندما أتم رحلته ووصل إلى الهند، قال: "الآن طوقنا رقبة الإسلام، ولم يبق إلا جذب الحبل فيختنق ويموت" أما ذلك الصليبي (ماجلان) فقد كتب إلى البابا عدة مرات يطلب الإذن بإعداد رحلة إلى الفلبين لإخضاع الكفار (المسلمين) لحكم الصليب[10]! وقد كان البابا في كل مرة يرفض طلب ماجلان لأن الظروف والأوضاع الداخلية للغرب الصليبي في ذلك الوقت لم تكن تسمح بقيام حرب صليبية جديدة، وأخيراً أذن له، فانطلق يحمل كراهيته وحقده ضد الإسلام والرغبة في القضاء عليه والسيطرة على قلبه النابض فلسطين وإعادة إمارة بيت المقدس، إلى جانب أطماعه الاقتصادية والرغبة في السيطرة على الأرض والوصول إلى مكامن ثروات الشرق، وقد وصل إلى شواطئ أفريقيا الشرقية ومنها إلى الهند وجزر الهند الشرقية، وعندما وصل إلى جزر الفلبين "اتفق مع ملك جزيرة سيبو هومايون على دخوله في الديانة الكاثوليكية مقابل أن يجعله ماجلان ملكاً على جميع الجزر تحت التاج الأسباني، ولكنه ما أن وصل إلى جزيرة صغيرة قرب سيبو حتى علم أن فيها مسلمين وأن حاكمها مسلم أيضا فصب جام غضبه عليهم وثار حقده وشن حرباً عليهم بأسلحته الحديثة ولكن الحاكم هناك قام بقتل ماجلان ولا يزال قبره هناك ورفض تسليم جثته للأسبان"[11]. إنها الروح الصليبية التي تحتفظ في وجدانها وعقلها دائما بالعداء للإسلام وأهله، إنها الروح الصليبية التي دعت القائد البرتغالي أيضا البوكيرك لأن يخطب في رجاله قبل احتلال مقلة قائلاً: "إن أجل خدمة نقدمها بعملنا هذا هي أننا سنرضى الرب بطرد العرب من هذه البلاد وخضد شوكة الإسلام بحيث لا تقوم له قائمة بعد اليوم وأنا على يقين من أننا إذا انتزعنا تجارة البهارات والأفاوية من يد العرب، فإن الدمار سيحل بالقاهرة ومكة وستتوقف تجارة البندقية مع الشرق ويجد تجارها أنفسهم مضطرين إلى شراء بضائعهم من البرتغال"[12]. وبعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح ازدادت أهمية السيطرة على الشواطئ والمداخل البحرية الإستراتيجية الجنوبية للوطن الإسلامي لتكون عاملاً مساعداً وقوياً لدى الغرب الصليبي في فرض الحصار حول الوطن الإسلامي، وهكذا انتقل الصراع إلى الجنوب الإسلامي وبدأ تتصاعد وتيرته يوماً بعد يوم مع ازدياد شراسة الهمجية الغربية وأطماعها وحقدها على الإسلام وأهله، "وفي عام 1502 اتخذ البرتغاليون قرارهم الخطير بسد البحر الأحمر أمام السفن العربية وقد مكنهم من تنفيذ هذا القرار استيلاء القائد البرتغالي على جزيرة سوقطرة عام 1507 وفي آب من العام نفسه قام بقطع الطريق التجاري الآخر عبر الخليج العربي فهاجم منطقة مسقط وخور فكان وما جاورهما ونهبهما وأحرقهما، ولا يزال المؤرخون يذكرون من أعمال البو كيرك تعذيبه للأسرى العرب وتقطيعه لأوصالهم على صورة وحشية قل لها في التاريخ نظير"[13]. ويعتبر الغرب الصليبي انتصار البرتغاليين على المسلمين في الشرق تتمة لانتصارات أوروبا الصليبية على المسلمين في الغرب، ومع أن هم البرتغاليين الأول ظاهرياً من وراء هجماتهم على بلاد الإسلام كان اقتصادياً بالدرجة الأولى إلا أن العداء الديني كان واضحاً أشد الوضوح، حقدهم على الإسلام كدين جلي للعيان خاصة في خطب البو كيرك