تعودنا على سماع عناوين براقة لامعة، من خلال برامج ثقافة ومسابقات إعلامية ونصوص صحفية، حتى ما إذا اطلعنا على الفحوى وجدناه سقيما او سطحيا أو مكررا، أو مقلدا
ندر من قدم تجديدا حقيقيا، أو قفزة نوعية تبهج وتلفت النظر،وهم قلة، إما مدعومون بمؤسساتهم المحلية لسبب ما، أو لأنهم رضوا بما هم عليه.
هناك طيف واسع يمكننا مد بصرنا نحوه ، وهؤلاء الحقيقيون لا يتبعون جهة ما ولا شخص ما ولا فكرة رائجة لتسويقها عبر قناة ما، أو تحقيق غرض ما.
وعليه فالرائج هو أغراض إعلامية غير واضحة الغرض للعيان، إنما ما يصلنا منها بريق يطمس نظرة العقل.
وعليه فإن الانترنيت قد فتح لكل من لديه ما يقوله متسعا، وعوض هذا النقص الفادح، ورغم أن معظم القنوات التي تفتح الأفق الممدود غربية، كاليوتويب ، الذي غدا تلفاز المستقبل، فعلينا ان نعرف أن فنوات الإعلام الأولى معول عليها، رغم ان تلك القناة الجديدة تحمل في طياتها أنغاما متناقضة أشد التناقض وهي تحمل خطرا جديدا أيضا.
من بين الثقافات المبسترة بل قليلة التعقيم، إنشاء مؤسسات ومنظمات ومجموعات ثقافية، لا هدف واضح لها ولا منهج، فقط عناوين كبيرة، المرأة المثقفة، المرأة الإيجابية، وهو مفهوم مطاط ، يحتاج خطوط تحدد مداه وأفقه، لذا فهذه تنبئ بالأفول من ذات نفسها...
حتى أن العناوين البراقة العامة ، تعتبر كذلك لأنها تضيع القارئ من حيث جذبته: القرار الإيجابي!! وهل هو إلا أمر نسبي متعلق بأصوله؟.
نساء مبدعات ..!! على أي أساس؟ ما لمعيار؟ ما هو المقياس لتميزهن؟
ولعل تسول الكوادر لأجل أمر غير ناضج، أمر لافت، حيث يتم اختيار الغيريين، الذين لا يسالون الناس مكافأة ولا ردا...
وهؤلاء.. لا يكسبون سوى بعض تصفيق.
الثقافة المبسترة ، هي أن نجتر الماضي ونبقى ننهل منه دون عبر جديدة ولا فائدة ترجى سوى التذكرة فقط.
أن نطرح شعارات لمنظمات ومؤسسات ظاهرها إيجابي ، لكنها خاوية المحتوى والهدف والفعل....ربما هذا النوع أميل للثقافة العقيمة منه للمبسترة.[1]
ان نحمل على ظهورنا جماهيرنا لتحضر محاضراتنا وأمسياتنا العامرة بالخير...فأين وزارة الثقافة التي ترتب جمهورا من قبلها لشحذ الهمم وبعث النشاط في المثقفين حتى لا يحاضروا وحدهم في بعص الاحايين...ويعودوا من حيث اتوا ليمزقوا اوراقهم؟.
إنها الثقافة المبسترة ثقافة الراديوا والتلفاز والصحف المليئة بالشخصيات الكرتونية و الذين يعرفون ويكتمون الحقيقة.. هي الواجهة وهي الموجهة.
الامر ثقافي جلل. .فلنبحث في زوايا الجدار ماذا سمعت لنفهم...
الخميس 17-9-2015
[1] راجع مقالنا حول الثقافة العقيمة:
شبكة فرسان الثقافة - الثقافة العقيمة /ريمه الخاني