ثقافة بلا حدود !!!
ثَقافتُنا تختالُ ما بينَ حَالِمِ
وَبَينَ دَخَيلٍ مُغرمٍ بالدَّراهِمِ
قدِ اجْتَمَعَا ، فَارتَدَّ يَبْغي وَجَاهةً
مُسَيْلَمَةٌ ، واغترَّ أفْقُ الضَّياغمِ
رأوْا بِذْلَتي الخَجْلى فسَاروا تهكُّمًا
ولم يلحظوا يومًا غزيرَ المعالِمِ
فَلا تَلْبِسوا الحقَّ الصُّراحَ بِباطِلٍ
وَلا تَنْكثوا عَهدًا تليدَ العَظائمِ
تُرى أينَ آفاقَ الأصالةِ حينما
عيونُ هُداها رَفْرفتْ بالمكارمِ ؟
رَحيقَ زَمانٍ لمْ تَنَمْ وَمَضَاتُهُ
ولا أبِقَتْ منها مُتونُ الرَّواسمِ
وحَدِّثْ عنِ الدُرِّ المُضيءِ وَلمسَةٍ
بها الحُسْنُ جَلاّبٌ ظِلالَ البراعُمِ
فديتُكَ نبضَ القلبِ إحساسَ صادقٍ
إذا غبتُ عنهُ صانَ ذكرى عَوالمي
فما يجْحَدُ المعروفَ وجدانُ طيّبٍ
ولا قتلَ الإنصافَ توصيفُ عالِمِ
ولا فَقِهَ الإيثارَ ميزانُ غافلٍ
يعيشُ رياءً في امتداحِ الحمائِمِ
فَأحْسِنْ لمَنْ جَهْلاً أساءَ بظنِّهِ
لكي تَرْتَقي الإحسانَ حُبًّا بلائِمي !
لأنّي - وَعَينُ الطيرِ تقْفو مَوائدي -
عشِقْتُ حياءَ الجاهِ قبل العَزائِمِ
فؤادي تناهى بالعطاءِ مُغرِّدًا
ومَا كان يسْتعْطي لحونَ الغمائمِ
وخلفي مَجاهيلُ الحَياةِ تركْتُها
عَجِلتُ إلى الأخرى نقيَّ المواسِمِ
فلا تنسَ أصدافي غداة نظمتُها
قلائدَ ودٍّ من ربيعِ المَكارمِ
فلا ريبَ تفنى الكائناتُ فلا ترى
بيوم ورود السَّامقينِ مغانمي
حيال جَمالٍ رائقِ ومُرقْرقٍ
بهِ نَطَقَتْ باسمي سماءُ المياسمِ
وَهذا أنا فاجعلْ هواكَ مُثقَّفًا
من الشَّرْقِ إذ يجني بهاءَ النسائمِ
وهذا أنا فاحملْ جراحَ عواذلي
تعلَّقْ بزيتونٍ ، وواحِ الروائمِ
ونخلِ الحمى مَعْ ياسمين مروءةٍ
بها الحالُ مبهورٌ ، شفيفُ المباسمِ
وَلا تلتفتْ إلاّ لشِعْر أميمةٍ
ثقافتها تاقت لوصف التقادمِ
إذا الليلُ تاهت في الربوع دموعُهُ
وطالت معاناةٌ ، فكن خير ناظمِ
ففي ملتقى الإيمانِ فيض دلالةٍ
وومْضِ إشاراتٍ ، وإفضالُ راحمِ
*****(2015)*****