ومخططات البرتغاليين في السيطرة على الأماكن المقدسة، وفي الوحشية والإجرام اللذين كانا واضحين في هجمات البرتغاليين على الشواطئ الإسلامية وعمليات التعذيب والتنكيل بالمسلمين وفي رد المسلمين على تلك الهجمات والمناداة بالجهاد في مواجهة تلك الهجمة الوحشية "لذلك أعد الغوري حملة بحرية كبيرة وأرسلها إلى البحر الأحمر سنة 911هـ 1505م بقيادة حسين الكردي نائبه على جدة وقد استطاعت هذه الحملة أن تنزل الهزيمة بالبرتغاليين قرب الشواطئ الغربية للهند سنة 914هـ 1509م، في موقعة ديو البحرية"[14]. وقد اشتدت هجمات البرتغاليين الوحشية ضد الشواطئ الإسلامية في محاولة منهم للسيطرة على البحر الأحمر أو سده في وجه الملاحة الإسلامية، كما ألبوا نصارى الحبشة للمساعدة في ضرب الإسلام والقضاء عليه وإعادة مملكة بيت المقدس وهذه ليست هي المرة الأولى التي يحاول فيها الغرب الصليبي الاستعانة بنصارى الحبشة مع اختلاف المذهب بينهما. ففي حملة حنادي برين على دمياط أثناء الحروب الصليبية الأولى عام 1218م "لم يفت الصليبيون عندئذ أن يتصلوا بالنجاشي الحبشي المسيحي ليتعاون معهم في حروب الإسلام والمسلمين عن طريق غزو الحجاز وهدم الكعبة"[15]. وفي الدور الأخير من الحروب الصليبية لم يغب عن البابوية وأصحاب المشاريع الصليبية في أوروبا الغربية فكرة الاستفادة من نصارى الحبشة في محاربة الإسلام وقد أرسلهم البابا ونجح في استثارة ملوك الحبشة ويقال أنهم أعدوا حملة كبيرة لمهاجمة مصر من ناحية الجنوب في الوقت الذي هاجمها بطرس لوز جنان ملك قبرص من ناحية الشمال سنة 1365م، وكذلك فكر إسحاق الأول ملك الحبشة في غزو مصر بخاصة عندما سمع بأن المماليك غزو جزيرة قبرص وأسروا ملكها جانوس سنة 1426م، وكذلك فكر ملوك الحبشة وأرغونا والبرتغال لتحويل مجرى النيل وتجويع مصر[16]. إنه التواصل بين الأجيال الأوروبية الصليبية في تنفيذ المخططات الرامية لضرب الإسلام وتدمير المسلمين والسيطرة على الوطن الإسلامي من خلال السيطرة على قلب هذا الوطن وهو فلسطين، فبعد أن ألب البرتغاليون نصارى الحبشة كتبت الملكة هيلينا الحبشية رسالة عام 1508 إلى الملك عمانويل ملك البرتغال تعرض عليه استعدادها لتجهيز قوات برية كبيرة لتدمير ميناء عيذاب والاستيلاء عليه، لكن الذي يمنعها من ذلك كما تقول: "ليس لديها أسطول بحري وأنها تطلب منه مساعدتها بأسطول ينقل جيوشها إلى بيت المقدس بفلسطين لتشارك في تحريرها من أيدي الكفار وإعادتها إلى سلطان الصليب"[17]. وهكذا اجتمعت كلمة الصليبيين على اختلاف مذاهبهم ضد الإسلام وقد كانت الحبشة تدين بالمذهب الأرثوذكسي في حين أوروبا تعتنق المذهب الكاثوليكي، وللأسف أن علاقات الحبشة بالمسلمين كانت طيبة، إذن لماذا كل هذا الحقد على الإسلام؟! لقد عمر بن الخطاب رضي الله عنه محقاً وعلى صواب في معارضته حفر قناة تصل بين البحرين الأبيض والأحمر، وتدل على بعد النظر ودراية بأمور السياسة والحرب أبعد من زمانه، حيث كان مبرره هو الخوف من أن يتمكن الروم من استخدام هذه القناة في عملياتهم الحربية ضد المسلمين إلا أنه سمح بإعادة وصل البحر الأحمر بالنيل لتسهيل إرسال القمح إلى بلاد الحجاز، وقد حفرت قناة تصل البحر الأحمر والنيل وعرفت باسم قناة أمير المؤمنين. وقد كان المسلمون على اختلاف أمرائهم وحكامهم أصحاب السيادة على البحر الأحمر وكانوا يمنعون سفن التجارية الغربية من دخوله، وكانت تنزل تجارتها في ميناء عدن وعيذاب ثم يتم نقلها عبر البر على ظهور الجمال إلى قوص، حيث تشحن عبر النيل إلى موانئ دمياط ورشيد على البحر المتوسط ومن هناك إلى أوروبا[18]. ومع ازدياد نفوذ القوى الغربية الصليبية مع بدايات القرن السادس عشر في المحيط الهندي والبحر الأحمر وشمال إفريقيا وتشديد الخناق على المسلمين من جهة الجنوب في محاولة منها للعودة إلى الديار المقدسة فلسطين وتحويلها إلى إمارة صليبية مع بلاد الشام ومصر وغيرهما، ومع ازدياد ضعف المماليك في مقابل الغرب الصليبي ولم يعد لديهم القدرة للوقوف في وجههم خاصة بعد أن سادت البلاد حالة من الكساد والفوضى بعد تحول طريق التجارة عن طريق بلادهم إلى (رأس الرجاء الصالح) وبعد استيلاء البرتغاليين على كثير من موانئ البحر الأحمر وتعزيز وجودهم العسكري والتجاري في المنطقة بالتحالف مع الحبشة؛ أوشكت القوى الصليبية الجديدة على تحقيق أهدافها فيما لو بقي المماليك هم حكام مصر وبلاد الشام وحوض البحر الأحمر. أدركوا العثمانيين خطر البرتغاليين وغيرهم من الصليبيين على الشرق الإسلامي الذي يهدد إخوانهم المسلمين، وضعف المماليك وعدم قدرتهم على مواجهة ذلك الخطر الصليبي وعدم قدرتهم على حماية مسلمي أفريقيا الشمالية والشرقية وأن الواجب الديني يفرض عليهم حماية إخوانهم المسلمين، وقد عجل في توجه العثمانيين لحماية مسلمي شمال وجنوب إفريقيا غدر سلطان المماليك بالعثمانيين واتصله بأعدائهم الصفويين الشيعة في إيران، فشعر السلطان سليم الأول بخطر هذا الاتصال أو التحالف عليه فنوجه بجيوشه عام 1516 إلى الشام وهزم المماليك في معركة مرج دابق ودخل بعدها مصر. وليس كما ادعى أعداء الإسلام من غربيين صليبيين أو قوميين علمانيين مسلمين، أن العثمانيين جاءوا تلك البلاد من أجل احتلالها واعتبروهم محتلين للبلاد العربية مثل أي محتل آخر وأنهم استغلوا الدين وسيلة وذريعة في إخضاع البلاد العربية. لم يكن أمام العثمانيين خيار غير قتال البرتغاليين والأسبان فالصراع كان بين المسلمين والنصارى والعثمانيون هم حماة الإسلام والبرتغاليون والأسبان كنوا آنذاك يمثلون حماة النصرانية وقد شكلت هجماتهم في البر والبحر على المسلمين في أفريقيا وآسيا خطراً كبيراً، كما أن تهديدهم للشواطئ الجنوبية للجزيرة العربية والأراضي المقدسة خاصة بعد استيلاء البرتغاليين على عدن وعمان عام 921هـ، كما أن هجمات الفدائيين المسلمين الذين هاجروا من الأندلس بعد سقوطها في يد الأسبان التي كانوا يقومون بها ضد السفن التجارية الصليبية في البحر المتوسط انتقاماً منهم لم تعد قادرة على حماية سواحل شمال أفريقيا الإسلامية، وقد رأى هؤلاء الاستعانة بإخوانهم العثمانيين لحمايتهم بعد أن سمعوا عن قوتهم، أضف إلى ذلك أن البرتغاليين ربطتهم بالصوفيين الشيعة في إيران والعراق علاقات طيبة وتعاون في الوقت الذي يعلن فيه البرتغاليين عدائهم للإسلام ويقتلون ويذبحون المسلمين ويرتكبون ضدهم أبشع المجازر. "والجدير بالذكر أن الانجليز كانوا وراء الشاه عباس حينما هاجم الدولة العثمانية وهي مشغولة في أوروبا بالفتوحات وذلك من أجل تخفيف وطأة العثمانيين على الأوروبيين ولضرب المسلمين بعضهم البعض ولجعل موطئ قدم لهم في إيران في الوقت نفسه"[19]! لذلك قاتل العثمانيون الصفويين لتطهير الجبهة الداخلية من الأعداء خاصة وأن العثمانيين كانوا يعملون على تكوين جبهة إسلامية موحدة في وجه الدول الصليبية الغربية. أما المماليك فلم يكتفوا بمنع العثمانيين من المرور في أراضيهم للوصول إلى البرتغاليين وقتالهم والدفاع عن شواطئ الإسلام وحماية أهله من بطش أعدائه حرصاً على حكمهم وخوفاً على مصالحهم ولكنهم تحالفوا مع الصفويين أعداء العثمانيين وأصدقاء البرتغاليين والانجليز والصليبيين أعداء الإسلام، فلم يجد العثمانيين مفراً بعد ذلك من قتال المماليك لحماية الإسلام والمسلمين ووقف تقدم البرتغاليين في أراضي الوطن الإسلامي، وإفشال مخططهم في الوصول إلى الديار المقدسة "مكة والمدينة" وتخريبهما، أو العودة إلى أراضي بيت المقدس وإقامة مملكة أورشليم فيها ثانية. لقد كانت العاطفة الدينية والرابطة الإسلامية عند العثمانيين قوية وكانوا يشعرون بالمسئولية التي تقع عليهم تجاه إخوانهم في الدين وواجب حمايتهم ونصرتهم ولم تكن أطماعهم في البلاد العربية (استعمارية) كما ادعى أعداء الإسلام "وأن قصد السلطان سليم الأول وسليمان القانوني كان بعد ضم البلاد العربية إلى جسم الدولة العثمانية بناء كيان عثماني مستقر دون التعرض لتغيير جوهري في أوضاعها الداخلية وخاصة بصدد تتريكها"[20]. فقد رأى العثمانيون في سيطرة البرتغاليين على المراكز الحساسة في طريق التجارة في البحر الأحمر والقريبة من الأماكن المقدسة في الحجاز خطراً على مصالحهم ولهذا "أعد العثمانيون أسطولاً بحرياً قاده سنان باشا نازل البرتغاليين أمام شواطئ مصوع في عام 1554م، وهزم الأسطول البرتغالي الذي كان يقوده دون دي كاسترو ثم صفوا المواقع البرتغالية على طول امتداد شواطئ البحر الأحمر وبنوا قلاع وفي 1557. واحتل الأتراك العثمانيون ميناء مصوع، وتعاون أهل البلاد مع الأتراك ومع تكتلات المنافسين البرتغاليين والذين كانوا يبنون السفن التجارية في زيلع ببلاد الصومال وذلك من أجل طرد البرتغاليين الذين اتسم حكمهم بالوحشية والتعصب"[21]. وهكذا استطاع العثمانيون وقف أطماع الصليبية في وطننا والوقت نفسه حافظوا على سنة أسلافهم في غلق البحر الأحمر في وجه أي سفينة غريبة أي كانت لمدة تقارب الأربعة قرون خوفاً من الخطر الصليبي الطامع في وطننا والمتربص بأمتنا. ونذكر هنا أن الفضل في تأخر سقوط الشرق الإسلامي وفلسطين خاصة بأيدي الغرب واليهود ما يقارب الأربعة قرون يعود للدولة العثمانية الإسلامية التي لم تفرط يوماً في واجبها تجاه فلسطين، ولقد ضحى بعض خلفائهم بحياتهم لرفضهم تحقيق الأطماع اليهودية فيها بدءً من محمد الفاتح الذي دس له طبيبه اليهودي السم في الطعام لرفضه أطماع اليهود وانتهاءً بآخر الخلفاء العثمانيين الفعليين عبد الحميد الثاني الذي ضحى بعرشه وملكه من أجل فلسطين ورفض الموافقة على فتح باب الهجرة اليهودية إليها وإقامة الوطن اليهودي.
[1] العالم جلال، قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام بيد أهله، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة، 1986،ص56-57.
[2] حمدي محود زقزوق، الاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الفكري، كتاب سلسلة الأمة، فصلية تصدر عن: رئاسة الحاكم الشرعية والشئون الدينية في دولة قطر، الطبعة الثانية، ص42.
* وضعت الكلمات بين قوسين لتحفظي عليها ولم أغيرها لأنها منقولة!.
[3] د.حسونة علي، تاريخ الدولة العثمانية وعلاقاتها الخارجية، المكتب الإسلامي، بيروت، 1402هـ -1982م، الطبعة الأولى، ص32.
[4] المرجع السابق،ص39.
[5] المرجع السابق، ص40.
[6] المرجع السابق،ص46.
[7] المرجع السابق،ص71.
[8] د. محمود السمرا، غربيون في بلادنا، منشورات المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الأولى، 1979،ص25.
* مصطلح ومفهوم (الكشوف الجغرافية الأوروبية) أحد أهم وأخطر الأكاذيب التاريخية والجغرافية الغربية التي غدت مسلمة عالمية لأن كل ما اكتشفوه كان بفضل الخرائط الجغرافية الإسلامية التي وضعها الجغرافيون المسلمون، وبفضل أساليب وأدواتها الملاحة الإسلامية التي كانت متقدمة جداً عن الغرب، ومشاركة وإرشاد ملاحين مسلمين لم تخلو منهم أي رحلة بحرية أوروبية! أضف إلى ذلك أن تلك الأراضي التي يزعمون اكتشافها كانت أراضي إسلامية، أو وصل لها المسلمون والكنعانيون قبلهم وأثبتوها في خرائطهم الجغرافية وأرخوا لها في كتب رحلاتهم، فهل يعقل أن نكون كمسلمين جهلة بجغرافية وطننا وجاء أولئك البرابرة الهمج الذين يعيشون في ظلمات حكم الكنيسة وجهل العصور الوسطى، ويحملون حقدهم الديني الأسود ليكتشفوا لنا وطننا؟!
[9] د. علي حسونة، مرجع سابق، ص52.
[10] محمد قطب، واقعنا المعاصر، دار الشروق، القاهرة، الطبعة الأولى 1418ه ـ 1997م، ص176.
[11] د. علي حسونة، مرجع سابق، ص53.
[12] محمود السمرا، فلسطين الفكر والكلمة، ص6.
[13] المرجع السابق، ص27-28.
[14] مصر وبلاد الشام في عصر الأيوبيين والمماليك، مرجع سابق، ص154-155.
[15] المرجع السابق، ص73.
[16] المرجع السابق، ص358.
[17] سي عثمان صالح، الصراع في حوض البحر الأحمر عبر التاريخ، دار الفجر الجديد للطباعة والنشر، ص20.
[18] المرجع السابق.
[19] على حسونة، تاريخ الدولة العثمانية، مرجع سابق، ص65.
[20] محمود السمرا، غربيون في بلادنا، مرجع سابق، ص30.
[21] سبي عثمان، الصراع في البحر الأحمر ، مرجع سابق، ص30.